جلسة الانتخاب الــ 12 بلا رئيس
حسين عطايا
لم تخرج الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس جمهورية لبنان عن السياق المتوقع سلفا، او عن رتابة ما كان مخططا لها وفقاً للتجارب السابقة والتي بلغ تعدادها احدى عشرة جلسة كان اخرها في شهر كانون الثاني الماضي .
لذلك ، وبوجود عدد من النواب الرماديين، والذين لم يحسموا قرارهم ، استطاع الثنائي ، امل – حزب الله ، ان يأخذ الجلسة الى حيث يُريد من مسرحية الجلسة الاولى ومن ثم تطيير النصاب في الجلسة الثانية خوفاً من اي سيناريو قد يأتي بالمرشح جهاد ازعور رئيساً للجمهورية ، وذلك بالرغم أن احدا لم يتوهم ان تُنتج جلسة اليوم رئيسا للجمهورية ، ولقد اتت نتائج الجلسة الاولى على النحو التالي :
جهاد ازعور ٥٩ صوتاً ، سليمان فرنجية ٥١ صوتاً ، لبنان الجديد ٨ اصوات ، زياد بارود ٦ اصوات ومن ثم ورقة بيضاء ١ ، ورقة ملغاة ١ ، وورقة جوزف عون، وبذلك كان عدد الحضور مئة وثماني وعشرين نائباً اي ان النصاب كان كاملا، بينما اوراق الاقتراع نتيجة الفرز جاءت مئة وسبع وعشرون ورقة ، وبالتالي فقدت ورقة ، وهذا ولشفافية الجلسة كان من المفترض ان يُعاد فرز الاوراق او إعادة الاقتراع وهذا ما لم يحدث لان النصاب قد فُقِد نتيجة خروج نواب الثنائي من الجلسة ، مع حلفائهم مما افقد الجلسة النصاب للبدء بجلسة ثانية .
اما على صعيد النتيجة فقد كان من المتوقع ان يحصل سليمان فرنجية على سبع واربعين صوتاً في احسن الحالات، إنما تغيير مواقف بعض النواب رفع نتيجته الى واحد وخمسين صوتاً عُرف منهم ، جميل السيد الذي عاد واقترع لفرنجية كما النائب جان طالوزيان وكذلك إثنان من الرماديين ” ، هذا الامر ساهم بزيادة ارقام فرنجية .
اليوم وبعد انتهاء ماراثون الجلسة الثانية عشرة ، والتي رفعها الرئيس بري ومن دون ان يُحدد موعداً لجلسة أُخرى يبدو ان الامور ذاهبة بانتظار أمر ما خارجي او الرهان على التدخلات الخارجية كما تعودت القيادات اللبنانية على اختلافها بانتظار الامر الآتي من الخارج بعد ان اثبتت فشلها في التوافق على انتاج رئيس صناعة لبنانية داخلية وبهذا الرهان الان ينتظر لقاء ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ماكرون والذي سيلتقيان يوم الجمعة القادم وما سيتمخض عن هذا اللقاء بخصوص الوضع اللبناني ، او بانتظار ما سيحمله معه المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان ، من مبادرة ما او ما سيخرج عن لقائاته اللبنانية بعد الجولة الذي سيقوم بها على القيادات اللبنانية .
وبهذا ، يتبين بأن القيادات اللبنانية في هذه المنظومة الحاكمة بجميع اطيافها ، ونتيجة الانقسام الحاد بين الاطراف السياسية غير قادرة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وإعادة انتاج السلطة واستنهاض الاوضاع التي يتخبط بها الوطن ومواطنيه الذين يرزحون تحت عبء الازمات المتلاحقة وعلى كل المستويات، والتي في احسن ظروفها ، بأنها اوقعت الشعب والوطن في آتون العوز والفقر ، وانحلال مؤسسات الدولة اللبنانية والتي اصبحت شبه غائبة عن تقديم الخدمات لمواطنيها . فإذاً الامور مرهونة بالايام القادمة وما ستحمله من تطورات قد تنعم على لبنان بمساعدات ما على طريق الحلول الاتية من الخارج .
هذا وصدر عن المرشح الوزير السابق جهاد أزعور إثر الجلسة البيان الآتي: “أتقدم بالشكر والتقدير من جميع النواب الذين أولوني ثقتهم من خلال تصويتهم لي في الدورة الأولى من جلسة اليوم. وأتمنى أن يكون المشهد الجديد حافزاً على التلاقي على خيار إخراج لبنان من الأزمة، من خلال احترام ما عبّرت عنه غالبية النواب”.