من يفتح الجبهة الشمالية لاسرائيل؟ ولماذا؟*
سمير سكاف
خمس جهات قادرة على اتخاذ قرار فتح الجبهة الشمالية في الحرب على غزة:
1 – إيران
2 – حزب الله
3 – روسيا
4 – اسرائيل
5 – الولايات المتحدة
حماس هي أكثر من يريد فتح الجبهة وكل الجبهات الممكنة لتخفيف العبء عنها، وهي تتعرض للحصار في شمال القطاع، ولكن القرار لا يعود لها. حزب الله، قلبه مع المعركة وعقله مع حاملات الطائرات الأميركية وفاتورة حرب تموز 2006، مع رفض الرأي العام اللبناني بما في ذلك حوالى نصف بيئة حزب الله للحرب. فالدمار والخسارة هذه المرة سيكون من الصعب جداً تعويضهما! روسيا قد تكون من جهتها، هي من ساهم، ولو عن بعد، بتوقيت “الطوفان”! فالحرب في غزة خففت الضغط العسكري والسياسي والاعلامي عنها! أما إيران فهي تتحكم بالقرار المباشر على مختلف الجبهات الجنوبية والشمالية في غزة، من حماس الى حزب الله. لكن فيلق القدس “غائب عن الوعي”، وهو ما لا تفهمه حماس! الولايات المتحدة، من جهتها، هي أكثر من تفاجأ بالحرب في زمن غير مناسب لها مع اقتراب الانتخابات الرئاسية فيها! ولكن أكثر من يريد ومن يستطيع فتح الجبهة الشمالية اليوم هي الحكومة الاسرائيلية!
إن دولة اسرائيل قد دفعت أثماناً باهظة جداً منذ السابع من أكتوبر. وفاتورتها تصبح ثقيلة أكثر فأكثر كل يوم! وبالتالي فهي غير قادرة على دفع هذه الفاتورة مرة أخرى، أو في زمن قريب آخر. وبالتالي، تجد نفسها ملزمة على إبعاد نفسها عن دائرة الاستهداف والمخاطر وعن مرمى نيران الصواريخ! ما يعني احتمال هروب اسرائيل الى الأمام! لأن كل تراجع أمام حماس هو بمثابة الهزيمة الإضافية لها.
ومع ذلك، فالتهديدات الأميركية تطال حزب الله وإيران في ما لو تمّ فتح الجبهة الشمالية من قبلهما! ذلك أن إسرائيل، صاحبة المصلحة في فتح الحرب شمالاً، تفضل الانتهاء من جبهة الجنوب أولاً. أي أنها تفضل على الأرجح أن تخوض معركتين متتاليتين، الواحدة تلو الأخرى، لا متوازيتين، وفي الوقت نفسه!
لكل دوافعه في إطلاق الحرب على الجبهة الشمالية. ولكن الشعب اللبناني هو أكثر من سيدفع الثمن. وهو الذي لم يستفق بعد من تبعات حرب تموز 2006 المالية والاقتصادية والاجتماعية (المعطوفة على فساد الطبقة السياسية)! ومع ذلك، فيبدو أن الحرب “الشمالية” “تصهل” وأن الانزلاق للخروج من قواعد الاشتباك الحالية لا يحتاج سوى الى دفعة صغيرة!
Visited 11 times, 1 visit(s) today