دعوه لترسيخ قيم الحوار والتعايش

دعوه لترسيخ قيم الحوار والتعايش

فالنسيا – عبد العلي جدوبي

   نظمت جمعيات إسلامية  بمدينة فالنسيا الاسبانية الجمعة الماضي (31 مارس) موائد إفطار جماعية في ساحة بلديه المدينة، بحضور عدد من الشخصيات الإسبانية وأفراد من الجاليات المسلمة المقيمة بفالنسيا، تحت إشراف جمعيات محلية إسلامية ومسيحية وبلدية المدينة، وقد تزامنت إقامة هذه المبادرة مع اليوم العالمي لمناهضة الميز العنصري..

بالمناسبه ألقيت كلمات تشيد بالعلاقات الجيدة بين سلطات المدينة والجاليات المقيمة بفالنسيا، كما ألقى عمدة  المدينة خطابا شكر خلاله منظمي هذه المبادرة التي اعتبرها ترسيخا لقيم الحوار وتكريسا لمبادئ التضامن والتعايش، ونبذ كل أشكال التطرف والعنصرية. كما اعتبر أحد المتدخلين في هذا اللقاء الرمضاني أن إقامة مثل هذه المبادرات تسهم بشكل إيجابي في خلق حوار حضاري يبرز المضمون الحقيقي للعقيدة الإسلامية السمحاء، في ظل التحديات التي يواجهها المسلمون في الغرب بصفه عامه،  المسلمون الملتزمون بقوانين البلدان مستضيفه لهم .

ويشار إلى أن حكومه مدريد لا تتساهل مع أي عمل استفزازي من طرف المتطرفين يمس مشاعر الجاليات المسلمة في اسبانيا، بغية تحقيق التوازن بين الأمن والحرية ..

ونشير أيضا إلى أنه خلال مرات عديده منعت وزارة الداخلية الاسبانية الترخيص لبعض المتطرفين لتنظيم مظاهرات ضد الإسلام والمسلمين، وبررت حكومة مدريد قرار المنع،  استنادا إلى بند في الدستور يمنع التظاهر في حاله ما إذا كان سيسبب المس بمشاعر المسلمين وبالأمن العام..

ويقول محللون في الصحافة الإسبانية، أن تحركات بعض الهيئات المتطرفة في اسبانيا لن يكون لها أي تاثير على الحياة السياسية والاجتماعية العامة، بحكم أن دستور الدولة الإسبانية يلزمها الدفاع عن جميع المواطنين والمقيمين وحماية المعتقدات..

وكانت  فيدرالية الهيئات الدينية الإسلامية بإسبانيا قد عبرت في بلاغ لها عن ارتياحها لقرارات السلطات الإسبانية التي  لا تبدي تسامحا مع كل المتطرفين الذين يريدون المس بالأمن العام – والذين توقف نشاطهم الآونة في الأخيره – من نشر عبارات مسيئة للإسلام والمسلمين على الجدران المحاذية لأماكن العبادة، والتي تحمل طابعا عنصريا واضحا،  ويعتقد ضلوع تيارات اليمين المتطرف فيها وعلى رأسها منظمة التحالف الوطني القومي الاسباني .

ويذكر أن إحدى الحركات الألمانية المدعومة من طرف منظمة التحالف الوطني الإسبانية المعروفة  باسم (بيغيدا) كانت تحاول نقل نشاطها داخل اسبانيا، وهي حركه تدعو علانية إلى “محاربة ” المسلمين، لكن السلطات الإسبانية منعتها من ذلك، وبالتالي منعت منظمة التحالف المحتصنة لها من ممارسة أي نشاط مع حركات خارج إسبانيا.

هذا، وقد اهتمت عدد من وسائل الإعلام المحلية بحفل الإفطار الجماعي، ونشرت عبر مواقعها لقطات منه مع بعض ما جاء في كلمات المتدخلين، مشيدة باللقاء الذي جمع مسلمين ومسيحيين على موائد واحدة في يوم رمضاني تم فيه رفع الآذان وإقامة صلاة المغرب.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد العلي جدوبي

صحفي مغربي