المعارك تشتد في خيرسون وباخموت وسانشيز في كييف
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
أعلنت وزارة الدفاع الروسية إجهاض محاولات القوات الأوكرانية للهجوم على مواقع الجيش الروسي في ضواحي مدينة باخموت، في حين كشفت كييف لمدير “سي آي إيه” (CIA) عن تفاصيل خطتها لاستعادة أراضيها، بينما رهن رئيس الأركان الأوكراني تقدم الهجوم المضاد بتدفق أسلحة الحلفاء.
وقال موقع ريبار العسكري الروسي إن القوات الأوكرانية تواصل محاولاتها الهجومية على مواقع الجيش الروسي في ضواحي مدينة باخموت، بدون تحقيق أي تقدم.
وأفاد موقع “ريدوفكا” الروسي العسكري إن الجيش الأوكراني استهدف بالمدافع بلدات أوزاريانوفكا وكليشيوفكا وكورديوموفكا الخاضعة للسيطرة الروسية قرب باخموت، مؤكدا أن الجيش الأوكراني حاول التقدم نحو المدينة من الجهة الجنوبية الغربية، لكن القوات الروسية صدت تلك الهجمات.
وفي المحور الجنوبي، قال حاكم خيرسون الموالي لروسيا فلاديمير سالدو، إن الجيش الروسي نجح في تحييد القوات الأوكرانية التي عبرت إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبر قرب جسر أنتونوف، وأكد أن القوات الروسية باتت تسيطر على المنطقة بشكل كامل. وأوضح سالدو أن القوات الروسية استهدفت الليلة الماضية موقعين محصنين للقوات الاوكرانية قرب جسر أنتونوف ونجحت في تدميرهما والقضاء على المجموعة العسكرية الأوكرانية، وفق قوله.
في المقابل، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن القصف على أنتونوف أسفر عن مقتل عدد من المدنيين وجرح عشرات آخرين. وأضافت أن الجيش الروسي أغار على مواقع الجيش الأوكراني وأهداف مدنية في كل من دونيتسك و زاباروجيا وخيرسون.
وكانت الاستخبارات البريطانية قالت إن القوات الأوكرانية استأنفت بشكل شبه مؤكد نشر الأفراد على الضفة الشرقية لنهر دنيبر قرب جسر أنتونيفسكي في خيرسون منذ 23 يونيو/حزيران.
من جهة ثانية، أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قرارا بإعفاء 4 حكام مناطق في مقاطعة كييف من مناصبهم، هم حكام (بوديلسك، دنيبروفسك، سيفاتوشينسك، وديسنيانسك) التابعة لمقاطعة العاصمة.
وأكد موقع الرئاسة الأوكراني أن الرئيس أعفى كذلك بعض المسؤولين من مناصبهم في مقاطعة سومي.
وتأتي هذه التغييرات بعد أيام من إعفاء مسؤول في الإدارة العسكرية في مقاطعة أوديسا على خلفية تحقيقات بتهم استغلال منصبه.
وإلى كييف، وصل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في ساعة مبكرة اليوم واجرى محادثات مع الرئيس زيلينسكي في وقت تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
وكتب سانشيز على حسابه الرسمي في تويتر “في كييف. أردت أن يكون الفصل الأول من الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا مع (زيلينسكي)” مضيفا أنه سيعبر له عن “تضامن أوروبا بأسرها“. وشدد سانشيز على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل تقديم الدعم للشعب الأوكراني حتى يعود السلام إلى أوروبا، مؤكدا أنه خصص مساعدات مالية بقيمة 55 مليون يورو لأوكرانيا.
في غضون ذلك، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن ما وصفته بالانقسامات الواضحة في نظام بوتين تستدعي استمرار الدعم لأوكرانيا بدون تردد.
وأضافت عقب اختتام قمة قادة الاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد في طريقه إلى تسليم كييف الذخيرة التي تحتاجها، مؤكدة تدريب 24 ألف جندي أوكراني منذ مطلع العام. وأشارت فون دير لاين إلى أن الاتحاد قد أنفق 70 مليار يورو من أجل أوكرانيا حتى الآن مع تشديد العقوبات على روسيا.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست“ عن مسؤول أميركي، أن المسؤولين الأوكرانيين كشفوا لويليام بيرنز مدير “سي آي إيه” خلال زيارة سرية أجراها لكييف عن إستراتيجية لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا وبدء مفاوضات وقف إطلاق النار مع موسكو بحلول نهاية العام الجاري.
ووفقا لواشنطن بوست، فقد سافر بيرنز مؤخرا إلى أوكرانيا، وتضمنت زيارته السرية اجتماعات مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي وكبار مسؤولي الاستخبارات الأوكرانية.
ونقلت الصحيفة ذاتها عن قائد الجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني قوله إن كييف بحاجة لمزيد من السلاح والذخيرة، لا سيما طائرات “إف-16” الأميركية وقذائف حتى تتقدم في هجومها المضاد. وقال زالوجني إن كييف تتخوف من بطء الهجوم المضاد، وتقول إنه دون الإمداد الغربي الكامل ستكون الخطط العسكرية غير مجدية على الإطلاق.
وأكد زالوجني أنه يشعر بالامتعاض حيال بطء إيصال الأسلحة التي وعد الغرب أوكرانيا بها.
وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية مارك ميلي إن الهجوم الأوكراني المضاد يتقدم بشكل بطيء وسيكون صعبا وطويلا ودمويا للغاية.
وأوضح ميلي، في كلمة بنادي الصحافة الوطني، أن الهجوم “يسير بأبطأ مما توقعه الناس. هذا لا يفاجئني. إنه يتقدم بثبات وبشكل مدروس، ويمضي في طريقه عبر حقول ألغام شديدة الصعوبة، ومع عوائق أخرى”.
وبخصوص الدعم العسكري، قال ميلي إن “تقديم القنابل العنقودية لأوكرانيا مطروح ولم يُتخذ قرار بشأنه حتى الآن”.
وأضاف “قادتنا السياسيون أكدوا أننا سنعمل على ضمان حصول أوكرانيا على الدعم الذي تحتاجه لتظل حرة ومستقلة”.
في المقابل، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بمحاولة تجميد الصراع في أوكرانيا لكسب الوقت، وتزويد كييف بالسلاح.
وأضاف في تصريحات صحفية “الولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي أكدوا بشدة ومرارا ومن دون مساومة أن الأساس الرئيسي لإجراء المفاوضات هو نقاط زيلينسكي العشر للسلام“.
وأردف قائلا “تقديري أن هذه الأطراف تحاول تجميد هذا الصراع مؤقتا، وتحقيق نوع من وقف إطلاق النار، وكسب الوقت لإعادة تقوية أوكرانيا عسكريا، وإنشاء بنية تحتية عسكرية جديدة، وتزويدها بأسلحة فتاكة بعيدة المدى”.