اليوم 391 للحرب: زيلينسكي في خيرسون .. ومسيرات روسية تهاجم كييف
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 391 للحرب، نشر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، لقطات من زيارة قام بها لمنطقة خيرسون بجنوب البلاد، حيث تعهد “باستعادة كل شيء” من الروس.
وزار زيلينسكي خبلدة بوسادبوكروفسكي التي تعرضت لدمار كبير وسيطر عليها الروس حتى انسحابهم في خريف 2022، بحسب صور نشرتها الرئاسة الأوكرانية. كما زار محطة لتوليد الكهرباء تضررت خلال القصف الذي استهدف منشآت الطاقة الأوكرانية طوال فصل الشتاء. وأوضح حساب الرئاسة على تلغرام أن هذه الجولة ركّزت على إعادة الإعمار في منطقة خيرسون حيث ترأس زيلينسكي اجتماعا حول هذا الموضوع.
وسيطرت روسيا منذ بداية الحرب في فبراير 2022، على جزء كبير من منطقة خيرسون بما فيه عاصمتها التي تحمل الاسم نفسه. لكنّ هجوما مضادا أوكرانيا أجبر القوات الروسية على الانسحاب من الجزء الشمالي والتراجع في نوفمبر الماضي إلى الجانب الآخر من نهر دنيبرو.
وكان زيلينسكي زار أمس الأربعاء مواقع عسكرية قرب مدينة باخموت الواقعة على خطّ المواجهة في شرق أوكرانيا، حيث وعد بتحقيق انتصار عسكري على روسيا. وتفقد الرئيس الأوكراني قواته في أقرب مكان من الجبهة قرب باخموت ثم في خاركيف. وظهر زيلينسكي في فيديو خلال لقائه جنوداً في مستودع، حيث كان يقلّدهم أوسمة.
واليوم، هاجمت طائرات مسيّرة روسية مدنا أوكرانية وقصفت صواريخ بناية سكنية، ودوّت صفارات الإنذار في أنحاء متفرقة من العاصمة كييف ومناطق من شمال أوكرانيا. وقال الجيش الأوكراني إنه أسقط 16 من أصل 21 طائرة انتحارية إيرانية الصنع من طراز “شاهد”.
وكافح أفراد الإطفاء حريقا في مبنيين سكنيين متجاورين في مدينة زاباروجيا جنوب أوكرانيا، حيث قال مسؤولون إن شخصا واحدا على الأقل لقي حتفه وأصيب 33 آخرون في هجوم صاروخي روسي مزدوج.
وفي رجيشيف الواقعة على ضفاف نهر جنوبي كييف قال أندري نيبيتوف وهو قائد شرطة محلي إن 8 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 7 بعد أن قصفت طائرة مسيّرة اثنين من مساكن الطلاب الجامعيين وكلية.
كما شنت القوات الروسية موجة من الضربات الجوية في شمال وجنوب أوكرانيا بعد يوم من توديع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الصيني شي جين بينغ عقب زيارة استمرت يومين لموسكو.
وقالت المخابرات العسكرية البريطانية، اليوم إن روسيا استعادت السيطرة جزئيا على الطرق المؤدية إلى بلدة كريمينا بشرق أوكرانيا، بعد أن اضطرت قواتها إلى التراجع من المنطقة في وقت سابق من العام الجاري.
وأضافت المخابرات العسكرية، في تحديث لنشرتها، “في بعض الأماكن، حققت روسيا تقدما يصل إلى عدة كيلومترات”، مشيرة إلى أن القادة الروس يحاولون على الأرجح توسعة منطقة أمنية ويسعون لاستعادة مركز كوبيانسك اللوجيستي في خاركيف.
في المقابل، قالت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة دونيتسك، إن القصف الأوكراني المتواصل أسفر عن إصابة 6 مدنيين بجروح، حيث قصفت القوات الأوكرانية أمس 7 أحياء سكنية بنحو 150 قذيفة، بما في ذلك عدد من أحياء العاصمة دونيتسك.
وأفادت السلطات بأن القصف ألحق أضرارا مادية بأكثر من 20 بناية سكنية وأخرى تابعة للبنية التحتية المدنية في المدينة.
وبشأن الوضع في مدينة باخموت، قالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث لنشرتها الاستخباراتية أمس الأربعاء إن هجوم روسيا على المدينة ربما يفقد زخمه، لكنها أشارت إلى أنه لا يزال هناك خطر من احتمال محاصرة القوات الأوكرانية في باخموت. واتفقت هيئة الأركان العسكرية الأوكرانية على أن الإمكانات الهجومية الروسية في باخموت آخذة في التراجع، وقالت في تقرير نشرته صباح اليوم الخميس “يواصل العدو شن عمليات هجومية ويعاني من خسائر فادحة ويفقد كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية”. وأضافت أن “المدافعين الأوكرانيين يصدون العديد من هجمات العدو على مدار الساعة في المناطق المجاورة لباخموت وبوهدانيفكا وبريدتشين” موضحة أن العديد من التجمعات السكنية بالقرب من خط التماس تعرضت للقصف.
وكتب قائد القوات البرية الأوكرانية ألكسندر سيرسكي على تليغرام “لا ييأس المعتدي من السيطرة على باخموت بأي ثمن، رغم الخسائر في العناصر والمعدات”. وأكد أن القوات الروسية المستنفرة في شكل كبير في باخموت وحولها “تخسر قوة كبيرة وباتت مستنفدة.. قريبا جدا، سنفيد من هذه الفرصة كما فعلنا سابقا قرب كييف وخاركيف وبالاكليا وكوبيانسك”، في إشارة إلى انتصارات عسكرية أوكرانية سابقة.
وذكر الجيش الأوكراني أن 660 جنديًّا روسيًّا و13 دبابة ونظام دفاع جوي و11 ناقلة جند مدرعة دُمرت في اليوم السابق.
وأكدت هيئة الأركان الأوكرانية تقديرات الاستخبارات البريطانية بأن القدرات الهجومية الروسية بباخموت في تناقص، لكنها أشارت أيضاً إلى أن القتال الشرس مستمر. وذكرت أن روسيا نفذت 48 غارة جوية و75 هجوماً صاروخياً في الساعات الأخيرة في أحدث موجة من الضربات الروسية. كما أشارت إلى أن سلاح الجو الأوكراني استهدف مجمعاً للصواريخ الروسية المضادة للطائرات.
واعلنت وزارة دفاع سلوفاكيا، اليوم الخميس، أنها سلمت أوكرانيا 4 مقاتلات من طراز “ميغ-29”.
وكان رئيس الوزراء السلوفاكي، إدوارد هيغر، قال إن خبراء فنيين من أوكرانيا يتواجدون الآن في بلاده ويقومون بأعمال استلام مقاتلات من طراز “ميغ-29″، والتي تنقلها براتيسلافا إلى كييف مجاناً.
وكانت سلوفاكيا قد أعلنت أمس الأربعاء، أنها حصلت من الولايات المتحدة على عرض أسلحة تتجاوز قيمتها مليار دولار بسعر مخفض، وذلك بديلاً من الـ13 مقاتلة من طراز ميغ-29 التي وعدت بتسليمها لأوكرانيا. وقال وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد عبر “فيسبوك” إن “قيمة هذه المعدات تتجاوز في شكل طفيف مليار دولار.. ستدفع سلوفاكيا نحو 340 مليون دولار لفترة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أعوام”.
وأوضح أنه تم طرح العرض الأميركي بديلاً من “13 مقاتلة ميغ قديمة وقسم من منظومة الدفاع الجوي”، مضيفاً “كنا أول من تلقى عرضهم المغري للغاية. إذا لم نتلقفه فسيتجهون إلى بلد آخر”. وبين الطائرات الـ13 المخصصة لأوكرانيا، سيتم استخدام ثلاث لتأمين قطع غيار.
ويشمل العرض 12 مروحية جديدة من طراز “بيل ايه اتش-1زد فايبر” مع ملحقات وتدريب طيارين وتقنيين، إضافة إلى أكثر من 500 صاروخ “500 ايه جي ام-114 هيلفاير”، بحسب الوزير.
وتعتزم براتيسلافا استبدال مقاتلاتها بطائرات إف-16 بحلول يناير 2024. ولفت ياروسلاف ناد إلى أن الاتفاق مع الولايات المتحدة يهدف أيضاً إلى تعويض التأخير في تسليم المقاتلات المذكورة. وأوضح أن العرض الأميركي “ينبغي النظر إليه أيضاً في سياق تعويض غير مباشر لتأخير (تسليم) مقاتلات إف-16”.
من جهته، قال أندريه كوستين المدعي العام الأوكراني، اليوم إن الزعماء الروس يجب محاكمتهم على غزو أوكرانيا حتى ولو لم يتسن اعتقالهم ومحاكمتهم حضوريا. وقال كوستين في تصريح صحافي خلال زيارة مؤقتة إلى لاهاي مقر المحكمة الجنائية الدولية، إن محكمة جرائم الاعتداء المقرر تشكيلها يجب أن تعقد محاكمات غيابية لهم.
وتحدث كوستين بعد اجتماع مع كبير ممثلي الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت الأسبوع الماضي مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتهمه فيها ومسؤول برنامجه لمساعدة الأطفال بارتكاب جريمة حرب هي ترحيل أطفال قسريا من أوكرانيا إلى روسيا.
وأضاف كوستين أن المحكمة الخاصة ينبغي لها ملاحقة “أعلى القيادات السياسية والعسكرية ومن بينهم بوتين بسبب جريمة الاعتداء”. وأردف “أعتقد أنه يمكن (عقدها) غيابيا لأن من المهم تطبيق العدالة في جرائم دولية حتى وإن لم يكن الجناة حاضرين”.