اليوم 19 للحرب: جولة رابعة من المفاوضات دون نتائج
السؤال الآن ـ وكالات وتقارير
في اليوم التاسع عشر للحرب، واصل الجيش الروسي عملياته العسكرية في الأراضي الأوكرانية، ودوت صافرات الإنذار مجددا في العاصمة كييف، وسط دعوات بالدخول إلى الملاجئ بسبب القصف الروسي المستمر، كما جدد الرئيس فولوديمير زيلينسكي مطالبه بفرض منطقة حظر طيران فى سماء أوكرانيا، محذرا من سقوط الصواريخ الروسية على أراضي دول حلف شمال الأطلسي الناتو.
وقال زيلينسكي: “نحن نمر بأكبر محنة في تاريخنا المعاصر، وسننتصر ونتخطى هذه الأيام السوداء”. وأضاف في فيديو بثته وكالة الأنباء الأوكرانية، إنه تم إجلاء أكثر من 100 ألف مواطن عبر 10 ممرات آمنة، مؤكدا: “سننتصر لأننا نستطيع كأوكرانيين أن ندافع عن بعضنا البعض”.
وعن المشاورات بين أوكرانيا وروسيا، قال: “هدف الحوار ـ الأوكراني الروسي هو تنظيم لقاء بين رئيسي البلدين ويجب أن نصل إلى نتيجة”.
من جهة ثانية، اعترفت روسيا بمقتل أول ضابط بجهاز الاستخبارات العسكرية، في الهجوم الذي تشنه على أوكرانيا منذ نحو 3 أسابيع. ولم تقدم روسيا تفاصيل تتعلق بمقتل الكابتن أليكسي غلوشاك، البالغ من العمر 31 عاما، ابن مدينة تيومين في سيبيريا، حيث اكتفت بالإشارة إلى مصرعه في معركة ماريوبول.
ووفق ما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فقد خسر الجيش الروسي بمعاركه في أوكرانيا حتى الآن، 12 قائدا عسكريا، من بينهم 3 برتبة جنرال. وسقط ضابطا استخبارات بعد وفاة غلوشاك، أحدهما جورجي دودوروف نائب قائد سرية الاستطلاع للفوج 137 من الفرقة 106 المحمولة جوا، وأليكسي أليشكو خريج مدرسة ريازان للقيادة العليا المحمولة جوا.
وبالتزامن مع العمليات العسكرية الروسية، بدأت جولة رابعة من المفاوضات بين موسكو وكييف، وفق ما أعلن مفاوض أوكراني رفيع، في ظل تبادل الاتهامات بالقصف وقتل مدنيين في وقت سابق من اليوم ذاته. ونشر رئيس الوفد المفاوض عن كييف ومساعد الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك صورة على تويتر لمحادثات عبر الفيديو مع مسؤولين روس، واصفا المفاوضات بأنها “صعبة” ومشيرا إلى أن الطرفين استعرضا “مواقفهما المحددة”. ورأى أن “سبب خلافاتنا هو أن لدينا نظامين سياسيين مختلفين جدا”، معتبرا أن الحكومة في روسيا تمارس “قمعا مطلقا للمجتمع”، حسبما نقلت “فرانس برس”.
ولاحقا أفاد وفد التفاوض الأوكراني مع الجانب الروسي، عن “توقف المفاوضات مع روسيا حتى يوم غد الثلاثاء”، واصفاً إياها بـ “استراحة فنية” في المحادثات “لإنجاز عمل إضافي في مجموعات العمل الفرعية”. وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قد أعلن في وقتٍ سابق، أن المفاوضات بين موسكو وكييف ستستأنف في الـ14 من كانون الثاني. وفي السياق، كان ممثلو موسكو وكييف، قد أعلنوا أن الجولة الأخيرة من المفاوضات لم تثمر عن نتائج. وقد أعرب الطرفان عن استعدادهما لمواصلة الحوار، كما أشارا إلى تحقيق بعض التقدم في على صعيد فتح الممرات الإنسانية، بعد فشل إطلاقها الإثنين الماضي.
وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن “القوات الروسية لا تستبعد وضع مدن كبيرة في أوكرانيا تحت سيطرتها الكاملة مع ضمان أقصى درجة من الأمن للسكان”، مشيراً إلى أن “الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمر في بداية العملية الخاصة في أوكرانيا بعدم اقتحام المدن، بما فيها العاصمة كييف، بسبب قيام المسلحين بنشر أسلحة هناك”.
وأشار الناطق باسم الكرملين، إلى أن “موسكو تعتبر موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي استفزازيا، كونهما يدفعان روسيا بتصريحاتهما لاقتحام المدن الكبرى في أوكرانيا، من أجل تحميلها لاحقا مسؤولية مقتل المدنيين”، لافتاً إلى أن “القوات الروسية تستخدم أسلحة حديثة عالية الدقة، ولا تصيب إلا مرافق البنية التحتية العسكرية والمعلومانية لأوكرانيا، وأكد أن “كافة الخطط الروسية المتعلقة بنزع عسكرة أوكرانيا سيتم تنفيذها في المواعيد المقررة لها مسبقا وبصورة كاملة”، مضيفاً أن “الإطار الزمني للعملية العسكرية في أوكرانيا لن يتم الإفصاح عنه، وروسيا تمتلك قدرة على تنفيذ العملية في أوكرانيا، وإنها لم تتوجه لأي دولة بطلب مساعدة”.
ولفت بيكسوف إلى أن “شركة ميتا الأميركية المشرفة على موقعي فيسبوك وإنستغرام، تمادت في التلاعب بالقواعد والتحيز، موضحاً إلى أنه “على الرغم من أن هذه الشركة تحاول بطريقة ما أن تنأى بنفسها عن الأخطاء المزعجة للغاية التي ارتكبتها سابقا، لكنها تعترف بشكل غير مباشر أن الحديث يجري عن قرارات تسمح باستخدام هذه الأساليب على أراضي أوكرانيا. أي أنها تتصرف على هواها بعض الشيء في هذه الحالة عند التعامل مع القواعد وتتلاعب بها”، مردفاً أنه “من الصعب على مثل هذه الشركات العمل على أراضي البلاد”.
وركّز مدير إدارة المنظّمات الدّوليّة بوزارة الخارجية الروسية، بيوتر إيليتشيف، على أنّ الخارجيّة لا ترى سببًا لإرسال قوّات حفظ سلام تابعة لهيئة الأمم المتحدة إلى أوكرانيا. وأوضح في تصريح، أنّ “إرسال قوّات حفظ سلام أمميّة إلى أوكرانيا ليس مطروحًا على جدول الأعمال بالأساس، إذ أنّها ليست على جدول أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو أيّ منصّات دوليّة أخرى”، مشيرًا إلى أنّ “المسار الإضافي لتسوية الوضع في الأزمة الأوكرانية، سيعتمد على استعداد الجانب الأوكراني للبحث عن حلول وسط. وبالتّالي، فإنّ الوضع الرّاهن لا ينصّ على أيّ مشاركة لأيّ وحدات حفظ سلام تابعة للمنظّمة الدّوليّة”.
وشدّد إيليتشيف على أنّ “الوضع الرّاهن يخضع للسّيطرة الكاملة للقوّات المسلّحة الرّوسيّة، ويسير وفقًا للأهداف والغايات المحدّدة للعمليّة العسكريّة الخاّصة في أوكرانيا”.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن “فتح الممرات الآمنة من الجانب الروسي اعتبارا من اليوم في كييف وتشيرنيهيف وسومي وخاركيف“، لافتةً إلى أن “أكثر من 2.6 مليون شخص يريدون مغادرة أوكرانيا نحو روسيا وبيلاروسيا“، وأوضحت: “قواتنا تتقيد بشكل صارم بنظام وقف إطلاق النار“.
وذكرت أن “الجانب الروسي اقترح إنشاء 10 ممرات إنسانية اليوم، والسلطات الأوكرانية وافقت على ثلاث منها”، مؤكدةً أن “القوات المسلحة تمكنت من إجلاء أكثر من 21 ألف شخص، في اتجاهات جيتومير ولوغانسك ودونيتسك في اليومين الماضيين”. كما أشارت، إلى أنه تم “تدمير جميع مصادر إطلاق النار التابعة للقوميين في ضواحي ماريوبول“، معتبرة أن “الوضع الإنساني في أوكرانيا يتراجع بشكل كبير، وأصبح حرجا في عدد من المدن”.
وكانت وزارة الدفاع، قد أعلنت في وقت سابق، أنها ستفتح يوميا ممرات إنسانية للسماح للأوكرانيين الفارين من المعارك بالوصول إلى أراضيها في حين تطالب كييف بممرات تسمح بإجلاء المدنيين داخل أوكرانيا. م
ن جهة ثانية، نشرت وزارة الدفاع الروسية لقطات تظهر لأول مرة مقاتلة “Su-34” الملقبة بـ”قاذفة الجحيم” لحظة استهداف البنية التحتية العسكرية التابعة لوحدات القوميين الأوكرانيين. وقامت القاذفة الروسية باستهداف البنية التحتية بصاروخ عالي الدقة في إطار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، واستخدمت مقاتلات القاذفة “Su-34” قنابل “كاب–500” فائقة الدقة وصواريخ “خا–29 إل” الموجهة بالليزر حيث تعد “Su- 32” من أقوى القاذفات في الجيش الروسي. وتعد “Su- 32” مقاتلة وطائرة هجومية وقاذفة في آن واحد، يسمونها في الغرب “بطة الجحيم القاتلة” لأن شكل قمرة القيادة يشبه رأس البطة. وتحتوي “Su-34“، المصممة استنادا إلى مقاتلة التفوق الجوي “Su-27 Flanker“، على قمرة قيادة مدرعة مع مقعدين يقعان بجانب بعضها البعض لطاقمها المكون من شخصين: القائد ومساعد الطيار. وتم تصميم “Su-34” بشكل أساسي للنشر التكتيكي ضد الأهداف البرية والبحرية (القصف التكتيكي / الهجوم / أدوار الاعتراض ، بما في ذلك ضد الأهداف الصغيرة والمتحركة) في المهام الفردية والجماعية في النهار والليل، في ظل ظروف مناخية مواتية وسيئة وفي بيئة معادية، وكذلك للاستطلاع الجوي. وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا كرر دعواته للغرب، بتزويد بلاده بالأسلحة وفرض مزيد من العقوبات على موسكو للمساعدة في منع دخول دول أخرى من التورط في حرب وصراع أوسع. وكتب تغريدة على حسابه على تويتر وجهها “إلى أولئك في الخارج الذين يخشون الانجرار إلى حرب عالمية ثالثة.. أوكرانيا تقاوم بنجاح. نحتاج أن تساعدوننا في القتال. أن تزودوننا بجميع الأسلحة اللازمة”، في إشارة إلى الدول الغربية.