“سارمات” في الخدمة .. وزيلينسكي يؤكد لا سلام من دون استعادة القرم ودونباس
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منتدى البيت الأوروبي “أمبروسيتي” لإدارة الأعمال في إيطاليا اليوم، إنه لا يمكن تحقيق “سلام دائم” في البلاد إن لم يتم استعادة كييف السيطرة على شبه جزيرة القرم ودونباس وغيرهما من الأراضي التي تحتلها روسيا.
وفي الوقت الذي أعلن فيه رئيس وكالة الفضاء الروسية عن وضع نظام الصواريخ الإستراتيجية سارمات في الخدمة القتالية، قال زيلينسكي إن القيادة الأوكرانية تسعى حاليا لزيادة مدى الأسلحة الهجومية التي يبلغ مداها حاليا 700 كيلومتر.
يأتي ذلك في وقت نقلت فيه وكالة رويترز عن عمدة موسكو أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت صباح اليوم مُسيّرة أوكرانية جنوب شرقي العاصمة، في حين قال رومان ستاروفويت حاكم منطقة كورسك الروسية إن مسيرتين أوكرانيتين هاجمتا فجرا مدينة كورتشاتوف التي تضم محطة للطاقة النووية. كما دعا عمدة موسكو إلى توسيع الدفاعات الجوية في المدينة لمواجهة الارتفاع الملحوظ في هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية.
وقال حاكم مقاطعة بريانسك (غربي روسيا) ألكسندر بوغوماز إن الحرس الوطني الروسي أسقط 3 طائرات مسيرة فوق بريانسك، في حين أعلنت وزارة الدفاع تدمير طائرة مسيرة أخرى بواسطة الدفاعات الجوية فوق منطقة فوسكريسينسكي بمقاطعة موسكو.
وذكر ستاروفويت أن خدمات الطوارئ تقيّم الأضرار التي لحقت بمبنى إداري وآخر سكني جراء الهجوم، من دون الإشارة إلى وقوع أي ضرر بالمحطة النووية.
كما قال رئيس مديرية الاستخبارات الأوكرانية في منشور على منصة تليغرام إن الطائرات المسيرة التي استخدمت في الهجوم على قاعدة “كريستي” الجوية الروسية في منطقة بيسكوف انطلقت من الداخل الروسي، مشيرا إلى أن قسما من قوات بلاده تعمل من داخل الأراضي الروسية.
من ناحية أخرى، طالبت أوكرانيا أمس الخميس منتقدي وتيرة هجومها المضاد المستمر منذ 3 أشهر بأن “يصمتوا”، في أوضح إشارة حتى الآن على استياء كييف من تسريبات لتصريحات مسؤولين غربيين بأن القوات الأوكرانية تتقدم ببطء شديد.
فمنذ أن شنت أوكرانيا هجوما مضادا تستخدم فيه معدات عسكرية غربية بمليارات الدولارات، استعادت أكثر من 12 قرية، لكنها لم تتمكن بعد من اختراق الدفاعات الروسية الرئيسية.
ونقلت تقارير في صحيفتي “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” ومؤسسات إخبارية أخرى الأسبوع الماضي عن مسؤولين أميركيين وغربيين قولهم إن الهجوم لم يرق إلى مستوى التوقعات. وانتقد البعض إستراتيجية كييف، واتهموها بتركيز قواتها في الأماكن الخطأ.
وفي حين تقول موسكو إن الهجوم الأوكراني فشل بالفعل، يقول القادة الأوكرانيون إنهم يتحركون ببطء عمدا لإضعاف الدفاعات والإمدادات الروسية وتقليل الخسائر عندما يهاجمون في نهاية المطاف بكامل قوتهم.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا للصحفيين أمس الخميس إن “انتقاد الوتيرة البطيئة للهجوم المضاد يعني.. البصق في وجه الجندي الأوكراني الذي يخاطر بحياته كل يوم ويتقدم ويحرر كيلومترا تلو الآخر من الأراضي الأوكرانية“.
في سياق آخر، قالت صحيفة بوليتيكو الأميركية إن أوكرانيا ستتسلم منتصف شهر سبتمبر/أيلول الجاري أول 10 دبابات من أصل 31 دبابة أميركية من طراز أبرامز. وأضافت أن ذلك يأتي بعد أن أنهى مئتا عسكري أوكراني تدريبات على قيادة واستخدام هذا النوع من الدبابات الثقيلة في قاعدة عسكرية في ألمانيا. وأوضحت أن الفِرق الأوكرانية المعنية باتت جاهزة للتعامل مع دبابات أبرامز في ساحات المعارك.
وكانت موسكو قد أعلنت صد هجمات جوية أوكرانية على أراضيها وتوغلا أوكرانيا جديدا عبر الحدود.
وفي القرم، قالت السلطات التابعة لروسيا إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت الليلة الماضية صاروخا أوكرانيا مجنحا شرق شبه الجزيرة التي تمتلك أهمية إستراتيجية بالنسبة لموسكو وتصر كييف على استعادتها.
وأضافت السلطات أن شظايا الصاروخ تسببت في ضرر بأحد خطوط الكهرباء ذات الضغط العالي.
في سياق متصل، أعلن حاكم بريانسك أن من وصفهم “بمخربَين” أوكرانيَّين قُتلا وأُسر 5 آخرون كانوا توغلوا في منطقة بريانسك الروسية الحدودية مع أوكرانيا. وأبلغت المناطق الروسية المجاورة لأوكرانيا مرارا عن قصف وهجمات تقوم بها القوات الأوكرانية، بما في ذلك توغلات عبر الحدود.
وقال حاكم بريانسك إن عناصر من القوات الخاصة الأوكرانية حاولوا تنفيذ سلسلة من “الأعمال الإرهابية على منشآت بنية تحتية للطاقة” ومنشآت عسكرية أول أمس الأربعاء.
وأضاف في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي “في منطقة نافلينسكي (تبعد نحو 40 كيلومترا عن الحدود الأوكرانية)، تمت تصفية مسلحين اثنين واعتقال 5، وإصابة 3 منهم” في سياق التدابير القتالية.
على صعيد آخر، أعلن قائد القوات المشتركة الأوكرانية رفع جاهزية الوحدات المنتشرة عند الحدود مع بيلاروسيا وفي جميع المواقع القتالية.
وقال الجنرال الأوكراني إنه تم تكليف القادة بمهام واضحة لتعزيز الدفاعات والاستعداد الدائم للرد.
من جهته، هدد وزير الداخلية البولندي بإغلاق كل المعابر والطرق وعزل بيلاروسيا عن أوروبا في حال حدوث أي استفزازات على الحدود، حسب تعبيره. وجاء هذا التصريح بالتزامن مع بدء بيلاروسيا مناورات عند حدودها الغربية مع أوكرانيا وبولندا بمشاركة دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي.