لودريان محكوم بتوصيات اللجنة الخماسية…

لودريان محكوم بتوصيات اللجنة الخماسية…
 
أحمد مطر
     يحيط غموض غير بناء بالمشهد اللبناني الداخلي، بمعزل عن مجيء جان إيف لودريان الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت في إطار المرحلة من الضغط على القيادة اللبنانية وهو التعبير الذي استخدم في صوغ البيان الختامي الصادر عن اجتماع مجموعة الخماسي في الدوحة عاصمة دولة قطر الاثنين في 17 تموز الجاري .
   ومن الرسائل الديبلوماسية والسياسية، النقاط القوية الذي تضمنها البيان الصادر عن الاجتماع، ولاسيما منها التلويح بالعقوبات على معرقلي انتخاب رئيس للجمهورية. 
   وكان واضحاً الاتجاه الذي حملته الرسالة، وفي المقابل بدا الثنائي الشيعي منزعجاً جداً من بيان اجتماع الدوحة. 
  عاد الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى باريس بعدما قال ما يريد قوله للبنانيين من دون أن يأخذ أجوبة شافية على فكرة التشاور في أيلول- سبتمبر  المقبل، فالموفد الرئاسي الفرنسي لم يلمس من القوى السياسية التي التقاها رفضا لطرح اجتماع العمل، لكنه في الوقت عينه لم يشف غليله من موافقة تلك الأطراف المضي قدما في هذه الفكرة سيما وان جهات سياسية طرحت عليه اسئلة تتعلق بموافقة الدول الخماسية على هذا الطرح وهل من ضمانات عربية وتحديدا خليجية لانجاح الفكرة المطروحة، وتؤكد اوساط متابعة ان الصورة السياسية اليوم تبدلت واختلفت تماما. ففرنسا لم تعد وحدها المسيطرة او القادرة على طرح افكار او مبادرات بمعزل عن اللجنة الخماسية من اجل لبنان، كما انها لم يعد في استطاعتها تسويق او دعم هذا المرشح على آخر على أساس أن الملف الرئاسي لم يعد في جعبتها وحدها. وبالتالي لم تعد فرنسا اللاعب الأساس على الساحة اللبنانية، فتراجع دورها الى حد ما، وتضاءلت حظوظ نجاح مبادرتها لا بل انتفت كليا. وتعتبر المصادر ان لودريان الذي يحاول عبر دبلوماسيته المركزة على الهدف ان يتمكن من احراز خرق ما على الخط الرئاسي، وهو الذي وعد الخماسية بمتابعة مهمته، الا انه لن يبقى أسير هذه المهمة المستحيلة حاليا، سيما وانه مضطر إلى الالتحاق في مهمته الجديدة في منطقة العلا في السعودية بعد العطلة الصيفية. وعلم ان اجتماعات على أعلى المستويات قد تعقد الأسبوع المقبل بين القيادات المسيحية للتشاور في ما قدمه لودريان وتوحيد الموقف من هذا الامر. واشارت الى ان لودريان ظهر وكأن مهمته بدات من نقطة الصفر على اعتبار أن اجتماع الدوحة للجنة الخماسية الخاصة بلبنان والذي حضره لودريان الح على انتخاب رئيس جديد للجمهورية استناداً إلى الدستور، من دون التطرق إلى المبادرة الفرنسية السابقة ما يعني انها سقطت حتما ولم تعد مدار بحث او تجاذب بين الأطراف. الفكرة الجديدة التي طرحها لودريان اعتبرها البعض انها لا تشكل خرقا قويا في الجدار الرئاسي على الرغم من كلام الرئيس بري عن شعوره ان كوة ما ستحصل في الموضوع الرئاسي، في حين ان آخرين رأوا ذلك فرصة ثانية ربما قد تؤدي إلى تطور ما خصوصا وان الموفد الفرنسي ينطلق هذه المرة من قاعدة اللجنة الخماسية وليس من دعم فرنسي محض..
   ختاماً تطغى الأجواء السلبية، على ما عداها، بين قائل أن التحرك الدولي ، العربي، اعاد ازمة الرئاسة الى بداياتها، وبالتالي اطال العملية الشاقة، بوصول شخصية موثوق بها، الى بعبدا، وقائل أن التحرك الدولي العربي، شق طريقاً مختلفة عن طريق قصر الاليزيه، وبالتالي، فالمرحلة المقبلة، هي واحدة من مراحل الضغط لتسويق انتخابات رئاسية، لا تُرضي حزب الله، ولكن يمكن أن تحظى بسكوته.
   يدرك الثنائي الشيعي، والحزب بالدرجة الاولى، ان مرحلة جديدة من الضغوطات أو الصعوبات، تنتظره بمعزل عن الدور أو عدمه للسيد لورديان.
   وعليه، جاءت مناسبة عاشوراء، لترفع من وتيرة المواقف الرافضة لعودة الضغوطات، وإشهار الإرادة بالتصدي لها، سواء عبر الإمساك بمفاتيح المجلس، أو إظهار قوة التعبئة الشعبية على أرض المجالس العاشورائية. 
   أمام هذا الواقع، تختم الاوساط المتابعة القول سيبقى لبنان منتظرا دوره في المحطات الدولية والاقليمية، عله يجد محلا أو محطة يضع كل أثقاله وأزماته، وتكون نهايته سعيدة بعد طول انتظار لكن هذا الأمر لا يبدو قريبا ابداً .
Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

أحمد مطر

صحفي وكاتب لبناني