لعبة التحالفات بعد الانتخابات الإسبانية!
مدريد – عبد العلي جدوبي
شهدت الساحة السياسيه في اسبانيا تحولا في المشهد السياسي، بعد انتخاب فرانشينا أرمينجول ( 52 عاما ) التي تنتمي إلى الحزب الاشتراكي العمالي، رئيسة لمجلس النواب الاسباني. وحسب صحيفه “الباييس” فإن هذا الفوز منح بعض الأمل لطموحات رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز، الذي يقود حاليا حكومة انتقالية، لتشكيل حكومه جديدة في اسبانيا، وهذا أول تصويت برلماني يجري منذ الانتخابات الأخيرة غير الحاسمة التي جرت في 23 من الشهر الماضي، حيث حصلت كل من أحزاب اليمين واليسار على عدد متقارب في المقاعد.. وحصلت الرئيسة السابقة لإقليم جزر البليار فرانشينا أرمينجول على 178 صوتا من بين 350 ، وحظيت بدعم من النواب المنتمين لحزبها ، وحزب سومار والأحزاب الكتالونية والتكتل الوطني لغاليسيا..
وحسب المراقبين فانه بمجرد أن يطلب الملك الإسباني فيليب السادس من رئيس الوزراء المؤقت بيدرو سانشيز تشكيل الحكومة فيتعين على هذا الأخير حشد نفس الدعم الذي حصلت عليه رئيسة البرلمان المنتخبة، وإذا حدث العكس فقد تذهب البلاد نحو انتخابات جديدة.
وحسب الصحافة الإسبانية، فإن هناك سيناريوهات محتملة لتشكيل الحكومة المرتقبة، وهي تكتل الأحزاب للحصول على النصاب القانوني، أو تنصيب بيدرو سانشيز نظرا لعلاقته بالمستقلين؛ ويبقى الخيار الآخر هو اتفاق دستوري واسع برعاية الملك فيليب السادس. في هذا السياق قال غابريل روفيان زعيم اسكويرا في مؤتمر صحفي قبل التصويت على البرلمان، إن الاتفاق على رئيس مجلس النواب لا يعني دعم تشكيل حكومة بيدرو شانسيز .
من جهه أخرى أعلنت رئيسة البرلمان فرانشينا ارمنجول في أول خطاب لها أن اللغة الكتالونية والباسكية والجليقية ستستخدم في جلسات البرلمان.. ويرى بعض السياسيين في ندوه بالقناة الأولى للتلفزيون الاسباني بأن الفوز برئاسة البرلمان يشكل مؤشرا جيدا للحزب الاشتراكي، لكنه لا يضمن له بأي حال من الأحوال انتخاب سانشيز لولايه أخرى، نظرا للصعوبات التي يواجهها، خاصة مع المطالب الصعبة لحزب (معا من أجل كتالونيا)، ويأمل سانشيز في الاحتفاظ بمنصبه رغم توقعات الخبراء بأن المفاوضات قد تكون صعبة للغاية.
ويؤكد حزب (معا من أجل كتالونيا) أنه مقابل الحصول على دعمه للاشتراكيين وحليفهم حزب سومار، يجب على الاشتراكيين الوفاء بمطالبهم، كما أن الاتفاق غير مرتبط بالتصويت على رئيس الوزراء.. وأكد زعيم الحزب الانفصالي جوردي تورول في وقت سابق أن الحزب يسعى لاستغلال الفرصة التي أتاحتها له الانتخابات العامة في اسبانيا لتحقيق أهداف كتالونيا، مضيفا أنه يجب أن يكون لحزب “معا من أجل كتالونيا” دورا محوريا في إتاحة الفرصة لتشكيل الحكومة الجديدة المقبلة، وتفاديا لانتخابات أخرى .
وتقول صحيفة “لاراثون” أن سانشيز إستطاع أن يحد من مكاسب المعارضة اليمينية، وأن يكسر شوكة حزب فوكس الذي تراجع بنحو 19 مقعدا خلال الانتخابات الأخيرة، خلافا لكل التوقعات، ففرصة سانشيز بالبقاء في السلطة كبيرة، قد توفرها له لعبه التحالفات الجديدة.
وكان بيدرو سانشيز قد تولى السلطة من قبل بفضل تحالف أقلية من حزب بوديموس اليساري المتطرف، والذي اندمج مع مجموعة أخرى مؤخرا في تحالف جديد يسمى (سومار) ، وهو رابع أكبر مجموعه في البرلمان تدعم الحزب الاشتراكي.
Visited 3 times, 1 visit(s) today