مرحبا السيد ” غرامشي” بالمغرب؟؟

مرحبا السيد ” غرامشي” بالمغرب؟؟

عبد الله راكز

      أتصور أن للسيد المرحوم “غرامشي” بالمغرب (وما أكثر الغرامشيون بهذا البلد العزيز)، عزة وَمحْفلا خاصا في تعظيم دور المثقف بالمعنى الجماعي. (تذكرت هذا وأنا أقرأ خربشات البعض ممن اعتبر نفسه روائيا، في أحد المواقع النسوانية؟؟). قلت بالمعنى الجماعي، هي صورة ليس للتعبير عن الطبقة، ولكن عن الطبقة فوق طاقتها الاقتصادية إلى السياسية. ومن هنا فكرة الهيمنة. فليست في نفس السياق بالقدرة فقط هيمنة القوى الرجعية. ثم هو نفسه (ليس غرامشي المغرب المفتعل؟)، أي غرامشي الحقيقي، الذي شكل التعبير الفلسفي للطبقة وهي تتجاوز نفسها من خلال هذا المثقف الجماعي.

   لايهم الآن، القول الذي أتصوره، هو أن كل هذا كان نتاج مجتمعات مدنية (وليست طلابية تستجدي تسويق آراء لا هي في العير ولا في النفير؟)، أو في أقل تقدير، هي نتاج تفكير (وليس فكر) اشتراكوي في إطار بيئة رأسمالية متقدمة رثة. هذا أمر لم يحدث في التاريخ، بل وحتى غير مطروح الآن. مع كل الهزائم التي نراها لموضوع اسمه الاشتراكية أو أقله الديموقراطية، بالمسمى العالم العربي (ومنه المغرب)، وهذا دائما، من حيث إدانة الثورة بالانقلاب.

   هنا أول علاقة بين غرامشي والعالم العربي، ومنه المغرب بدون غضاضة، أي نعم. ثورتنا بالماضي والماضي القريب (ما سمي بالربيع المغربي)، كلها لامدنية، حيث هي كتجربة أكدت، أن أهل الثقة لدى غير المثقف هم المخطط الفعلي أو التخطيط (سيان) للمفكر الغائب). ولكن سيبقى هذا سؤالا معلقا، مادام هذا الأخير تقرره القيادة (الكهنوتية أو الزعاماتية السياسية والنقابية المنخورة) بدون إبداع أو إشراك؟

   يبدو في تصوري الخاص، أن نشخص لنموذجين في صدام، مجتمع مُنهم ينسب نفسه إلى ما يسمى بـ”الثورة”، ولكنه النموذج الأوحد في الاستبداد والإفقار (أتحدث عن المغرب خصوصا)، والتصرف العلوي المتسلط، وأمامه طبعا؟ أنظمة قبلية لا تمت إطلاقا لمفهوم المجتمع المدني بشيء. هنا يكمن، لربما وجه الخلل، والقصور في المشروع المغربي، الذي أعتقد وأتصور، أن البعد المدني فيه ترف، بل هو أكثر انتماء إلى الماضي منه إلى المستقبل، وأن البعد العسكري، وعسكرة الثورة هنا الكفيلين بالنهوض بالمهام المطلوبة (أليست هاته حالة السيسي بمصر؟). وإذن، فماهو فوق الجوهر أي الترف كان لدى غرامشي الجوهر وليس الترف؟؟؟.

وإذن، ومرة اخرى، أين من هذا لـ”غرامشيات المغرب”، وأين هؤلاء الذين اعتبرهم معشر الطلبة غرامشيون في زمن غُفل، ضاع فيها الحلم وتعمقت فيه الجراح. وارتأى بعضهم اسثماره، بعدما كانت تجربة “حلم وغبار” عندهم هم، أما نحن فلقد اعتبرناها تجربة، علمنا أبجدياتها لأبنائنا، وقد فرغوا…

   سوف أعود إلى صلب الموضوع على ضوء ما سبق وأقول إنه توجد بالفعل أنواع من المثقفين “الغرامشاويين” حاليا، يأخذون ويتخذون الإشارات. طبعا، وهذا تصوري: المثقف الذي يعطي إشارات متناقضة، هو تعبير وإقرار لتشكيلة اجتماعية متناقضة بالأساس، وغير واضحة المعالم، بمعنى أن الطبقات والمراحل الطبقة غير واضحة (أليست هاته هي الحالة بالمغرب؟؟)، وتاريخيا هناك نمط من العلاقات بين السائد والمسود في جميع المستويات السياسية، الاجتماعية وحتى الثقافية. حيث توضح في إشارات متضاربة القوة، والقيادات التي تقرر هذا الوضع للـ”مثقف”، والمرتبطة بالتشكيلات الاجتماعية، متناقضة أيضا للأسف، لهذا، به وعليه، يجب في نفس الآن، التركيز على الجانب النفسي. لأنني أعتقد أن غرامشي المرحوم كان مهتما به أيها اهتمام بتحليلاته في هذا الصدد (ولو طبقناه على سبيل المثال، على من ادعوا اليسراوية الجديدة بالمغرب لوجدنا أغلبهم مختلين عقليا).

وهذا في تصوري، كان إفرازا لطبيعة العلاقات الموجودة من السبعينات، أي لعدم وجود تكوينات اجتماعية واضحة، بالإضافة إلى طغيان الايديولوجيا الفج، في ذات التكوينات المذكورة، وإذن، فإن المنطلق لن يكون بالضرورة غرامشي المنطلق، أو المرتبط بالحزب، أو بالزاوية، أو بنقابة منخورة بالية، ولكن المرتبط بالآلية والإطار الجدليين.

سنتابع نفس القول، وبالتحليل الذي يجب، في القادم، وبنفس لا يُهمل المجتمع المدني (وليس الخدماتي) كاعتبار هام في اجتياز “القفزة”؟؟؟.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد الله راكز

حقوقي وناشط سياسي