تقارب موسكو مع اذربيجان يقلق أرمينيا .. والمناورة ضيقة
خالد العزي
في مقابلة مع قناة سي إن إن بريما نيوز بتاريخ 2حزيران/يونيو 2023، اعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أن أرمينيا ليست حليفًا لروسيا في الصراع في أوكرانيا. وقال: “بالطبع إني حليف لروسيا، ولكنني أعتقد أنه ليس في الحرب التي تخوضها ضد أوكرانيا ولست حليفًا فيها “.
وأوضح أن “الصراع شكل مصدر قلق للجانب الأرمني لأنه يؤثر بشكل مباشر على جميع العلاقات بين يريفان وموسكو”.
ووفقًا له يعتبر الغرب أرمينيا حليفًا لروسيا، بينما ترى موسكو أن الأمر ليس كذلك. لخص باشينيان أنه في هذه الحالة، “فإن البلاد ليست حليفًا لأحد، مما يعني أنها معرضة للخطر”. وأضاف أنه “كلما أصبح الوضع أكثر تعقيدًا، فإن احتمالات المناورة ضيقة”.
تلفت مصادر مقربة من يريفان إلى أن القادة في أرمينيا ترى بأن روسيا عجزت عن ايجاد تسوية للصراع الاذري ــــ الأرميني منذ توقيع الاتفاق الاخير في عام 2021، حيث تشير المعلومات إلى أن غضب رئيس الوزراء لكونه كان يأمل من موسكو ايجاد حلا عادلا للقضية المتصارع عليها، لكنها تآمرت مع باكو وأغمضت عينيها عما جرى ويجري في الإقليم .
روسيا التي ترى بأن هناك مصالح اقتصادية مع أذربيجان بظل الحروب التي تدور على خطوط النفط فإنها فضلت التعاون مع باكو لان خطوط الغاز التي تمد باتجاه تركيا ستساعد روسيا بتمرير غازها عبر أنابيب أذربيجان وصولا الى تركيا .
بالاضافة إلى أن موسكو لم تدعم الحكومة المركزية في يريفان بل حاولت اسقاطها لصالح المعارضة المقربة منها وتحميلها مسؤولية السيطرة الاذربيجانية على نصف إقليم ناغورني كاراباخ . بل روسيا كانت منذ بداية اندلاع الازمة الحدودية تعمل على الاستفادة منها ولا تريد الذهاب نحو اتفاقية سلام ينهي الأزمة بين باكو ويريفان.
روسيا دعمت مسلحي إقليم كاراباخ بالسيطرة على الحياة السياسية على أرمينيا،وساهمت بالكثير من خلال دعم مرشحين للجمهورية من المليشيات المقاتلة في كاراباخ، ت تحاول دائما الانقضاض على رئيس الوزراء الحالي وتحديد دوره وإدارته للازمة، باتهامه يميل نحو الغرب . طبعا روسيا منعت أوروبا والولايات المتحدة من التفتيش عن حلول للسلام باعتبارها سيدة القوقاز ،ولا يمكن لاي اتفاق وتقارب، ان يمر بدون إذنها .
وأشار باشينيان إلى أن يريفان اختارت سياسة المناورة، ليس بسبب الافتقار إلى رأيها الخاص، ولكن لأن الدولة لا تستطيع تحمل المشاركة في حل مشاكل أخرى.
وفي وقت سابق، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إنه تم خلال المحادثات الخماسية بين قادة أرمينيا وأذربيجان وألمانيا وفرنسا وممثلي الاتحاد الأوروبي مناقشة القضايا المتعلقة بمعاهدة السلام بين يريفان وباكو. وذكر أنه في إطار الحوار تم الاتفاق على لقاء جديد بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.
لكن التغيير الفعلي في مواقف أرمينيا اتى بعد ضعف روسيا في المنطقة، ونتيجة دخولها في حرب مع أوكرانيا مما ساهم للدولتين بالتوجه نحو واشنطن ونحو بروكسل وموسكو من أجل الوصول لاتفاقية سلام .