هل حان أوان وضع حد للأزمة اللبنانية؟

هل حان أوان وضع حد للأزمة اللبنانية؟
حسين عطايا
        بعد طول انقطاع عن آخر اجتماع، والذي عُقد في باريس في السادس من شباط – فبراير 2013، عقدت اللجنة الخماسية، والتي تضم كل من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والمملكة العربية السعودية وقطر وجمهورية مصر العربية، الاثنين الماضي، السابع عشر من الشهر الجاري تموز – يوليو، اجتماعها في الدوحة عاصمة قطر، وحضر اللقاء مندوبون عن الدول الخمس، مثل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان فرنسا في الاجتماع، وأطلع المجتمعين على نتائج جولته الأخيرة في لبنان، وعلى التقرير الذي تضمن كافة الملاحظات التي استنتجها نتيجة الزيارة، والأجواء المحيطة بموضوع الانتخابات الرئاسية لملء الفراغ الرئاسي، وإعادة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية.
   ومن أبرز ما نتج عن اللقاء بأنه أصبح واضحاً أن فرنسا تراجعت عن مبادرتها السابقة، والتي كانت تقوم على المقايضة بين ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة والسفير السابق نواف سلام لرئاسة الحكومة، وهذا الأمر كان لم يلق قبولاً من الإدارة الأمريكية، ولا حتى من المملكة العربية السعودية، والتي ركزت على مواصفات الرئيس دون الخوض في الأسماء.
 
   وفي الاجتماع الأخير كان المندوب المصري الوحيد الذي اقترح انتخاب العماد جوزيف عون (قائد الجيش) لرئاسة الجمهورية. وقد نوه بمناقبيته وشفافيته. ويتلاقى في هذا الأمر مع المندوب القطري ضمنياً، دون الخوض مطولاً في النقاش من قبل المندوبين الآخرين.
صدر عن المجتمعين بيان، هنا أبرز ما جاء فيه: 
 
أنّ اللجنة الخماسية “دعت البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس”، والسياسيين اللبنانيين إلى “اتخاذ خطوات فورية لكسر الجمود”.
 
وشدّد بيان اللجنة الخماسية، على “ضرورة أن يتحمّل النواب اللبنانيون المسؤولية التي تقع على عاتقهم بموجب الدستور ويشرعوا في انتخاب رئيس للبلاد”.
 
وتابع البيان أنّ الدول الخمس “تحضّ الزعماء والأحزاب اللبنانية على اتخاذ خطوات فورية للخروج من المأزق السياسي الحالي” و”درست خيارات ملموسة فيما يتعلق باتخاذ إجراءات بحق الذين يعرقلون التقدم في هذا الشأن”.
 
وأضاف: “تقف الدول الخمس على أهبة الاستعداد للعمل جنباً إلى جنب مع لبنان لدعم تطبيق إجراءات الإصلاح، التي أوصى بها صندوق النقد الدولي، والتي تعتبر ضرورية لازدهار هذا البلد واستقراره وأمنه، وشدّد ممثلوها على الحاجة المطلقة لإصلاح النظام القضائي واحترام دولة القانون لا سيما في ما يتعلق بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت عام 2020”.
 
وخلص البيان إلى القول: “تظلّ المملكة العربية السعودية ومصر والولايات المتحدة وفرنسا وقطر مصممة على دعم لبنان وتعتزم مواصلة تنسيق جهودها لصالح الشعب اللبناني” .
كما تطرق البيان إلى تنفيذ القرارات الأممية، لاسيما القرار 1559 والقرار 1701، بالإضافة إلى قرارات وتوصيات جامعة الدول العربية المتعلقة بلبنان.
 
   من هنا جاء اللقاء ليُعطي العمل أكثر جدية من قبل الدول الخمس الأعضاء في اللجنة، ورسم شبه خارطة طريق لكيفية الحل، على أن يُتابع ممثلو الدول المكلفون، جولة المبعوث الفرنسي، والتي تبدأ الأربعاء المقبل (19 يوليو 2023) وما سينتج عنها، حيث سيطرح في جولته موضوع إقامة حوار داخل مجلس النواب للتشاور على اسم مرشح ثالث يجري تقريب وجهات النظر للأطراف السياسية والممثلة في الكتل النيابية حوله.
 
   كما أن اللقاء اتخذ خطوة إيجابية حيال إيران لإشراكها بالتشاور حول الوضع اللبناني، وسيقوم المندوب القطري بزيارة طهران قريباً لاطلاع الإيرانيين عما دار في اللقاء.
 
   إذن، اللقاء الأخير للجنة الخماسية وضع بعض الأمور رهن التنفيذ، ومن المتوقع وفقاً لمصادر مطلعة بأن الموضوع الرئاسي قد وضِع موضع المتابعة الفعلية والعملية، ومن الواضح بأن الأمر سيستغرق بعض الوقت ليصار إلى الوصول لخواتمه السعيدة في الفصل الأخير من هذا العام، في حال سارت التفاصيل على خير مايرام ، لأن الحراك الجدي والمثمر قد يبدأ في الأيام الأخيرة من شهر أيلول – سبتمبر القادم، وقد نشهد نهاية سعيدة لملف الفراغ الرئاسي، والذي قد يصل لخواتيم سعيدة تُنهي أزمات الشعب اللبناني، ليبدأ فصل جديد في إعادة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية وإعادة الأمور إلى نِصابها.
Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني