الاحتفالية في التاريخ والاحتفالية في الجغرافيا

الاحتفالية في التاريخ والاحتفالية في الجغرافيا

د. عبد الكريم برشيد

فاتحة الكلام
       إنني أقول الاحتفالية في التاريخ، وأقول التاريخ في الاحتفالية. ولا أقول تاريخ الاحتفالية، وأقول هذا وأنا متيقن بأن الاحتفالية الصادقة هي الموجودة في الأجساد الصادقة وفي النفوس الصادقة وفي الأرواح الصادقة، ومن أراد أن يبحث عن هذه الاحتفالية في الطبول وفي المزامير وفي الأزياء والأقنعة الكرنفالية وحدها. فإنه بالتأكيد لن يجدها. وقد يجد ما يشبهها. وما هو ظاهرها وما هو مظهرها الخارجي والبراني، والاحتفالية الحقيقية هي روح الإنسان الحي. وهي روح المدينة المتمدنة. وهي روح التاريخ المتجدد في العيون المتجددة وفي الحالات المتجددة.
إنني أعرف أن فعل الاحتفال هو ابن لحظته وهو ابن ساعته وهو ابن مناخه. وأعرف أن تاريخ الاحتفالية ليس تاريخا واحدا. وهو بهذا موت حالات ومولد حالات أخرى، وهذا ما يجعلني أؤكد دائما على الحقيقة التالية، وهي أن تجربتنا المغربية العربية هي واحدة من احتفاليات الإنسان عبر التاريخ. هي واحدة ففط، وأنها في صيغتها الجديدة، وفي عمرها الجديد، مازالت في بداياتها الأولى. وأنها بهذا لم تكتمل بعد. وشخصيا فإنني أتمنى ألا تكتمل اليوم أو غدا. وأن تظل مشروعا فكريا وجماليا واخلاقيا يتجدد بتجدد الأيام، وبتجدد الأعوام، ويتنوع بتنوع الأقوام في أعمارها اللامتناهية، وبهذا فهي احتفالية، أو احتفاليات ناقصة وغامضة وغير تامة وغير مكتملة وغير محددة ولا محدودة، ولقد رددنا، نحن عشاق هذه الاحتفالية وخدامها. مع الشاعر الذي قال: (وهل ينقص البدر إلا حين يكتمل؟).
ويحزننا أن ينقص بدر الاحتفالية. وأن يضيق حجم الفرح في سمائها، وأن يقل عدد الفرحين والمعيدين في أعياد الحياة..
ونحن في هذه الاحتفالية نرى نفس ما رأه ذلك المغربي الذي طلب الاحتفال في بغداد. والذي آمن بأن كل بلد فيه الاحتفال والعيد والتعييد فهو بلد قريب وهو بلد جميل.
وبعد كل بحثنا وعلمنا وفكرنا واجتهادنا ونضالنا، فإننا لم ندرك روح وجوهر هذه الاحتفالية بعد، ولقد عرفنا شيئا، وغابت عنا أشياء أخرى كثيرة جدا. ولعل أجمل ما عرفناه فيها. هو تلك اللحظات التي عشناها. والتي أغنت أرواحنا بالمشاهدات وبالمقامات وبالحالات بالخيالات الجميلة والنبيلة.
ومن ينتظر أن تكتمل هذه الاحتفالية. وأن تنتهي بعد أيام أو أعوام. وأن تسكت عن الكلام المباح، فهو واهم. لأن القمر الذي ينقص. يعود هلالا من جديد. ويسعيد اكتماله من جديد. وهكذا هي الاحتفالية دائما، هي فعل جديد ومتجدد إلى ما لا نهاية.
وما يهمني الاحتفالي هو أن يبحث في الأيام عن لحظة فرح. وهو يعيش هذه اللحظة في حينها من غير أن يفكر في القبض عليها أو في اقتناصها. وهو يدرك أن الأشياء الكاملة لا تحتاج لمن يكملها، ويعرف أنه في اكتمال هذه الاحتفالية نهايتها وموتها بكل تاكيد. ولذلك فقد حرصنا – وعلى امتداد عقود طويلة جدا – على أن تظل هذه الاحتفالية عند درجة التأسيس وعند درجة إعادة التاسيس وعند درجة الصفر من الوجود والكينونة.
ونحن في هذه الاحتفالية نسعى دائما من أجل أن نعرف التاريخ، وأن نعرف متغيرات التاريخ، وأن نحذر من مكر التاريخ. ولقد أكدنا دائما على أن التاريخ الحقيقي الذي يهمنا، ليس هو ذلك التاريخ الموجود في ذلك الماضي الذي كان، ولكنه ذلك التاريخ الآخر، والموجود أساسا في الأتي الممكن. غدا أو بعد غد أو في يوم من الأيام أو في عام من الأعوام..
 
الاحتفالية حدث جديد في العالم المتجدد
    وما نعرفه وندركه هو أن هذه الاحتفالية قد قرأت التاريخ بشكل جيد. وأنها قد تفاعلت مع حركاته ومع منعطفاته ومع هزاته العلمية، ومع انقلابات الفكرية والجمالية، وتجاوبت مع جده وهزله. ومع وضوحه وغموضه. ومع كائنه وممكنه، ولعل هذا هو ما جعل الاحتفالي يكتب كتابا. ويعطيه اسم: (الاحتفالية وهزات العصر). وفي هذا الكتاب يقف الاحتفالي عند التمفصلات والمنعطفات والاختبارات والتوجهات الكبرى في تاريخ الآداب والعلوم والفنون والاكتشافات الجديدة. وفي هذه المخاطرة العلمية لا يؤكد الاحتفالي على الوقائع والأحداث. ولكنه يؤكد على الهزات وعلى الانقلابات وعلى الثورات المعرفية التي جددت التاريخ المعاصر. والتي تجدد بها هذا التاريخ. فكريا وعلميا وفنيا وجماليا وتقنيا وأخلاقيا وفي مختلف حقول الحياة اليومية، وفي إهداء هذا الكتاب ترد الكلمة التالية:
(إلى كل صناع الهزات الحقيقية في التاريخ، سواء في المعرفة أو في الفكر أو في الفن أو في الصناعة أو في السياسة النبيلة.. إليهم كلهم أهدي هذا الكتاب).
وفي قراءة الاحتفالية للتاريخ. بكل محمولاته الأدبية والفنية والفكرية والعلمية، يحضر العقل والعقلانية في التنظير الفكري. ويحضر القلب والوجدان والخيال في الإبداع المسرحي، وهذا ما جعل هذه الاحتفالية تستوعب عصرها. بكل أسئلته ومسائله. وبكل أبعاده ومستوياته. وبكل رهاناته واختياراته..
وأن هذه الاحتفالية، في طبعاتها الجديدة والمجددة والمتجددة، وباعتبارها حركة شعرية عاقلة ومسافرة، قد أكدت دائما على أن (بإمكانها أن تسلك مسالك الأحلام والأوهام في الإبداع الأدبي والفني، ولكنها في مجال البحث عن الذات لا يمكن أن تقيم إلا في العقل).
وهي بهذا احتفالية إنسانية. ولا معنى للإنسانية بدون وجود الإنسان. وهي احتفالية حية أيضا. ولا معنى للحياة بدون حيوية متجددة، وهي مدنية أيضا. في بنياتها الحضارية والاخلاقية. ولا معنى لوجود مدنية بدون مدينة حقيقة. تتجاور فيها الأجساد. وتحارب فيها العقول. وتتكامل فيها المصالح والمنافع.
وفي هذا التاريخ الاحتفالي، والذي اختارنا قبل أن نختاره. توجد ممالك ومسالك بعدد لا يحصى. وفيه يحضر سائرون ومقيمون. وفيه مشاهدات صادقة وأخرى كاذبة ومضللة. ولقد حرص الاحتفالي على ألا يعتمد في فعل الأبصار على الحواس وحدها. لأن (الحواس تخدع، وهي مجرد آلة للقبض على الحقيقة، وهي أيضا. مجرد آلة من آلات الإدراك والإبصار، وعليه، فإن كل ما نراه، لا يمكن أن يكون حقيقة، وقد كان ضروريا بالنسبة لهذه الاحتفالية، أن تحذر من المسالك الخادعة والمضللة، وأن تحرص على ألا تسقط في المهالك).
وفي هذه المسالك أيضا فاعلون ومتفرجون. وفيه أنبياء صادقون ودجالون مزيفون، وفيه مصلحون ومفسدون، وفيه عرافون وجاهلون. وفيه مدعون .
وإن ظهور هذه الاحتفالية. أولا من خلال بياناتها، ومن خلال إبداعاتها الأدبية والفكرية، ثم بعد ذلك من خلال جماعة المسرح الاحتفالي. قد كانت بالأساس حدثا في التاريخ الإنساني العام. وإلى جانب ذلك كانت لحثا مسرحيا جادا في تاريخ المسرح المغربي والعربي بشكل خاص. وفي هذا المعنى يقول الاحتفالي:
( إن هذه الاحتفالية الحدث لم تكن فعلا عابرا في التاريخ الحديث، وذلك لأنها ( أول حركة منظمة في تاريخ المسرح المغربي، وهي تتجذر في رغبة العودة إلى الأصالة، تلك العودة التي واكبت الشعور بالخيبة أمام المسرح الرسمي)، ولقد كان الرأي هو رأي الأستاذ عبد الإله الهاشمي، والذي سجله في آخر السبعينات من القرن المتداضي في مجلة (وليلي) بمدينة مكناس..
 
الاحتفالية الحديثة هزة من هزات العصر الحديث
    وفي مقدمة كتاب (الاحتفالية وهزات العصر) يقول الاحتفالي:
(لقد اخترت الاحتفالية موضوعا لكتابي هذا، وقبل هذا أعتيرتها منطلقا لوجودي ولفلسفتي في الوجود، ولقد انطلقت من من اعتبار أن هذه الاحتفالية هي منظومة من القيم أولا، وأنها حدث في التاريخ الحديث ثانيا، وأنها ظاهرة من ظواهره المتعددة ثالثا، وأنها هزة من هزاته العنيفة والقويةرابعا، وأن مثل هذا الاختيار له بالتأكيد اسئلته، وله أجوبته، وله خلفياته التي يضمرها).
وهذه الاحتفالية. وبخلاف ما قد يرى البعض، ليست مجرد صيغة مسرحية مختلفة ومخالفة. وهي أساسا (حركة قبل كل شيء، حركة فكرية داخل التاريخ العام، ولأنها حركة فهي تعادي السكون والثبات، وهي لذلك تمتلك – مثلها مثل كل هزات العصر الحديث – القدرة على التغيير والتغير، وعلى التجديد والتجدد، وعلى الفعل والانفعال، فهي نظام وليست فوضى، وهي فعل متجذر في تربة الأيام والليالي، وفي تربة الثقافة المعاصرة، وذلك بكل روافدها ومكوناتها المختلفة، ولأنها منجذبة إلى المستقبل والممكن، فهي حركة مستقبلية بالضرورة، ولأنها تتجاوز الواقع الظاهر إلى الحقيقة المضمرة، فهي حركة سوريالية، وذلك في جانب من جوانبها، ولأنها مرتبطة – نفسيا وذهنيا وروحيا – بالمتعالي وبالمقدس، فهي حركة صوفية، أو شبه صوفية، ولأنها تنطلق من النحن ومن الآن ومن الهنا، فهي حركة تأسيسية بالضرورة. إنها تؤسس ذاتها، أو ذواتها الممكنة، وذلك اعتمادا على ذاتها الكائنة، والتي تتجدد أساسا في الذاكرة الشعبية وفي الوجدان الجماعي وفي ذلك التاريخ الحي، والذي نجد له ظلالا، مادية ومعنوية وامتدادات في الآن/ هنا، وأيضا في ذلك الذي كان هناك، وذلك في الأزمان الأخرى وفي الأمكنة الأخرى).
وهذه الاحتفالية لم تظهر في الفراغ ولا في اللامكان ولا في اللازمان، ولكنها ظهرت في التاريخ. البعيد والقريب معا، ولقد تفاعلت مع معطيات كثيرة من مراحل هذا التاريخ. ولقد أثبتت الأيام بعد الأيام والأعوام بعد الأعوام بأن هذه الاحتفالية لم ينكرها التاريخ، ولم يتنكر لها التاريخ. ولقد خاصمها بدون وجه حق كثير من أصحاب الرؤية المحدودة وأصحاب العين الواحدة. ولكن الواقع اليومي والتاريخي لم ينكرها. ولم يتنكر لها. وفي هذا اعتراف بأنها قد جربت وصحت. وأنها تماشي الحق والحقيقة ولا تعاكسهما. ولا تمشي في الاتجاه التاريخي المعاكس والخاطئ.
وتاريخ هذه الاحتفالية، هو بالتأكيد تاريخ الفكر الاحتفالي. والذي هو تاريخ قديم جدا، والمسرح الاحتفالي ما هو إلا قراءة حديثة وجديدة لهذا التاريخ الاحتفالي الواسع والعريض والعريق، وكل ما فعلناه نحن. في تاريخ هذه الاحتفالية، هو أننا قرأنا المسرح في ضوء خليته الأولية والأساسية والمؤسسة، والتي يمثلها فعل الاحتفال. هذا الفعل الذي رافق الإنسان عبر مسيرته التاريخية. والذي كان شاهدا على أفراحه وعلى أتراحه، والذي أظهر بلغة الملموس والمحسوس أفكاره المجردة. وجسد أحلامه واوهامه ومخاوفه وآلامه وآماله بلغة مسرحية فيها حكي ومحاكاة. وفيها كلمات وعبارات. وفيها صور ومشاهدات.
وهذا الاحتفال. الناطق والصادق والشاهد بالحق، هو الذي استنطقه وكلمه الاحتفالي. وهو الذي أصبح مسرحا قريبا من الإنسان ومن حياة الإنسان ومن تاريخ الإنسان ومن مدنية الإنسان ومن مجتمع الإنسان ومن تاريخ الإنسان والإنسانية.
ثم إن التاريخ الحقيقي الذي يهمنا. في الفكر الاحتفالي وفي الإبداع الاحتفالي، ليس هو الموجود في الماضي الذي كان، ولكنه ذلك التاريخ الآخر، والموجود أساسا في الآتي الممكن. غدا أو بعد غد. أو في يوم من الأيام.. ولعل هذا هو ما جعل الاحتفالي يعطي لحركته النهضوية اسم (الاحتفالية المتجددة) وجعلها فعلا غير قابل لأن تلحق به القدامة.
 
عن تاريخ الاحتفالية الذي لم يبدأ بعد
    التاريخ الحقيقي للاحتفالية لم يبدأ بعد. هكذا قلنا في الأيام الماضية،. وهكذا نقول اليوم. وهكذا سوف نقول في مستقبل الأيام والأعوام، ونحن نمثل درجة الصفر غي تاريخ هذه الاحتفالية الموسعة والغامضة والسخرية. والتي تنتظر من يعرفها ومن يفهمها، ومن يفكر فيها، ومن يترجمها إلى مسرح وإلى شعر وإلى تشكيل وإلى مختلف الفنون والآداب الحديثة والمعاصرة المختلفة.
ويؤكد الاحتفالي على أن العد التأسيسي. الذاهب إلى الأمام والصاعد إلى الأعلى. هو أحسن مليون مرة من العد العكسي. والذاهب إلى الخلف والنازل إلى الأسفل والمتجه نحو المجهول..
ونحن في هذه الاحتفالبة لا نقول مع الأمريكي مقولته المتعلقة بنهاية التاريخ. ولكننا نقول قولة الاحتفالية. والتي تبحث في التاريخ (المنتهي) عن بدايات أخرى جديدة ومجددة للتاريخ الإنساني المتجدد. والتي تبحث في الأيام والأعوام عن العيد. والذي هو الحياة بصيغة أخرى. وهو الوجود بزي جديد، وبلون جديد وبطعم جديد وبروح جديد.
وجوابا على سؤال صحفي لسمية زياش بالجزائر، عن المطلقات الفكرية والجمالية للمسرح للمسرح الاحتفالي أقول ما يلي:
(المنطلقات هي أساسا منطلقات فكرية. ولأنها احتفالية فهي رؤية للعالم، رؤية احتفالية عيدية، فيها ألوان. فيها أشكال، فيها اأجام، فيها أضداد متعددة، موت وحياة، وفرح وحزن، ونور وظلام، وبالتالي فإن هذه الرؤية الاحتفالية للعالم هي التي اتبناها شخصيا، ويقاسمني هذه القناعة مجموعة من أصدقائي الذين أسسنا جميعا جماعة المسرح الاحتفالي).
وجوابا عن طبيعة المسرحية الاحتفالية يقول نفس الاحتفالي ما يلي: بأن المسرح الاحتفالي (يحاول أن يكون بعيدا عن العرض، وأن يكون قريبا من الاحتفال؛ فالعرض هو أن نعرض شيئا يتفرج عليه. أما الاحتفال فهو شيء نشارك فيه، نقتسمه مع الآخرين، وبالتالي فإن المسرح الذي نقترح نريده (مسرحا) قائما على المشاركة الوجدانية، وعلى التفاعل، وعلى إحياء حفل مسرحي الآن هنا، وأن لا نحكي للناس عن زمن مضى، وألا نفصل المسرح عن الصالة، وألا نفصل بين الزمنين (الماضي / الحاضر) ولا بين المكانين (مكان الحكي والحكاية ومكان المحكي لهم) ولا القضية المطروحة، وأن نجعلها قضية الآخرين، وإننا نكتفي فقط بأن نتفرج عليها).
 
آخر الكلام
    النفس الأسبق في هذه الكتابة كان بعنوان (من يتكلم في كلام الاحتفالية؟) ولقد أكدت فيه بأنني في كل هذا الذي أكتبه لا أكتبه وحدي، ولا أريد اليوم أن أختتم هذا الكلام الجديد وحدي. لأن الاحتفالي لا يسافر وحده. ولا يكتب وحده، ولا يفكر وحده. ولهذا فإنني أدعوكم لأن تنصتوا لثلاثة أصوات لها علاقة فكرية ووجدانية وفكرية بالاحتفالبة، الصوت الأول للممثل المسرحي والتلفزيوني الجاد والمجدد جواد العلمي. والذي اقتسم معي رحلة احتفالية عنوانها (الإقامة البهلوانية) والتي كانت من إخراج الفنان المثقف والموسوعي والجامعي د. عبد المجيد شكير، وفي كلمته القصيرة والمعذرة يقول جواد العلمي:
(من خلال ممارستي المتواضعة للاحتفالية خبرت البعد السحري الذي تمتاز به لتفسير التناقضات والإشكالات والمفارقات، أما الطقس الاحتفالي المتمثل في التقمص للشخصية الاحتفالية فيرقى بك إلى نشوة روحية وعقلية ونفسية تجعلك تؤثر في المتلقي.. دمت مبدعاً احتفالياً أصيلا).
أما الفنان والمثقف الاحتفالي الصادق. عبد الإله لحسايني. والذي تابع فكريا ووجدانيا كل الكتابات الاحتفالية، فإنه يقول في إحدى كلماته:
(أود أن أشكرك على طرحك العميق لفلسفة المسرح الاحتفالي. رؤيتك التي تجمع بين الحرية الفنية والجمالية في المسرح وبين الاحتفال بالحياة والثقافة تضفي بُعدًا إنسانيًا وفكريًا فريدًا. الاحتفالية ليست مجرد مسرح، بل هي تجربة شاملة تدعو للتفاعل والتجدد، وهي بلا شك إسهام كبير في تطوير المسرح العربي).
ومن كردستان العراق. ومن مسرحه الاحتفالي. ومن رؤيته الإنسانية والكونية العيدية ياتينا صوت مسرحي كبير وخطير. والذي هو صوت المخرج المسرحي إرسال درويش. والذي سعدت بلقائه في مدينة أربيل هو ورائد المسرح الاحتفالي اخونا وصديقنا الأستاذ أحمد سالار. وقبل هذا التاريخ قدم لي مسرحية (اسمع يا عبد السميع) وأعطاها من روحه ووجدانيا شيئا كثيرا من روح الثقافة الكردية، وفي أحد تعليقاته على كتاباتي الاحتفالية يقول:
(نعتز بأن تكون معلمنا المسرحي.. تحية من كوردستان والكثير من الاحترام والتقدير).
أما أنا فأقول له إنني أعتز بأن تكون الاحتفالية معلمنا. وأن تكون مدرستنا. وأن تكون نظامنا في الحياة وفي التفكير وفي الإبداع الجمالي..
Visited 9 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. عبد الكريم برشيد

كاتب مغربي