هجوم روسي عنيف على كييف .. وبوتين يعتبر زيلينسكي عار على الشعب اليهودي
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
قامت روسيا بشن هجوم مكثف بالصواريخ على كييف هو الأعنف من نوعه منذ أسابيع. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها تصدت لهجوم صاروخي روسي استهدف العاصمة كييف، وأضافت أن القوات الروسية أطلقت 6 صواريخ “كينجال”، و6 صواريخ “كاليبر”، ومسيرتين، في وقت واحد. وأعلنت السلطات في كييف تضرر منزل ضمن حدود مقاطعة كييف جراء القصف.
يذكر أن صواريخ “كينجال” (Kinzhal)، وتعني “الخنجر”، من الأسلحة الروسية الباليستية “الفرط الصوتية” (Hybersonice)، التي كشف عنها الرئيس فلاديمير بوتين في مارس/آذار 2018، وأطلق عليها وصف “السلاح المثالي”، واستعملتها موسكو أول مرة في حربها على أوكرانيا.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن الجيش الروسي بدأ العودة إلى المواقع التي غمرتها المياه بعد تفجير سد “كاخوفكا” في خيرسون جنوب البلاد، وقصف بلدات عدة مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى.
وقالت القوات الخاصة في الجيش الأوكراني إنها أسرت 5 جنود روس من الضفة اليسرى لنهر دنيبرو في خيرسون، بعد أن أنقذتهم من الغرق عقب تفجير سد كاخوفكا. وأضافت أن القوات الروسية قصفت القارب الذي يقل الجنود الروس أثناء تنفيذ العملية، وأكدت ضم الأسرى الروس إلى قوائم صفقات التبادل المحتملة المقبلة.
وتزامنا مع القصف الروسي لكييف، وصل إلى العاصمة الأوكرانية وفد أفريقي يقوده الرئيسان السنغالي ماكي سال والجنوب أفريقي سيريل رامافوزا رفقة مسؤولين أفارقة آخرين، في جهود وساطة لإنهاء الحرب، قبل أن يزور روسيا للغاية نفسها غدا السبت.
وزار الوفد الأفريقي رفقة مسؤولين أوكرانيين منطقة بوتشا القريبة من العاصمة، والتي تتهم كييف القوات الروسية بارتكاب مجزرة فيها العام الماضي.
وبحسب رويترز، تتضمن الوثيقة التي سيطرحها القادة الأفارقة على الرئيسين -الأوكراني والروسي- إجراءات عدة.
ومن بين هذه الإجراءات: انسحاب القوات الروسية، وإزالة الأسلحة النووية التكتيكية من بيلاروسيا، وتعليق مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية بحق الرئيس الروسي، بما يسمح بتوفير بيئة مواتية لوقف إطلاق النار.
في المقابل، أكدت موسكو انفتاحها على بحث خيارات لتسوية الأزمة، وقالت إن اقتراحات الوفد الأفريقي ستبُحث خلال لقاء بوتين مع القادة الأفارقة غدا السبت. وفي السياق، قال الكرملين إن بوتين منفتح دائما على أي اتصالات لبحث أي احتمال لمعالجة المسألة الأوكرانية.
وأوضح الكرملين أن الأزمة الأوكرانية يمكن معالجتها بطرق مختلفة، وأن بوتين يدعم أي أفكار لإنهاء النزاع. وأضاف أن روسيا لا تواجه عزلة اقتصادية، موضحا أنه عندما تغلق بعض الاتجاهات تُفتح اتجاهات أخرى.
وردا على الموقف الروسي، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن بوتين يبني الثقة من خلال شن هجوم صاروخي على كييف، وتحديدا بالتزامن مع زيارة قادة أفارقة للعاصمة الأوكرانية.
وأضاف أن رسالة موسكو للأفارقة من خلال ذلك أنها تريد مزيدا من الحرب، لا السلام.
وفي تصريحات جديدة له، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية ليست لديه “أي فرصة” للنجاح. وقال في منتدى اقتصادي بسان بطرسبورغ إن “القوات الأوكرانية ليست لديها أي فرصة هناك، ولا في مناطق أخرى“.
وفيما يتعلق بهدف نزع سلاح أوكرانيا، قال بوتين إنه “لم يبق لدى كييف تقريبا أسلحة محلية الصنع، وكل ما تستخدمه من الخارج”.
وفي هجوم لاذع ضد فولوديمير زيلينسكي، وصف بوتين نظيره الأوكراني بأنه “عار على الشعب اليهودي”.
كما أعلن بوتين أن بلاده نقلت مجموعة أولى من الاسلحة النووية إلى بيلاروسيا، في ترجمة عملية لما سبق أن أعلنته موسكو في مارس/آذار الماضي. وقال إن “اولى الرؤوس النووية تم نقلها الى أراضي بيلاروسيا. إنها فقط الأولى. بحلول نهاية الصيف، سننجز هذا العمل في شكل كامل”.
وفي المعسكر المقابل، نقلت صحيفة “إزفستيا” الروسية عن مصدر في خدمات الطوارئ الموالية لروسيا في مقاطعة خيرسون، قوله إن القوات الأوكرانية أطلقت الليلة الماضية 59 قذيفة مدفعية على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو.
وأضاف المصدر للصحيفة أن القوات الأوكرانية استهدفت مدينة نوفا كاخوفكا وعددا من المناطق المحيطة بها بـ31 قذيفة مدفعية، مشيرا إلى أن السلطات تجري تقييما للخسائر في صفوف المدنيين والدمار الذي لحق بالبنية التحتية.
في هذه الأثناء، اندلع حريق في مستودع لتخزين مواد لصناعة الملابس في مقاطعة كورسك الروسية، الحدودية مع أوكرانيا. وقالت هيئة الطوارئ في المقاطعة إن مساحة الحريق بلغت ألفي متر مربع، مشيرة إلى عدم تسجيل ضحايا. وأكد موقع “ريدوفكا” العسكري الروسي أن الحريق ناجم عن هجوم بمسيّرة أوكرانية، ونقل عن شهود عيان سماعهم دوي انفجار قبل نشوب الحريق.
على صعيد متصل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أحبطت 5 هجمات أوكرانية على محور دونيتسك، وإن الأوكرانيين يتكبدون خسائر كبيرة خلال هجماتهم على محوري دونيتسك وجنوبها.
كما قالت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا إن القوات الأوكرانية تحاول اختراق الدفاعات في محيط مدينة باخموت، وعرقلت تقدم الوحدات الروسية.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن السلطات في دونيتسك أن من وصفتها بقوات العدو تحاول منع القوات الروسية من تنفيذ عمليات هجومية، وأضافت أن القوات الروسية تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع أي اختراق والحد من القصف على باخموت.
وكشفت السلطات الموالية لروسيا أن القوات الأوكرانية تستخدم الحقول في المنطقة لإيصال التعزيزات، بعد نجاح القوات الروسية في قطع خطوط إمدادها في وقت سابق.
في غضون ذلك، قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ “نتوقع من حلفاء الناتو تقديم التزامات أكثر طموحا في موضوع الإنفاق العسكري خلال القمة المقبلة“. وأضاف أنه “من المهم استمرار الدعم، وأرحب بالتعهدات الخاصة بزيادة التسليح وتقديم طائرات”، مؤكدا العمل “باتجاه إنشاء مجلس مشترك بين الحلف وأوكرانيا“.
في السياق ذاته، نقلت وكالة “رويترز” عن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، قوله إن برلين ستؤمن 64 صاروخ “باتريوت” إضافيا لأوكرانيا.
وبشأن انضمام أوكرانيا للناتو، قال الوزير الألماني إن بلاده منفتحة على إسقاط بعض الالتزامات قبل انضمام أوكرانيا للحلف.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا بقيمة 205 ملايين دولار.