لا لترسيم الحريات..!؟
محمود القيسي
“تعال نبكي علينا
لأننا لم ننل شئيا
وكل شيءٍ نال منّا”
اتفقت كل مراكز الدراسات والابحاث الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية العلمية… وكل محركات الذكاء التقليدي والكلاسيكي والاصطناعي… إن الحرية هى التخلص من القيود ومن الفرض والإجبار الذى يُمارس على الذات البشرية، سواء أكانت هذه القيود مادية أم معنوية. والحرية هى إمكانية الشخص على إصدار حكمه الذاتى، لاتخاذ قرار أو لمعالجة أمراً من الأمور، أو لتحديد خياراً من بين خيارات عديدة متاحة أمامه.
والحرية هى من أهم القضايا التى تشغل الساسة والمواطنين فى مختلف بلدان العالم، فلا يوجد فرد أو شعب لا يطمح إلى تحقيقها، لأنها السبيل لصلاح المجتمع بأكمله.. لذا كان التعريف العام للحرية يتلخص فى كلمتين، وهما “غياب الجبرية”… قال سبحانه: “فذكر إنما أنت مذكّر لست عليهم بمسيطر”.. (الغاشية: 21 – 22)… وقال تعالى: “وما أنت عليهم بجبار”.. (ق – 45)… وقال: “ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم”.. (الأعراف – 157)… وفي آية أخرى: “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي”.. (البقرة – 256)…
يكفينا ترسيم لبحرنا من هنا وترسيم من هناك.. حتّى الماء حين يأتي متأخرًا.. لن ينقذَ ما أماته الجفاف.. لم نعد نريد في لبنان تحقيق أحلامنا ..أصبحنا نريد إكمال الواقع بأقل الخسائر.. يقال في الأمثال: لا تغيبوا طويلا ثم تأتوا تسألوا عن الحال… فالتفاصيل تموت مع الوقت والظروف تتغير ….!!
يكفينا ترسيم لأرضنا من هنا وترسيم من هناك.. حتى السفن يجب عليها ان تقاوم للبقاء على قيد الحياة.. من لا ينقذ نفسه… لا يمكن لأحد أن ينقذه.. لا يُمكننا أن نُحبّ البحر، ونحن نقف على الشّاطئ.. عندما يمنحك الله بداية جديدة.. لا تكرروا الأخطاء القديمة.. الانسحاب من الفوضى …لا يقدر بثمن!!
يكفينا ترسيم لسماءنا من هنا وترسيم من هناك.. حتى الصمتُ يُساء فهمه أحيانًا…فما بالُك بالكلمات.. ونحن على سفر عن ذاتنا وذواتنا… رحلت أشياء و جاءت أشياء.. و تغيرت أشياء و إختفت أشياء… لَم يُعد بِداخلنا وطَن نلجأ إليِه، كل مَا بنا غُربه… من لا يجد في نفسه الشجاعة الكافية للمخاطرة.. لن يحقق شيئآ في حياته… هذا العالم غير مصمم ليجعلنا سعداء.. بل أنه مصمم ليتحدانا.. ويتحداك!!
يكفينا ترسيم لأحلامنا من هنا وترسيم من هناك.. ما استمتعنا به من قبل لا يمكن أن ننساه أبداً، فكل ما نحبه بعمق يوماً ما يصبح جزءا منا… نعم، لا يُمكننا أن نُحبّ البحر، ونحن نقف على الشّاطئ.. من لا ينقذ نفسه قبل فوات الأوان… لا يمكن لأحد أن ينقذه حين يحين الأوان.. لم تعد العواصف مخيفة ..دخلنا فيها مرارا… ودخلنا فيها تكرارا… نحن لسنا على ما يرام.. لإننا أصبحنا نعيش بطريقة لم تعد تشبهنا…!!
يكفينا ترسيم لاسمائنا من هنا وترسيم من هناك.. ليس الشتاء وحده موسم البرد… فـ برد الروح أبشع من…..برد الجسد وبرد الشتاء.. هناك بعض الأشياء التي نتعلمها بشكل أفضل في الهدوء، والبعض الآخر في العاصفة.. إن لم نستطع السير مع الزمن بعد اليوم، فالزمان قادر على أن يسير دوننا كل بوم.. ومهما عشقنا البحر.. بحرنا وأرضنا وسمائنا و اسماءنا…سيبقى مبعث للحزن، أننا لا نستطيع ان عود إليها كل صباح.. مثل بقية البشر.. وكل مساء… والسلام ختام….!!!!