ألمانيا تزيد إمدادات الأسلحة للسعودية

ألمانيا تزيد إمدادات الأسلحة للسعودية

خالد العزي 

     لن تتدخل برلين في بيع مقاتلات يوروفايتر للمملكة، وسترفع الحكومة الألمانية حظر الأسلحة المفروض على المملكة العربية السعودية، كما صرحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا باربوك، حيث تساعد الرياض إسرائيل في الدفاع ضد هجمات الحوثيين كما تشير صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية في تناولها لموضوع رفع الحظر الألماني عن بيع السلاح للسعودية، بتاريخ  11 كانون الثاني/يناير 2024. وسبق أن أكدت معلومات المانية حول التوريد المخطط صواريخ Iris-T للمملكة. وفي الأوساط السياسية، انتقد حزب الخضر هذه الخطوات التي اتخذتها برلين.

وبعد  تصريح وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا باربوك، سافر الوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية والمناخ روبرت هابيك إلى الشرق الأوسط في 10 كانون الثاني/يناير. وستكون المملكة العربية السعودية إحدى نقاط زيارته. وحددت ألمانيا صادرات الأسلحة إلى هذا البلد عام 2018، بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، ومشاركة الرياض في الحرب في اليمن. وكانت نتيجة هذه الحرب واحدة من أسوء الأزمات الإنسانية في العالم.

والآن، بعد مرور أكثر من خمس سنوات، قررت الحكومة الألمانية إعادة النظر في موقفها. وكما قالت بيربوك خلال زيارتها لإسرائيل، فإن المملكة العربية السعودية تقدم مساهمة كبيرة في أمن إسرائيل، في أعقاب هجوم حماس على الدولة اليهودية في 7 أكتوبر 2023. وعلى وجه الخصوص، تكافح المملكة هجمات الحوثيين المدعومين من إيران على السفن في البحر الأحمر. وتعطل هجماتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار التجارة الدولية وتضر بالأمن الإقليمي.

وعلى وجه التحديد، أشار بيان بوربوك إلى نية تزويد السعودية بطائرات يوروفايتر، وهي مقاتلات متعددة المهام من الجيل الرابع. وتدعي أن الطائرات كانت تعترض صواريخ الحوثيين التي أطلقت من اليمن باتجاه إسرائيل. لدى السعوديين بالفعل 72 مقاتلة يوروفايتر في الخدمة. والمملكة المتحدة مستعدة لتزويدهم بـ 48 طائرة أخرى، لكن لندن تحتاج إلى موافقة برلين. ويرجع ذلك إلى أن يوروفايتر هو مشروع أوروبي مشترك، وتتمتع ألمانيا بحق النقض.

وتزعم صحيفة “تسايت” أن ألمانيا، على الرغم من الحظر المفروض، زودت السعوديين العام الماضي بسلع عسكرية تبلغ قيمتها أكثر من 44 مليون يورو. وأصدرت الحكومة الألمانية 48 تصريحًا، بما في ذلك توريد مكونات السفن الحربية للسعودية ، التي تم تصنيعها للمملكة في الولايات المتحدة. تهتم وسائل الإعلام بزيادة إمدادات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية على وجه التحديد مع وصول ما يسمى بائتلاف الإشارة المكون من الحزب الديمقراطي الاجتماعي واتحاد 90/الخضر والحزب الديمقراطي الحر إلى السلطة. ومع ذلك، بعد تسليم دبابات ليوبارد للسعوديين في عام 2010، أصبحت المقاتلات متعددة الأدوار هي المعدات العسكرية الجديدة عالية التقنية التي ستحصل عليها الرياض. بالإضافة إلى ذلك، في نهاية عام 2023، وافقت ألمانيا على توريد 150 صاروخًا مع تعديل جو-جو من طراز Iris-T بالأشعة تحت الحمراء إلى المملكة العربية السعودية.

تسببت عمليات التسليم المخطط لها للطائرات المقاتلة والصواريخ في ردود فعل متباينة في برلين. وتأتي الانتقادات من داخل الائتلاف الحاكم نفسه، وبالتحديد من ممثلي حزب الخضر، الذين فوجئوا للغاية بتصريح وزيرهم باربوك. تحدثت الرئيسة المشاركة للحزب ريكاردا لانغ بوضوح ضد مثل هذه الإمدادات في محادثة على محطة الراديو rbb. واعترفت ممثلة حزب الخضر في البوندستاغ بشأن القضايا العسكرية والسياسية بشكل مباشر بأنها فوجئت بفعل الحكومة. أخبرت مجلة “شبيجل” عن هذا. كما اتضح، كتبت مجلة “فوكس”، أن هذا القرار كان بمثابة صفعة على الوجه بالنسبة للعديد من الخُضر.

ومن المرجح أن تؤدي إعادة تقييم الحكومة لموقفها بشأن صادرات الأسلحة إلى إحياء آمال برلين في مشاريع جديدة وإمدادات بمليارات اليورو، في المملكة العربية السعودية حيث باتت الدول الغربية والصين وروسيا تسعى جاهدة  للحصول على تعاون مع المملكة مما يبشر بدور المملكة الاقتصادي الذي  بات ينظر إليها الجميع  كدولة تملك استقرار اقتصادي وثروات طبيعية ضخمة يمكن توظيفها في  خدمة الدولة والمشاريع الوطنية، بالاضافة الى القدرات العالية على ادارة المشاريع التنموية  الداخلية والخارجية  نتيجة الاستراتيجيات المتبعة في التنمية المستدامة للدول السعودية.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني