الصورة المعكوسة للجزائريين في فرنسا

الصورة المعكوسة للجزائريين في فرنسا

 تولوز- المعطي قبال

          في المهجر، صورة أي بلد هي مواطنونها. لما ينقض شخص ما مسلحا بسكين او مسدس على المواطنين الأبرياء في الشوارع، محطات القطار أو الأماكن العمومية، تسارع وسائل الإعلام إلى ذكر أصوله وانتماءاته الإثنية، للإشارة أن العنف والإرهاب فعل مستورد من طرف الأجانب، وأن جنسية هذا أو ذاك محايثة للعنف ورديف لها. خلال الأسابيع الأخيرة يحتل الجزائريون صدارة الواجهة السياسية والإعلامية الشيء الذي يجعل من الجزائر بؤرة عنف مستدام. تغطي هذا العنف عدة ميادين: المخدرات، الإرهاب، السرقات والسياسة.

في مجال المخدرات القت السلطات الرومانية القبض في  22 فبراير 2025،  على محمد عمرا، أحد أباطرة المخدرات. وقد تم تسليمه إلى فرنسا في 25 فبراير. والسجل القضائي لعمرا الملقب بـ «الذبابة» حافل بالإجرام من سطو وسرقات واعتداءات، وقد خاض في هذا المشوار وهو لا يزال في سن الحادية عشرة من عمره.

 تضافرت جهود أكثر من جهاز مخابراتي في أوروبا والمغرب لاعتقاله، وقد ضلل به هاتفه النقال. ستكون محاكمته حدثا سياسيا قد تثار فيه الجزائر، الهجرة الجزائرية ولا سيما سياسة الانسياب الفرنسية تجاه الجزائريين بحيث يدخلون البلد من دون تأشيرات. اليوم مع وزير الداخلية ووزير العدل المقربان من اليمين المتطرف تغيرت ملامح الاستقبال وستعرف تشددا في الأشهر القادمة. هذه المعطيات وغيرها ستكون في صميم النقاش الذي سيرافق محاكمة محمد عمرا.

  العنصر الثاني وهو من أصول جزائرية، هو مهدي نموش، الذي التحق بسوريا ليعمل جلادا محترفا حيث عذب أربعة من الصحافيين الفرنسيين. بعد اعتقاله على إثر الهجوم على متحف يهودي ببروكسل صدر في حقه حكم بالسجن المؤبد. ثم طالبت فرنسا بتسلمه لمحاكمته في قضية الأسرى الفرنسيين. ابتداء من 17 من هذا الشهر، 

بدأت في باريس محاكمة خمسة أشخاص ينتمون لتظيم الدولة الإسلامية. وينتمي نمو ش لهذه القائمة بعد اختطاف، احتجاز وتعذيب أربعة صحفيين فرنسيين بسوريا بين يونيو 2013 وأبريل 2014. العنصر الثالث وهو جزائري ايضا، ويدعى إبراهيم بسوابق عدلية ومدرج على قائمة الترحيل والارهاب طعن بسكين شخصا توفي على إثرها فيما أصاب أشخاصا آخرين. وقد اعتقلت الشرطة عناصر آخرين في إطار تحقيقها في الهجوم. قبل هذه الوقائع التي يرجع بعض منها إلى أشهر خلت، نشب صراع بين فرنسا والجزائر على خلفية مجموعة من المدونين الجزائريين تطاولوا على فرنسا وهددوا معارضين للنظام الجزائري ويوجد البعض منهم رهن الاعتقال في انتظار محاكمتهم.

هذا في الوقت الذي لا تزال فيه السلطات الجزائرية تلاحق المعارضين وتقفل على بوعلام صنصال المصاب بسرطان والمضرب عن الطعام دون الحديث عن رفض استقباله للعناصر المطرودة من فرنسا. في هذه الأزمنة ليس من السهل والهين على الجزائريين ان يتعرفوا على صورتهم في المرآة.

على أي فالعلاقات مرشحة لعودة المكبوت و استفحال سياسة شد الحبل.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".