تجدد القصف على أوديسا وحريق في مركز تدريب روسي بالقرم
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
أعلن حاكم أوديسا بجنوب أوكرانيا وقت مبكر الأربعاء أن روسيا قصفت المدينة لليلة الثانية على التوالي. وأظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي ما يُزعم أنه آثار قصف على مبنى سكني نوافذه محطمة. وتم إطلاق صفارات الإنذار في أكثر من اثنتي عشرة منطقة في جميع أنحاء أوكرانيا.
من جهته، أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه دمر 23 من 32 طائرة مسيرة متفجرة أطلقتها القوات الروسية، و 13 من أصل 16 صاروخ كروز من طراز كاليبر على منطقة أوديسا . وتسببت هذه الهجمات الروسية الجديدة في جرح 12 شخصا على الأقل خلال الليل في هذه المنطقة، حسب حاكمها أوليغ كيبير.
وتضم أوديسا وضواحيها أبرز ثلاث موانىء يمكن لأوكرانيا من خلالها في إطار مبادرة الحبوب في البحر الأسود، تصدير منتجاتها الزراعية رغم الحرب والحصار الذي تفرضه روسيا.
وحذرت روسيا الثلاثاء أوكرانيا من مساعيها لمواصلة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود مشيرة إلى أنه لم يعد هناك “ضمانات أمنية” بعد انتهاء العمل باتفاق كان يتيح نقلها رغم الحرب.
وتتهم روسيا أوكرانيا باستخدام الممر البحري الذي فتح في إطار الاتفاق “لأغراض عسكرية” بعدما قصفت كييف الإثنين الجسر الاستراتيجي الذي يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الثلاثاء أنها دمرت عبر مجموعة صواريخ “منشآت أعدت فيها أعمال إرهابية ضد روسيا”.
في المقابل، اندلع حريق في ميدان للتدريب العسكري صباح الأربعاء في شرق شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، على ما أعلن الحاكم الروسي المحلي ما دفع السلطات إلى إصدار تعليمات لإجلاء أكثر من ألفي مدني.
وأوضح الحاكم سيرغي أكسينوف عبر تلغرام “من المقرر إجلاء سكان أربع مناطق محاذية لميدان التدريب العسكري في منطقة كيروف بما يشمل ألفي شخص“. وأضاف الحاكم سيرغي أكسيونوف عبر تطبيق تلغرام أن الحريق أدى لإغلاق طريق تافريدا السريع القريب من القاعدة. وفي وقت سابق أفادت وكالة أنباء آر.بي.سي أوكرانيا بوقوع انفجارات في منطقة التدريب.
ولم يذكر سبب نشوب هذا الحريق الذي أدى لإغلاق طريق تافريدا السريع الرئيسي بشكل جزئي. وأفادت قنوات على تلغرام مرتبطة بأجهزة الأمن الروسية ووسائل إعلام أوكرانية باندلاع حريق في مستودع للذخيرة بالقاعدة بعد هجوم جوي أوكراني خلال الليل.
من جهتها، أكدت أوكرانيا الأربعاء شن “عملية ناجحة” بعد اندلاع حريق في ميدان التدريب العسكري. وقال مدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف “شنت عملية ناجحة في القرم المحتلة. يخفي العدو حجم الأضرار وعدد الضحايا”. وقد أرفق رسالته بتسجيل فيديو قصير يظهر منشأة مشتعلة من دون أن يكون ممكنا تحديد هذه المنشأة
وقال أكسيونوف أن السلطات المحلية بدأت إجلاء نحو ألفين من سكان 4 بلدات قريبة من القاعدة العسكرية، موضحا أن الطريق السريع الذي يربط مدينتي سيفاستوبول وسيمفيروبول بمنطقة كيرتش، حيث يوجد جسر القرم، أغلق بسبب الحريق.
كما أعلنت سلطات القرم تواصل الانفجارات في القاعدة العسكرية بمنطقة كيروفسكي، موضحا أن إخماد الحريق سيحتاج يوما أو يومين.
من جانبها، قالت القوات الأوكرانية إنها استهدفت جسر القرم الإستراتيجي بزورقين مسيّرين. وبعد الهجوم على الجسر الذي يربط شبه الجزيرة بمقاطعة كراسنودار الروسية، ألغت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا نظام حظر التجول الليلي، من أجل السماح للسيارات بالعبور عبر ماريوبول وميليتوبول إلى شبه جزيرة القرم.
وفي السياق ذاته، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن 32 مسيرة من طراز “شاهد” الإيرانية هاجمت الأراضي الأوكرانية خلال الساعات الماضية.
كما قالت إن القوات الروسية أطلقت صواريخ من طراز “كاليبر” من البحر الأسود باتجاه الأراضي الأوكرانية بينها أوديسا، وأضافت أن الهجمات بالصواريخ والطائرات استهدفت منشآت عسكرية والبنية التحتية في أوديسا ومناطق أخرى.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تقدمت نحو كيلومترين خلال هجمات شنتها قرب كوبيانسك وهي تقاطع مهم للسكك الحديدية في خاركيف (شمال شرق) على الحدود مع مقاطعة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وقالت وسائل إعلام روسية إن القوات الروسية سيطرت على بلدة “نوفو-سيلوفسكوي” في محور كوبيانسك بخاركيف، مخترقة دفاعات الجيش الأوكراني في المنطقة.
وكان قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال أولكسندر سيرسكي قال في وقت سابق اليوم إن روسيا ركزت قواتها في منطقة كوبيانسك، ووصف الوضع في الجبهة الشرقية بأنه معقد لكنه تحت السيطرة.
من جانبه، قال المتحدث باسم قيادة العمليات الشرقية للقوات الأوكرانية سيرغي تشيرفاتي اليوم إن روسيا حشدت أكثر من 100 ألف جندي و900 دبابة في محور ليمان بدونيتسك وكوبيانسك بخاركيف.وأضاف أن هذه القوات تحاول اختراق دفاعات قوات بلاده التي تتصدى لها وتمنعها من التقدم.
وقالت صحيفة “تلغراف” البريطانية إن حشد القوات الضخم في هذه المنطقة تكتيك روسي يستهدف تشتيت الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في الرابع من يونيو/حزيران الماضي، ويواجه صعوبات بسبب التحصينات القوية التي أقامها الروس خلال الأشهر الماضية في منطقتي دونيتسك وزاباروجيا.
في سياق مواز، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لتزويد أوكرانيا بمنظومات الدفاع الجوي والذخائر.
ووأضاف أوستن في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي أن كييف تحقق تقدما في هجومها المضاد، وأن خسائر موسكو تزداد.
من جهته، قال مارك ميلي إن التدريبات التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش الأوكراني ساعدت في تكوين قادة ووحدات لها تأثير في ساحة المعركة.
بدورها، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن روسيا استخدمت القنابل العنقودية وأن واشنطن ستدعم أوكرانيا حتى تُلحق الهزيمة بالروس، على حد تعبيرها.
وأضافت غرينفيلد في منتدى “آسبن” للأمن أن الولايات المتحدة أعربت عن التزامها القوي لعضوية أوكرانيا في الناتو، قائلة إن هناك مسارا لتحقيق ذلك.