البحر الأحمر أصبح ميتاً!

البحر الأحمر أصبح ميتاً!

خالد العزي

     البحر الأحمر : أصبح ميتاً ولا  يمكن وقف هجمات الحوثيين…

أفاد ممثلو القيادات العسكرية الأمريكية والبريطانية عن تزايد نشاط الحوثيين اليمنيين الذين يهاجمون السفن في البحر الأحمر. كما أعلنت الجماعة نفسها عن نيتها توسيع عملياتها ضد الدول التي يعتقد الحوثيون أنها تساعد إسرائيل. في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للسفن، ظهرت في ترسانتها طائرات بدون طيار للأسطح البحرية وتحت الماء. في هذه الأثناء، وفي أعقاب العملية الأمريكية البريطانية لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، أطلق الاتحاد الأوروبي مهمته البحرية “أسبيدس” (“الدروع”). إلا أن هذه الإجراءات لم تساعد حتى الآن في تأمين الطرق البحرية، مما يؤدي إلى انخفاض حركة المرور في البحر الأحمر.

ونشرت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) ومكتب عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) التابع للبحرية البريطانية تفاصيل جديدة حول أنشطة الحوثيين. وكما يلي من بيان القيادة المركزية الأمريكية، في 19  شباط/ فبراير، أطلق الحوثيون صاروخين باليستيين مضادين للسفن باتجاه السفينة الأمريكية التي ترفع العلم اليوناني، Sea Champion، والتي أصيبت بأضرار، لكنها تمكنت من الوصول إلى ميناء عدن. وفي المقابل، سجلت UKMTO نشاطًا متزايدًا للطائرات بدون طيار على بعد 40 ميلًا بحريًا (حوالي 75 كم) غرب ميناء الحديدة اليمني.

وعلى هذه الخلفية، تحدث ممثل القيادة العسكرية للحوثيين، يحيى سريع، عن “نجاحات جديدة” في القتال ضد قوات التحالف الأمريكي البريطاني، الذي أعلن بدء عملية حارس الرخاء في 18 كانون  الأول / ديسمبر 2023 (ضمن في إطارها تنفذ القوات الجوية للبلدين غارات جوية واسعة النطاق على الأراضي اليمنية). وتحدث يحيى سريع عن الهجمات الناجحة على السفينة البريطانية روبيمار في خليج عدن، وكذلك على الطائرة الأمريكية بدون طيار MQ-9.

كما وعد المتحدث باسم قيادة الحوثيين “بمزيد من العمليات العسكرية النوعية ضد كافة الأهداف المعادية دفاعاً عن اليمن الحبيب ودعماً للشعب الفلسطيني”.ونفذت القوات الجوية الأمريكية والبريطانية أواخر الأسبوع الماضي سلسلة جديدة من الغارات على الأراضي اليمنية شمال مدينة الحديدة. وفي الوقت نفسه، اكتشف الحلفاء أن الحوثيين قاموا بتوسيع ترسانة الأسلحة المستخدمة لمهاجمة السفن. بعد العملية، ذكرت القيادة المركزية الأمريكية أن الجيش الأمريكي سجل لأول مرة وجود طائرات بحرية بدون طيار بين الحوثيين. ومن بين الأهداف التي تم ضربها خلال الغارات الجوية طائرة بدون طيار وطائرة بدون طيار تحت الماء.

في هذه الأثناء، أعلن الاتحاد الأوروبي في 19 شباط/ فبراير  إطلاق عمليته البحرية، التي أطلق عليها اسم “أسبيدس” (مترجمة من اليونانية “الدروع”). تم اتخاذ القرار خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وأشار البيان الختامي إلى أن العملية ستكون ذات طبيعة دفاعية وتهدف إلى “استعادة وحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر والخليج العربي”. وبحسب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، فإن القوات البحرية لدول الاتحاد الأوروبي (على عكس القوات الأمريكية البريطانية) لن تضرب مواقع الحوثيين في اليمن، لكنها ستقتصر على ضمان سلامة السفن في البحر الأحمر. : “تهدف مهمة Aspides إلى الحماية العسكرية لحركة المرور المدنية البحرية. السفن الإيطالية، مثل غيرها، ستتم حمايتها. وهذا يعني أنه إذا تم رصد طائرات مسيرة أو صواريخ، فسيتم إسقاطها”. تشمل منطقة عمليات عملية “أسبيدس” الطرق البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب وهرمز، والمياه الدولية للبحر الأحمر والبحر العربي، وخليج عدن، وخليج عمان، والخليج العربي،و فقًا لوزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، فإن قيادة عملية أسبيديس عُهد بها إلى ثلاث دول – اليونان وإيطاليا وفرنسا.

وتبلغ ميزانيته للسنة الأولى 8 ملايين يورو. وتقترح بودابست أيضاً النظر في مسألة تخصيص جزء من أموال صندوق السلام الأوروبي لتعزيز أمن الساحل اليمني، والذي كان من المقرر أن يستخدم، كما نذكر، في بروكسل لتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.

وعلى الرغم من أن الحلفاء الغربيين يزيدون الضغط العسكري على الحوثيين، إلا أن الهجمات المستمرة على السفن التجارية تشير إلى أنه لن يكون هناك حل سريع للمشكلة. وفي هذا الصدد، فإن الصراع، الذي يشمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، قد يطول أمده مع تزايد التكاليف الاقتصادية والسياسية للدول التي تحاول دون جدوى تحييد الحوثيين. وكانت إحدى العواقب بالفعل هي الانخفاض الحاد في نقل البضائع في البحر الأحمر.

وإدراكًا لاحتمالات التهديد، يواصل الحلفاء الغربيون القيام بالمزيد والمزيد من الإيماءات تجاه الحامي الرئيسي للحوثيين اي  إيران.  ومن جهته يعتقد  جاك  سوليفان مستشار الامن القومي الامريكي  بان التهديد الإيراني للمنطقة هو حقيقي و  ان الضربات الامريكية  لها تأثيرا كبيرا  في اضعاف قدرات  المليشيات  ومنعها من المهاجمة للسفن والمواقع الامريكية  ويشدد بانه مع استمرار الضربات ستكون امريكا  قادرة على توجيه رسالة واضحة وقوية من الرئيس بايدن للمليشيات  بأنه مصمم على  استعادة الردع بعد التماهي  الذي حصل سابقا واستخدمته المليشيات باتجاه امريكا…

ويبقى السؤال المطروح هل يكفي  استهداف امريكا للمليشيات التي تأتمر من ايران ، بظل تفادي الرئيس بايدن التصعيد المباشر مع ايران .لان واشنطن فشلت في تحقيق الردع  طهران من عام 2021  لاعتمادها فقط على ضربات محدودة ضد المليشيات  الايرانية .

والحرب الحالية تؤكد ضعف قدرة بايدن على الرد  يوكدها  (مايك بانس ومايك بومبيو)  في مقالهما الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال حيث وصفا سياسته نحو ايران :” بانها سياسة استراضائية فاشلة وهذه الضربات لن تحقق شيء لامريكا ولن تضعف قدرات المليشيات المستمرة بالتصعيد اليومي”.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني