في مواجهة الإسلام الجهادي .. فرنسا من دون وسيط ولا قريب

في مواجهة الإسلام الجهادي .. فرنسا من دون وسيط ولا قريب

المعطي قبال ــــ كاركاسون

أشارت صحيفة لوفيغارو في عددها الصادر اليوم تحت عنوان: « فرنسا، ما زالت تقع تحت تهديد الإسلام  » الجهادي ». عللت الصحيفة هذا الخبر بقولها أن الشبح الجهادي قد يعود بقوة إلى الواجهة. وأحصت لوفيغارو استنادا إلى جهاز المخابرات الفرنسية عدد الأشخاص الذين يقعون تحت المراقبة وقدرتهم ب 5300 شخص وهم عناصر « ذوو ملامح مخيفة »!
كما كشفت هذه الأجهزة عن وجود قنوات تواصل إرهابية ناشئة في مجموع التراب الأوروبي قادرة على القيام بهجمات مع اقتراب الألعاب الاولمبية التي ستقام بفرنسا خلال العام القادم. وهذا السيناريو هو ما يثير هلع السلطات الفرنسية التي تتحدث عن احتمال وقوع « باتاكلان جديد » نسبة إلى قاعة العروض الموسيقية التي تعرضت في 13 نوفمبر 2015 لهجمات كوماندوس وافد من بلجيكا والتي أودت بحياة 130 شخص وجرح 415 منهم.

من بين الأشخاص الذين يحتمل انتماؤهم إلى قائمة الإرهابيين الجدد هناك العائدون القدامى من مناطق الصراع والمغادرون للسجون وقسم من جيل الراديكاليين الجدد من أبناء الضواحي. مع الألعاب الأولمبية المزمع تنظيمها العام القادم، تعتبر 2024 سنة كل المخاطر. غير أن منطقة الساحل تعتبر اليوم بؤرة حريق قد تلتهب فرنسا بنيرانه. فالانقلابات الأخيرة التي شهدتها بعض الدول الإفريقية ستنعكس بالكاد وعلى المدى البعيد على الوضع الداخلي لفرنسا. فمنظمة القاعدة بهذه المنطقة تشهد فورة حيوية. حيث أعلن مؤخرا تنظيم « نصرة الإسلام « التابع لتنظيم القاعدة عن هجوم قام به ضد الجيش المالي أدى إلى مقتل العشرات من الجنود. 

إلى الآن تبقى أسبقية تنظيم وتسيير القاعدة ل « جبهة الداخل » وذلك بالقيام بهجمات متلاحقة على دول الساحل. مستقبلا هل ستوسع القاعدة من هجماتها لتشمل جبهة الخارج أي الدول الأوروبية؟ ذلك ما تخشاه هذه الدول التي عززت حراستها الأمنية والالكترونية لرصد التحركات المحتملة لما يسمى ب « مجانين الله ». ويعرف القائمون على الشؤون السياسية والأمنية بفرنسا أنها نصب أعين هذه الجماعات وذلك بعد الانقلابات التي عرفتها بعض الدول الأفريقية وما صاحبها من مشاعر العداء ونبذ لسياسة الحجر والوصاية الفرنسية. كما أن الجليد الذي تعرفه العلاقات الفرنسية المغربية سيؤثر سلبا على فرنسا في مجال الأمن. فقد كان المغرب درعا واقيا ومصدرا إخباريا لفرنسا فيما يخص الإرهاب ومنشطيه، اليوم تجد فرنسا نفسها مع اقتراب الألعاب الأولمبية من دون وسيط ولا قريب.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة