ضربة إسرائيل “الضعيفة” لإيران مقدمة لحرب إقليمية أم رفع لمستوى قواعد الاشتباك؟!
سمير سكاف
هل تسعى إسرائيل بردها على الرد الإيراني إلى إشعال الشرق الأوسط؟ أم أنها تريد رفع مستوى الخطوط الحمراء “السابقة” التي سبق وتخطتها، كما تخطتها إيران بالرد الأول؟
ما يبدو هو أن الردود الإسرائيلية هي أبعد من مجرد ضربات محدودة! بمعنى أنها تدخل، بالنسبة للإسرائيليين، في إطار “تأمين أمن” اسرائيل، باستهداف مواقع وأشخاص يلحقون بأمنها أضراراً جدية!
ومع ذلك، فإن الضربة الإسرائيلية لم تكن شاملة بعد! وهي جاءت محدودة وضعيفة، حتى برأي بعض الإسرائيليين أنفسهم! فالرد الإيراني كان أكثر شمولية وبرقعة أكثر اتساعاً من أهداف الضربة الإسرائيلية، على الرغم من فعالية أكبر للضربات الإسرائيلية، خاصة بإسقاطها 16 ضحية في قصف القنصلية الإيرانية في سوريا!
ولكن قد تتحول هذه الضربات الإسرائيلية إلى شرارة لإشعال الشرق الأوسط برمته، بتوريط الولايات المتحدة “للدفاع عنها” بحربها “الوجودية”، إن باستهداف إيران مباشرة أو باستهداف أذرعها في المنطقة، وفي مقدمهم حزب الله، بعد التخلص من حماس!
إيران، ومن زاوية أنها لن تدع الاعتداءات الإسرائيلية تمر من دون رد، ستعمد إلى الرد من جديد. وسيكون لكل جانب الرد على الرد… في قواعد اشتباك جديدة، أكثر خطورة، أكثر فعالية، ولكن دائماً في إطار الأهداف العسكرية فقط!
وعلى الرغم من أن الضربات المتبادلة مع إيران قد تجر على المنطقة حرباً بويلات كثيرة، إلا أن اقتحام رفح، الذي تحجبه الأخبار الأكثر “إقليمية”، ما يزال فوق صفيح ساخن جداً!
اقتحام رفح ما يزال أولوية إسرائيل. وتأخير الاقتحام، هو في محاولة تأخير إسرائيل اتخاذ قرارها بإعدام ما تبقى من الأحياء الباقين من أسراها لدى حماس، البالغ عددهم حوالى 95 أسيراً.
تدرك حماس أن هؤلاء الأسرى لديها هم المخرج الوحيد الممكن لتأخير اقتحام رفح مع المجازر الإسرائيلية المرتقبة فيها، كما لتحديد مصير قادتها بعده. وهي نجحت حتى الآن في معركة كسب الوقت قبل … طوفان نيران الاقتحام!
Visited 27 times, 1 visit(s) today