اشتباكات عين الحلوة.. فتش عن إيران

اشتباكات عين الحلوة.. فتش عن إيران
حسين عطايا
     الغريب في كل مرة يجتمع الفلسطينيون لرأب الصدع والانقسام، بدعوة من طرف حريص على القضية الفلسطينية، يتفجر الوضع، إما في غزة أو في أحد مُخيمات الشتات الفلسطيني في لبنان، وأهمها ما يجري في أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين:  مخيم عين الحلوة.
   وهذه المرة، وبعد اجتماع الأسبوع الماضي في تركيا وبدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حضرهُ كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبومازن”، واسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، وشارك فيه اللواء ماجد مطر مدير المخابرات الفلسطينية، والذي زار لبنان مؤخراً، ما دفعه لعقد المشاركة في اجتماع العلمين في مصر، وأدى إلى توافق على مجموعة نقاط تؤدي إلى توحيد ساحة الفلسطينيين، ومن ثم يوم أمس عُقد لقاء بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس في مدينة العلمين المصرية، وتم الاتفاق على توحيد الساحة الفلسطينية والتحضير لإجراء انتخابات وطنية في كل من الضفة وقطاع غزة.
   وللصدفة، في الوقت الذي كان يصدر فيه بيان الاتفاق بين حماس والسلطة الفلسطينية، بدأت الاشتباكات في مخيم اللاجئين الفلسطينيين عين الحلوة، جنوبي مدينة صيدا.
   وهذه المفاجأة تؤكد أنه يوجد أطراف خارجية ترفض التقارب الفلسطيني، حيث أنه قد يكون لا يتطابق مع ما تتوخاه من الانقسام الفلسطيني، لتبقى الساحة الفلسطينية ساحة صراع، تساهم في تعزيز بعض أوراقها في المفاوضات التي تجري بين الحين والآخر في إحدى العواصم الغربية أو العربية.
   وهذا ليس بعيداً عما تسعى إليه إيران في تعزيز الانقسامات في كل من الدول التي تدخلها، وهذا واضح في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وبالطبع على الساحة الفلسطينية.
   كما أنه ليس غريباً وجود الكميات الكبيرة من الذخيرة والعتاد العسكري لدى مجموعات الإسلاميين في مخيم عين الحلوة، وهذا يدُل على وجود أطرافٍ خارجية تُزود المجموعات التي تنتمي للإسلاميين في المخيم، بكل ماتحتاجه من ذخيرة وعتاد عسكري، عدا عن الأموال بالطبع، والتي تُستعمل لتجنيد الشباب المتطرف، لتعزيز صفوف المجموعات الإسلامية المتطرفة في مواجهة حركة فتح، والتي تُعتبر الأكبر والأقوى فلسطينياً على أساس القوة العسكرية والقوة السياسية، كونها الأكبر في منظمة التحرير الفلسطينية، تاريخيا ومرحلياً، ومنها تتشكل السلطة الفلسطينية مع ما ينتظم في صفوف منظمة التحرير من منظمات وفصائل فلسطينية أخرى.
 
    إذن، توجيه أصابع الاتهام لما يحدث على الساحة الفلسطينية، وتحديداً في مخيم عين الحلوة، وهو الأكبر من حيث المساحة، ويضم العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين، باِتجاه إيران وأذرعها في لبنان وبقايا النظام السوري في دمشق ليس جُزافاً، بل تتأكد يوماً بعد يوم، ومن خلال مراقبة السياق التاريخي للقضية الفلسطينية، خصوصاً في السنوات الأخيرة من دخول إيران وانخراطها في القضية الفلسطينية، وهذا التدخل أدى إلى انقسام الساحة الفسطينية، ما بين الضفة وقطاع غزة، نتيجة سيطرة حركة حماس الإسلامية والمقربة من إيران، وتركيا أيضاً، وما تتلقاه من دعم مالي كبير من نظامي هذين البلدين، مما يُساعد حركة حماس على استمرارية سيطرتها بالمال والسلاح في قطاع غزة، بعدما أخرجت مؤسسات السلطة الفلسطينية منها وأصبحت الساطة تقود الضفة الغربية وحماس تتحكم بقطاع غزة.
   بخصوص توحيد الساحة الفلسطينية بُذلت جهودٌ كبيرة من المملكة العربية السعودية والجزائر وجمهورية مصر العربية وتركيا، وفي كل مرة يجري التوافق على توحيد الساحة الفلسطينية تتفجر في مكانٍ ما، لتعود الأمور لنقطة الصفر.
 
   في كل ماجرى في فلسطين، داخل فلسطين المحتلة أو خارجها، فتش عن إيران، وسياسة إيران، وأذرع إيران، وأدواتها.
Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني