حمى على فراش سوريالي

حمى على فراش سوريالي
أحمد بنميمون
 
كانت هناك إلى جانبي ، من كل ناحية، كواكب بآلاف الألوان، ولكن بلا عيون.
وبأيادٍ من سكاكين رغم ما يستبد بها على نحو مرضي باعث على صراخ مجنون في سراديب لا مرئية، من ميل إلى ملاطفة أجساد عابرين في رقة عصافير تنفر من مجرد مرور هواء عليها.
شأن قلبي الذي قست عليه نسمات رخية تمر فوقه،
يفكر في طريقة للخلاص مما يمكن أن
يتعرض إليه من ملاطفة سكاكين قاطعة لا قلب لها،
أنا قريب من موت على مشارف بحر يموج بكل ما يُفرح، لكن ما بي من ضغط شراييني
لا يقبل مزيدًا من سرور تأتي به وجوه حسان كنت أراهنّ يعبرن بي دون حتى أن تمس أقدامهن الأرض،
وقد كنت وأنا أراهن لا أتصورهن في وضع بشري ، فكيف نزلت إلينا هذه الأقمار التي لها ملامح تكاد تكون مثل ملامحنا ، رغم أنها شأن الكائنات النورانية التي نسمع عنها لا تحتاج إلى آباء أو أمهات عند الحاجة ، مثلي أنا الذي كنت لا أكاد أغادر حضيضي كمعدِمٍ لا قدرة له حتى على تصور الشِّبَعِ ، أو النوم في هدوءٍ كميِّت بلا كوابيس ظاهرة.
فما أرحم النوم في مقبرة
يا وجه من لا يحبني فوق ثرى
لم يُوَارِ غير أحبتي منذ بدء الدفن، دون فكر غراب.
 
02 / 09 / 2023
Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

أحمد بنميمون

شاعر وقاص مغربي