مولدوفا: قد لا تحصل على عضوية في الاتحاد الاوروبي قريبا…

مولدوفا: قد لا تحصل على عضوية في الاتحاد الاوروبي قريبا…

خالد العزي

     في كيشينيف يخشون تأجيل البداية المشتركة للبلدين في الاتحاد الأوروبي، لقد عقدت رئيسة جمهورية مولدوفا، مايا ساندو، اجتماعًا للجنة التكامل الأوروبية الأسبوع الماضي لهذا السبب ، وفي الاجتماع، تمت مناقشة “الإجراءات الأخيرة” للوفاء بمتطلبات بروكسل اللازمة لبدء المفاوضات بشأن انضمام مولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي، وتم اعتماد خطة إزالة الأوليغارشية. وتتوقع السلطات المولدوفية الحصول على الإذن المناسب يومي 14 و15 ديسمبر/كانون الأول من هذا العام، في قمة الاتحاد الأوروبي.ولا يستبعد الخبراء تأجيل المناقشة إلى العام المقبل بسبب موقف المجر بشأن أوكرانيا، إذا لم يتم النظر في القضية بشكل منفصل لكل دولة، ولكن كحزمة واحدة.

فإذا حكمنا من خلال الاجتماعات والمفاوضات التي أجراها زعماء مولدوفا في الأيام الأخيرة، فبوسعنا أن نستنتج أن الحدث الأهم بالنسبة الى كيشينيف هو قمة الاتحاد الأوروبي، المقرر انعقادها في الرابع عشر والخامس عشر من ديسمبر/كانون الأول.

وينبغي لها أن تنظر في مسألة بدء المفاوضات بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بالنسبة لأوكرانيا ومولدوفا. أجرت رئيسة جمهورية مولدوفا، مايا ساندو، محادثة هاتفية مع رئيسة حكومة لاتفيا، إيفيكا سيلينا، وناقشت مسألة الترويج لجمهورية مولدوفا في طريقها إلى الاتحاد الأوروبي. ودعت ساندو السلطات اللاتفية إلى دعم البدء المبكر للمفاوضات بشأن انضمام مولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي. وتحدث رئيس وزراء جمهورية مولدوفا دورين ريكان عبر الإنترنت مع نظيره البلغاري نيكولاي دينكوف. وكان موضوع الحديث بين رئيسي الحكومتين هو نفس قمة الاتحاد الأوروبي وقرارها بشأن مولدوفا. وأكد رئيس الحكومة البلغارية موقف صوفيا بشأن دعم كيشينيف.

وأجرت الرئيسة ساندو ايضا محادثات هاتفية مع رئيسي وزراء بلجيكا ألكسندر دي كروس وأيرلندا ليو فارادكار. كما وعد كلاهما بتقديم المساعدة لمولدوفا. ويعتزم زعماء جمهورية مولدوفا إجراء محادثات مع مسؤولين رفيعي المستوى من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قبل قمة الاتحاد الأوروبي والتأكيد لهم على أن مولدوفا تستحق ثقتهم. ولهذا الغرض، يقوم زعماء جمهورية مولدوفا كل أسبوع برحلات إلى دول الاتحاد الأوروبي، ويستقبلون أيضًا السياسيين الأوروبيين في كيشينيف.

وفي اجتماع للجنة الوطنية للتكامل الأوروبي، برئاسة الرئيس، تمت مناقشة الجهود الدبلوماسية قبل اجتماع المجلس الأوروبي يومي 14 و15 كانون  الأول/ديسمبر. لقد ناقش أعضاء المفوضية “الخطوات نحو التنفيذ الكامل لجميع توصيات المفوضية الأوروبية”. وتبنت المفوضية خطة للحد من التأثير المفرط للمصالح الخاصة على الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وهو ما يسمى أيضًا “خطة إزالة الأوليغارشية”. فان موافقتها هي أحد التزامات مولدوفا، وهو ما تمت مناقشته في تقرير المفوضية الأوروبية. ففي السابق، اقترحت أن يقرر مجلس الاتحاد الأوروبي بدء المفاوضات بشأن انضمام مولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى الحاجة إلى إنهاء التراكم في إصلاح العدالة، وإزالة الأوليغارشية، ومكافحة الفساد. وتهدف الخطة إلى إزالة الثغرات وأوجه القصور التنظيمية بحيث لا يمكن استخدام الوكالات والموارد الحكومية لصالح الجماعات الإجرامية.

ويعرب الخبراء المحليون عن مخاوفهم من أن قرار بدء مفاوضات التكامل في الاتحاد الأوروبي لن يتم اتخاذه بشكل منفصل بين أوكرانيا ومولدوفا، بل كحزمة واحدة. إنهم يتحدثون عن هذا في بروكسل، وخلال الزيارة الأخيرة لرئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانشوك إلى العاصمة المولدوفية، حيث أعلن برلمان مولدوفا دعم اقتراح عقد جلسة استماع شاملة.

لقد بات معروفا بأنه من الممكن أن تقوم المجر بمارسة  اللعبة الجيوسياسية لعرقلة أوكرانيا. وبالمقابل  يانه ليس لدى المجر أي مشاكل مع جمهورية مولدوفا. إن قرار مناقشة قرار ضم  أوكرانيا وجمهورية مولدوفا في نفس الوقت ليس الجمهوريتين كمت يوجد  دولاً إلى مولدوفا  تدعمها  أكثر من غيرها، مثل رومانيا وفرنسا وألمانيا، كذلك هناك دول خلف أوكرانيا تدافع عنها إلى حد أكبر.

وكتبت صحيفة بوليتيكو أن النظر في مسألة بدء المفاوضات بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قد يتم تأجيله إلى بداية العام المقبل، تعليقا على الوضع المتأزم الذي نشأ في الاتحاد الأوروبي بسبب موقف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان. وقد أصبح من المعروف أن رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل،  قد اختصر زيارته للصين لحضور قمة الاتحاد الأوروبي والصين يومي 7 و 8  كانون الأول/ ديسمبر من أجل مناقشة عاجلة مع زعماء الاتحاد الأوروبي تهديد أوربان بعرقلة بدء المفاوضات حول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. في 4 كانون الأول / ديسمبر، أرسل أوربان رسالة  الى ميشيل حثه فيها على “عدم إثارة مسألة بدء المفاوضات بشأن انضمام أوكرانيا إلى القمة، لأن الغياب الواضح للتوافق سيؤدي إلى الفشل”. بناء على توصية المفوضية الأوروبية، تضمن جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي يومي 14 و15 ديسمبر/كانون الأول مسألة بدء المفاوضات بشأن انضمام أوكرانيا ومولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي.  ولم تتحدث أي دولة في الاتحاد الأوروبي ضد بدء المفاوضات مع مولدوفا، ولكن يمكن تأجيل القضية حتى  اذار / مارس 2024 إذا لم يتوصل زعماء الاتحاد الأوروبي إلى توافق في الآراء.

إذن من المؤكد بان  المجر سوف تعمل على  عرقلته  وعدم مناقشة  لمنع انضمام  اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي وأفشل التوافق  الأوروبي على المبادرة الاوروبية نتيجة علاقة رئيس الوزراء المجري بروسي لأن انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي من المؤكد يعرقل خطط موسكو ويضعها في مواجهة مباشرة مع الاتحاد الروسي  بحسب قانون الاتحاد الأوروبي وبالطبع فان غياب التوافق سيؤدي فعليا  تأجيل  انضمام مولدوفا للاتحاد بسبب وضعهما في نفس الحزمة.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني