“الناتو” يحاصر تكتيكات موسكو ويتحضر لإختيار أمين عام جديد
خالد العزي
تختار واشنطن وحلفاؤها أمينًا عامًا جديدًا لحلف شمال الأطلسي، حيث من المفترض أن يبدأ الحلفاء مشاورات بشأن ترشيح أمين عام جديد للحلف. وسيترك ينس ستولتنبرغ منصبه في الشهر التاسع القادم. وتحت قيادة خليفته، سيتوسع الناتو على حساب السويد، وربما دول الاتحاد السوفياتي السابق. عشية بدء المشاورات الأنجلو أمريكية، حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشكل غير متوقع أن الزيادة الرسمية لعدد الدول الأعضاء في الحلف ليست مهمة بالنسبة لموسكو. والشيء الرئيسي هو منع التوسع الفعلي لمنطقة نفوذ الغرب.
لا شك بان حلف الناتو يجدد نفسه بنفسه من خلال رغبة العديد من الدول الدخول الى هذا الحلف الذي بات يشكل لهم صمام امان وخاصة بعد غزوة روسيا التي خاضتها ضد أوكرانيا مما أثار انزعاج العديد من الدول التي باتت تطلب الحماية الفعلية من الناتو والتي تجد في هذه المنظمة مصدرا رادعا للاطماع الروسية او الصينية وخاصة بعد تخلي السويد وفلندا عن الحياد وتقديم طلب للانضمام للعضوية.
لقد استطاع الأمين العام للناتو من ضم فنلندا للحلف ولا تزال السويد في حالة انتظار بسبب تمنع تركيا وشروطها للموافقة على إعطاء رخصة للانضمام، وكذلك هنغاريا .
وبدوره وافق الناتو على طلبات كل من دول الاتحاد السوفياتي مولدوفا وجورجيا وأوكرانيا للانضمام الى الحلف بعد تسوية أوضاعهم وحل مشكلاتهم الداخلية التي ترتبط بالصراع مع روسيا، وربما اليابان ستحاول الانضمام الى الناتو وهي دولة غير اوروبية .
وهنا لا بد من القول بان رفض موسكو انضمام اوكرانيا الى الناتو تحت شعار الخوف من وصول المنظمة الى حدودها وتهديد امنها القومي، لكن المفاجأة بان اوكرانيا عمليا أصبحت بالناتو وسلاح الناتو بات يتوافد بكميات الى أراضي أوكرانيا بصواريخ الناتو بات يهدد الامن الروسي والطائرات المسيرة تضرب معاقل المراكز الحكومية العليا.
ولا تزال واشنطن تناقش استراتيجية الدعم العسكري الى أوكرانيا مع كل الدول الحليفة لتأمين سلاح ثقيل لها وكذلك اعطاء الضوء الأخضر لهم بتزويد كييف بطائرات مقاتلة كذلك تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة الطائرة F-16.
في الشهر السابع في قمة المنظمة في فيلنيوس، سيتم تسمية ترشيح خليفة ستولتنبرغ. لم يتضح بعد من سيكون. ومن ابرزهم ميته فريدريكسن وهي سياسية دانماركية ورئيسة وزراء الدانمارك منذ عام 2019. وهي أحد المرشحين الرئيسيين لمنصب الأمين العام لحلف الناتو.
ومن بين المتنافسيين الذين وردت أسماؤهم في الصحافة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، ورئيس الوزراء الإستوني كايا كالاس. لكل من هؤلاء المرشحين، كما هو مذكور في الصحافة، مزاياه وعيوبه. فان اختيار كالاس، على سبيل المثال، يعني أن الناتو سوف يسرع من قبول دول الاتحاد السوفياتي السابق للانضمام إلى تحالف دول الاتحاد السوفياتي السابق – جورجيا ومولدوفا، وبالطبع أوكرانيا.
تجدر الإشارة إلى أنه أولاً يجب على التحالف أخيرًا دمج عضوين جديدين في صفوفه – فنلندا والسويد. انضم حلف الناتو الأول بالفعل في الواقع وبشكل قانوني. لكن ما إذا كانت تركيا سترفع حق النقض (الفيتو) على الانضمام إلى تحالف السويد قبل القمة في فيلنيوس هو سؤال مفتوح.
لم تعد موسكو قادرة على منع دول من طلب العضوية الى منظمة الناتو وخاصة بعد تجربتها العسكرية مع اوكرانيا التي فشلت من منعها او الانصياع لمطالبها بل وضعها في وضع صعب وتحت عقوبات طويلة الأمد .