الجديدة.. آثار خطى على الشاطئ (كتاب جديد للباحث المغربي المصطفى اجماهري)

الجديدة.. آثار خطى على الشاطئ (كتاب جديد  للباحث المغربي المصطفى اجماهري)

 امبارك بيداقي 

     صدر مؤخرا للباحث المغربي المصطفى اجماهري الكتاب الرابع والعشرون في سلسلة “دفاتر الجديدة”، باللغة الفرنسية، تحت عنوان “الجديدة، آثار خطى على الشاطئ”.

   يقع الكتاب الجديد في 144 صفحة من الحجم المتوسط، وهو عمل يواصل فيه الباحث تنقيباته وحفرياته في التاريخ الإنساني لمدينة الجديدة ومنطقة دكالة. إذ يجمع بين دفتيه مسارات ومصائر لشخصيات مغربية وأجنبية عاشت بهذه الحاضرة أو بدكالة خلال القرن العشرين. وحسب ما يوحي به عنوان الكتاب، فالمؤلف، عن طريق الاستحضار والكتابة، يحاول رصد وترسيخ آثار لخطى لا تستطيع الصمود طويلا على رمل الشاطئ إذ سرعان ما يمحوها الموج وكأنها لم تكن في الوجود.

   هكذا نتعرف من خلال نصوص الكتاب على شاعرية شاب فرنسي اسمه ميشال فيوشانج جاء لقضاء الخدمة العسكرية في ثكنة فرنسية بالجديدة، فجاءته فكرة الرحيل، سنة 1930، نحو السمارة في الصحراء المغربية. وفعلا قام بهذه الزيارة في ظروف صعبة، وتوفي في طريق العودة ودفن بأكادير. كما نقرأ بالكتاب قصة العلاقة التي ربطت بين اليهودي الجديدي ألبير لاريدو وألبير إينشتاين اللذين كانا يتبادلان المراسلات والتقاسيم الموسيقية. ثم قصة الأستاذة مارت غارنيي التي ألفت بالجديدة مقرر اللغة الإنجليزية الخاص بالسلك الثانوي، وكذا مغامرة البلجيكي إدموند فرديريك صاحب ضيعة الليمون بأقصى دكالة، وتراجيديا الطبيب اليوناني أرجيراتوس بالجديدة في السبعينيات، وأسرار هجرة محمد المحجوبي، أحد مؤسسي، منظمة “23 مارس” اليسارية، من الجديدة إلى فرنسا وقصصا أخرى.  

   جاء في تقديم الأستاذة لوسيت هيلير غولدنبيرغ، وهي باحثة جامعية ولدت بمراكش، أن المصطفى اجماهري يواصل، في هذا الكتاب، مهمته في الكشف عن التلوينات الثقافية لمدينة الجديدة باعتبارها ميناء مفتوحا شكل على مر التاريخ ملتقى لحضارات مختلفة. كما تعتبر الباحث منقبا يجمع آثار السابقين لتأسيس خزان حقيقي من اللقى التي كانت معرضة للمحو والضياع.

   “دفـاتر الجديـدة” هي سلسلة مؤلفات أطلقها الكاتب سنة 1993 بعد استشارة مع المفكر عبد الكبير الخطيبي والمؤرخ غي مارتيني. تعنى هذه الكتابات بالتاريخ المعاصر لمدينة الجديدة، من خلال رؤية تعددية، إيجابية ومنفتحة. يقول الأستاذ عبد المجيد نوسي (من جامعة شعيب الدكالي) عن سلسلة دفاتر الجديدة : “إن الغاية الأساسية لهذا المجهود تكمن في مساءلة تاريخ الجديدة وماضيها من خلال دراسة مكونات المدينة. مكونات يتبدى للقارئ من خلالها، أن هذه الحاضرة تمثل صورة لمدينة ظلت طيلة قرون من وجودها فضاء ديناميا يعج بالحياة المشتركة والجوار الطيب. فضاء اغتنت هويته بفضل الفكر المنفتح على الآخر”.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

مبارك بيداقي

من قدماء ثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء