اليوم الـ 28 للحرب: ماريوبول لم تعد موجودة على الخريطة
السؤال الان ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 28 للحرب الروسية في أوكرانيا، كثفت روسيا من ضرباتها الجوية على مدينة ماريوبول الساحلية المحاصَرة عقب رفض المدينة طلب موسكو إعلانها الاستسلام، وذكر مجلس المدينة أن القصف أحال ماريوبول إلى “رماد”، مضيفًا أن مئات الآلاف محاصَرون داخل المباني على أغلب الظن، دون طعام أو ماء أو كهرباء أو تدفئة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن زعيم انفصالي قوله إن القوات الروسية، ووحدات الانفصاليين المدعومين من روسيا، سيطرت تقريبًا على نصف المدينة التي يسكنها نحو 400 ألف شخص.
هذا وأعلن عمدة كييف أن الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل وأوكرانيا هي البداية، موضحا “كان لدى الروس خطة للاستيلاء على كييف منذ ثلاثة أسابيع”. وقال: “لن نكون عبيدا للروس ولن يدخلوا كييف إلا على جثثنا”.
وعلى صعيد المفاوضات، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن المحادثات بين بلاده وروسيا تصادمية، لكنها تمضي قدمًا، داعيًا بابا الفاتيكان إلى زيارة أوكرانيا والتوسط لدى موسكو.
وقال زيلينسكي، إن مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية “لم تعد موجودة”، وذلك وسط قصف روسي مكثف. وحيث دار قتال عنيف في وسط المدينة مع استمرار القصف الشديد على المدينة المحاصرة. وقال زيلينسكي في خطاب في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، بثه على فيس بوك، إن حوالي 100 ألف شخص ما زالوا في ماريوبول. وأضاف: “حتى اليوم، هناك حوالي 100 ألف شخص في المدينة. في ظروف غير إنسانية. يقعون تحت حصار كامل. لا يوجد لديهم طعام ولا ماء ولا دواء.إنهم تحت القصف المستمر وتحت الضرب المتواصل”.
وأضاف أن جهود إنقاذ المدنيين هناك عبر الممرات الإنسانية تعطلت بسبب “القصف أو الإرهاب المتعمد”.
كما قال زيلينسكي إن روسيا استولت على قافلة إنسانية يوم أمس الثلاثاء، مضيفا أن موظفين في الحكومة الأوكرانية وسائق حافلتهم تم أسرهم.وقال إنه “بالرغم من كل الصعوبات، تم إنقاذ 7026 من سكان ماريوبول” خرجوا بالفعل من المدينة.
يأتي هذا فيما أوضحت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أن عمال الإنقاذ ما زالوا يُمنعون من الوصول إلى مسرح في ماريوبول، يُخشى أن مازال بداخله مئات الأشخاص العالقين، بعد ستة أيام من قصفه. وقالت إيرينا فيريشوك إن ما لا يقل عن 100 ألف شخص يريدون الفرار من المدينة. كما اتهمت متمردين انفصاليين موالين لروسيا من دونيتسك بالاستيلاء على قافلة إجلاء، وفيها بعض عمال الطوارئ الأوكرانيين، على طريق متفق عليه كممر إنساني بالقرب من ماريوبول.
من جهتها، علقت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على سير العمليات العسكرية في أوكرانيا، وقالت إن الجنود الأوكرانيين نجحوا في عكس زخم المعارك في مواجهة القوات الروسية الغازية، واستعادوا السيطرة على بعض المناطق. وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إن الأوكرانيين يبادرون بالهجوم في بعض المناطق، خاصة في الجنوب.
ووردت تقارير عن قيام مواطنين وجنود أوكرانيين في بلدة فوزنيسك الجنوبية بتدمير رتل من الدبابات الروسية ودفع القوات التي هاجمت البلدة للتراجع.وفي خيرسون، بالقرب من شبه جزيرة القرم، والتي كانت أول منطقة تسقط في يد روسيا، تحاول القوات الأوكرانية أيضا استعادة الأراضي. كما وردت تقارير من غرب العاصمة كييف تشير إلى رفع العلم الأوكراني مرة أخرى في ضاحية ماكاريف.
وكان زيلينسكي دعا البابا فرنسيس إلى زيارة بلاده والقيام بوساطة بين كييف وموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وفي أعقاب محادثة هاتفية جرت بينه وبين البابا، كتب زيلينسكي في تغريدة على “تويتر” أنّه “سيكون موضع تقدير قيام الكرسي الرسولي بوساطة لوضع حدّ للمعاناة الإنسانية” في أوكرانيا. كما أعلن الرئيس الأوكراني أنه أبلغ “قداسته بالوضع الإنساني الصعب وبإغلاق القوات الروسية الممرات الإنسانية”، شاكراً البابا على “صلواته من أجل أوكرانيا والسلام”.
وفي رسالة مصوّرة بثّت ليل الثلاثاء-الأربعاء، قال زيلينسكي: “لقد طلبت من البابا القدوم إلى بلدنا في هذه اللحظة المهمة للغاية”. وأضاف: “أعتقد أنّه بإمكاننا تنظيم هذه الزيارة المهمّة التي تقدّم دعماً كبيراً إلينا جميعاً، إلى كلّ أوكراني”. وأشار زيلينسكي إلى ان المحادثات بين بلاده وروسيا تصادمية لكنها تمضي قدما بينما يعتزم الغرب لإعلان مزيد من العقوبات على الكرملين وسط أزمة إنسانية متفاقمة. وقال: “نواصل العمل على مختلف المستويات لتشجيع روسيا على التحرك نحو السلام.
يشارك الممثلون الأوكرانيون في المحادثات التي تنعقد كل يوم تقريبا. إنها صعبة للغاية وأحيانا تصادمية لكننا نمضي قدما خطوة خطوة”.
من جهة ثانية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لشبكة “سي إن إن” إن روسيا لن تستخدم السلاح النووي في سياق الحرب مع أوكرانيا إلا إذا واجهت “تهديدا وجوديا”. وأضاف بيسكوف “لدينا مفهوم للأمن الداخلي، وهو علني. يمكنكم قراءة كل الأسباب التي تدفع إلى استخدام الأسلحة النووية. لذلك إذا كان هناك تهديد وجودي لبلدنا، فيمكن استخدامها وفقا لمفهومنا”.
وكانت كريستيان أمانبور مراسلة شبكة “سي إن إن” الدولية طلبت من المتحدث باسم الكرملين أن يوضح إذا كان “واثقًا” أو “مقتنعًا” بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي هو قريب جداً منه، لن يستخدم السلاح النووي في أوكرانيا.
من جهته، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان “الدولار أصبح عملة غير مضمونة”، قائلا: “لن نستخدم عملات الدول غير الصديقة في مدفوعات الغاز وسنواصل التزاماتنا بخصوص الغاز والنفط وفق العقود الآجلة الموقعة سابقا”.
هذا في وقت أعلنت فيه وزيرة الخارجية الألمانية إرسال المزيد من صواريخ ستريلا في طريقها إلى أوكرانيا. واليوم أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالين هاتفيين مع كل من الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني بشأن شروط وقف إطلاق النار المحتمل، بحسب الرئاسة الفرنسية. وقال البيان إنهم “لم يتوصلوا إلى اتفاق”، لكن ماكرون “لا يزال مقتنعا بضرورة مواصلة جهوده” و”يقف إلى جانب أوكرانيا”.
وأكد الكرملين أن اتصالا هاتفيا بين بوتين وماكرون شهد تبادل وجهات النظر بشأن الوضع في أوكرانيا، بما في ذلك المحادثات بين المفاوضين الروس والأوكرانيين. ولم يذكر تفاصيل أخرى.