قتال في زاباروجيا وبوتين يؤكد بدء الهجوم المضاد

قتال في زاباروجيا وبوتين يؤكد بدء الهجوم المضاد

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الهجوم المضاد الذي تعد له أوكرانيا منذ أشهر “بدأ” على الجبهة، لكن قوات كييف لم تتمكن من “تحقيق أهدافها”.

وأضاف في فيديو بثه على تلغرام مراسل للتلفزيون الروسي العام: “يمكننا أن نؤكد تماماً ان هذا الهجوم بدأ”، مردفاً أن “القوات الأوكرانية لم تحقق أهدافها في أي من ساحات المعركة”.

وشدد على أن أوكرانيا لا تزال تملك “قدرات هجومية” رغم فشل هجومها المضاد حتى الآن، موضحاً أن “كل محاولات الهجوم المضاد التي جرت حتى الآن فشلت، لكن نظام كييف لا يزال يملك قدرات هجومية”، مؤكداً أن الرد الروسي “سيستند إلى هذه الخلاصة”.

يأتي ذلك بعد أن قطعت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، الطريق على كافة التكهنات حول الهجوم المضاد، قائلة إن “الخطط تحب الصمت، والهجوم المضاد لن يبدأ كما يروج له على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأكدت في مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو الفرنسية امس أن هذا الهجوم لم يبدأ بعد، لكنه سينطلق قريباً، موضحة أن “الأمور لن تحدث كما يروج له على شبكات التواصل الاجتماعي، بما معناه الإعلان رسمياً بأن الهجوم سينطلق في الساعة العاشرة من هذا اليوم!”.

وشددت على أن انهيار سد كاخوفكا جنوب البلاد، لن يمنع القوات الأوكرانية من المضي قدماً في خططها. ولفتت إلى تحقيق تقدم واسع على محور باخموت، بما يسمح بحصول اختراق ما.

من جهتها، كشفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم أنها واصلت صد الهجمات الأوكرانية في منطقة زاباروجيا الجنوبية، بحسب ما ذكرت وكالات الأنباء الروسية. وبشكل منفصل، قالت وزارة الدفاع إنها شنت ضربة بعيدة المدى على “ذخيرة وأسلحة أجنبية الصنع” خلال الليل.

وكان مسؤول روسي قد أوضح أن منطقة زاباروجيا في جنوب أوكرانيا تشهد منذ صباح اليوم “معارك طاحنة” رأى فيها مراقبون بدايات هجوم كييف المضاد والمرتقب، مع أن أوكرانيا ما زالت تلتزم الصمت في هذا الشأن.

وقال فلاديمير روفوغ عبر تليغرام إنه “في الوقت الحالي، استؤنفت معارك طاحنة في منطقة بين أوريخوفو (الاسم الروسي لأوريخيف) وتوكماك”، على مستوى خط المواجهة الحالي بين القوات الروسية والأوكرانية.

ولم يدلِ بمزيد من التفاصيل، غير أنّ ألكسندر سلادكوف مراسل التلفزيون الروسي العام الذي يملك قناة على “تليغرام” يتابعها أكثر من مليون شخص، قال إنّ “المدفعيّتين” الروسية والأوكرانية تقصفان، في الوقت الذي تشنّ كييف هجوماً.

 وكتب في الصباح الباكر على تليغرام، “تجري معارك طويلة وقاسية”، مضيفاً أن “خط الجبهة مستقر”. وأضاف “العدو يبذل جهوداً لا تُصدّق، وهجمات. عبثاً”، مؤكدا أن القوات الروسية “صامدة وتم الحفاظ على خط الجبهة“.

وفي اليوم السابق، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنّ رجاله صدّوا هجوماً أوكرانياً في منطقة زاباروجيا خلال ليل الأربعاء الخميس، من دون تحديد الموقع الدقيق للهجوم. ووفق المسؤول الروسي الكبير ديمتري روغوزين، فإنّ جيش موسكو “صدّ الهجوم الأول”، مضيفاً “لكنّ العدو لم يقدّم بعد قواته الرئيسية”، في الوقت الذي كانت أوكرانيا قد جمعت فيه “600 دبابة” في المنطقة.

من جهته، قال رئيس مجموعة “فاغنر” المسلحّة الروسية إيفغيني بريغوجين، إنّه رأى في “الأعمال الهجومية” الأخيرة التي أكّدتها كييف “بداية هجوم مضاد” أعلن عنه الجيش الأوكراني منذ أشهر، بهدف استعادة الأراضي التي احتلّتها موسكو.

كما أعلنت موسكو إصابة مبنى سكني بمدينة فورونيج الروسية جراء هجوم بطائرة مسيرة. وقال حاكم مقاطعة فورونيج جنوبي غربي روسيا إن الطائرة المسيرة سقطت على مبنى سكني في مركز المقاطعة، مما أدى إلى إصابة شخصين على الأقل بجروح.

ويعد هذا أول هجوم من نوعه على مدينة فورونيج التي يسكنها قرابة مليون نسمة وتقع ما بعد مقاطعة بيلغورود الحدودية التي تعرضت لقصف أوكراني مكثف. وقال ألكسندر غوسيف حاكم فورونيج عبر تطبيق تليغرام “سقطت مسيّرة على شارع بيلينسكي”. ويقع هذا الشارع وسط المدينة قرب جامعة فورونيج.

وعرضت وسائل إعلام رسمية روسية صورا لمبنى تحطمت بعض نوافذه واسودّ أحد جدرانه في مكان سقوط المسيرة على ما يبدو. وأعلن الكرملين على الفور أن أجهزة الاستخبارات الروسية تحقق في الهجوم الذي استهدف فورونيج.

على صعيد آخر، أفادت السلطات المحلية الموالية لروسيا في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا بسقوط 3 جرحى في قصف أوكراني استهدف مدينة غورلوفكا في المقاطعة.

يشار إلى أن غورلوفكا تتعرض لقصف يومي بعشرات القذائف والصواريخ، نظرا لموقعها الجغرافي الذي يصل مدينة باخموت الإستراتيجية بمدينة دونيتسك عاصمة المقاطعة.

وفي الجانب الآخر، قالت السلطات الأوكرانية إن روسيا نفذت ضربة جوية جديدة على أوكرانيا خلال الليل بصواريخ كروز وطائرات مسيرة، في حين وردت أنباء عن مساعدات عسكرية جديدة من الولايات المتحدة لكييف بقيمة ملياري دولار.

وقال الجيش الأوكراني صباح اليوم الجمعة إنه أسقط 4 صواريخ كروز (مجنحة) من أصل 6 صواريخ أطلقتها روسيا، كما أسقط 10 طائرات مسيرة هجومية من أصل 16 خلال الهجوم، الذي قال سلاح الجو الأوكراني إنه استمر نحو 6 ساعات خلال الليل.

من جهتها، قالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن شخصا قتل وأصيب 3 آخرون، وأشارت إلى أن الحطام المتساقط تسبب في تدمير 4 بنايات.

ونشرت الوزارة صورا على تليغرام لفرق إطفاء تتعامل مع نيران مشتعلة في أحد المباني السكنية على ما يبدو. كما أعلنت السلطات الأوكرانية في مقاطعة دونيتسك شرقي البلاد سقوط قتيل و7 مصابين جراء قصف روسي على مدن عدة في المقاطعة.

من جهتها، أعلنت الإدارة العسكرية في مقاطعة خاركيف شمالي شرقي البلاد تضرر منشأة طبية ومبان سكنية جراء قصف وهجوم بالطائرات المسيرة الليلة الماضية.

من ناحية أخرى، نقلت شبكة “بلومبيرغ” Bloomberg عن مصادر مطلعة أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تستعد لتقديم حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة ملياري دولار. وأوضحت المصادر أن هذه الحزمة ستتضمن معدات لدعم الدفاع الجوي الأوكراني.

وجاءت هذه الأنباء بعد ساعات من محادثات أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في واشنطن، وأكدا خلالها ضرورة ردع روسيا في أوكرانيا وتعزيز الدعم لكييف.

في غضون ذلك، تواصل السلطات الأوكرانية التعامل مع تداعيات تدمير سد نوفا كاخوفكا جنوبي البلاد، وقد نشرت ما قالت إنها مكالمة هاتفية تثبت مسؤولية روسيا عن تفجير السد، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين. وقال جهاز الأمن الداخلي الأوكراني اليوم الجمعة إن المكالمة التي رصدها تثبت أن “مجموعة تخريب” روسية فجرت سد ومحطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية في مقاطعة خيرسون.

ونشر الجهاز على قناته في تليغرام مقطعا صوتيا مدته دقيقة ونصف الدقيقة للمكالمة التي بدا فيها أن رجلين يناقشان تداعيات الكارثة باللغة الروسية. وقال رجل منهما وصفه جهاز الأمن الداخلي الأوكراني بأنه جندي روسي “إنهم (الأوكرانيين) لم يضربوه. كانت هذه مجموعتنا التخريبية.. أرادت تخويف (الناس) بهذا السد“.

وأضاف “لكن الأمر لم يمض وفق الخطة، و(قاموا) بأكثر مما خططوا له“. ولم يكشف الجهاز عن تفاصيل أخرى للمحادثة أو المشاركين فيها. وقال إنه فتح تحقيقا جنائيا في جرائم حرب و”إبادة بيئية“.

وذكر في بيان أن “الغزاة أرادوا ابتزاز أوكرانيا بتفجير السد وأحدثوا كارثة من صنع الإنسان في جنوبي بلادنا”.

من جانب آخر، قالت الإدارة العسكرية الأوكرانية في خيرسون اليوم الجمعة إن مستوى المياه التي فاضت بعد تدمير السد انخفض إلى نحو 5.35 أمتار. وذكرت الإدارة أن المياه غمرت حتى الآن 3624 منزلا، وأن السلطات أجلت 2352 شخصا من المناطق المتضررة.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة