الخطاب السياسي لـ”لثنائي” في انتخابات دوائر الجنوب

الخطاب السياسي لـ”لثنائي” في انتخابات دوائر الجنوب

حسين عطايا

منذ ما بعد الطائف، يتربع الثنائي “أمل – حزب الله” ويحتكر تمثيل دوائر الجنوب منذ العام 1992 ولتاريخه، من دون أي تغيير أو تبديل في أسماء النواب إلا قليلاً أو نادرا،ً وفي انتخابات هذا العام نواب “حزب الله” هم أنفسهم دون أي تغيير أو تبديل، بينما نواب “حركة أمل” تم تغيير طفيف بقائمتهم، حيث أن النائب ياسين جابر عن “قضاءالنبطية” عزف عن الترشيح أو “عزفوه” عن الترشيح، وتم استبداله بأحد اقاربه من ذات العائلة. وكذلك النائب أنور الخليل عن “قضاء حاصبية مرجعيون”، وتم ترشيح ابن اخته المصرفي مروان خير الدين، أما باقي النواب، ولأن إنجازاتهم فاقت الوصف، تم الإبقاء عليهم، نتيجة ما يشهده الجنوب من ازدهار ومشاريع تنموية مستدامة بأمنها ووفرها الثنائي العظيم.

 وفي كل انتخابات تبدأ معزوفة تخوين المعارضين ممن يُعبرون عن اقتراعهم لغير الثنائي، أو من يترشح في وجههم، حيث تبدأ المعزوفة. وقد صرح هذا الأسبوع النائب محمد رعد رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” التابعة لـ”حزب الله”: “يريدون الأكثرية ليطبعوا مع العدو الاسرائيلي.. إلى أن أخذت هذا العام بُعداً دينياً قُرأنياً، كما وصفها السيد ابراهيم أمين السيد القيادي في “حزب الله”، حيث قال منذ أيام: “الانتخابات فرصة عبادية.. كما الصلاة في المساجد”، هذا عدا عن تصاريح العديد من قيادات “حزب الله” كالشيخ نعيم قاسم، الشيخ نبيل قاووق  السيد هاني صفي الدين، وحتى السيد نصرالله بذاته”. 

 ولكن الأهم وعلى غير عادته انضمام الرئيس بري لهذه الجوقة هذا العام، حيث قال مساء الأمس الجمعة، في الأول من نيسان- أبريل، وفي دارته في المصيلح أمام حشود من أبناء “حركة أمل”، ومن خلال كلمته في إطلاق الماكينة الانتخابية في دائرة الجنوب الثانية “صور – الزهراني”، بأن  المعارضة رصدت ثلاثين مليون دولار لانتخابات هذا العام في هذه الدائرة تحديدا لكسر “حركة أمل”، وأردف قائلاً: لو أقاموا مشروعاً تنموياً لكنت صوت لهم”، وهنا كل الجنوبيين يعلمون كيفية ترشيح المعارضين، وماهية ما يمتلكون من قُدرات اقتصادية ومالية لا تُساوي صِفراً أمام ما يمتلكه الثنائي، وخصوصا عملية شراء الذمم من قبل الثنائي عبر بطاقات سجاد واستشفاء ومليوني ليرة شهريا وكراتين الإعاشة وغيرها من مغريات.

هنا نُذكر الرئيس بري، لأنه قد يكون سقط سهواً عن باله بأنه رئيس لمجلس النواب اللبناني منذ العام 1992، وبذلك، يتبع له مجلس الجنوب، وما أدراكم مجلس الجنوب وموازناته الكبيرة سنوياً منذ ذاك التاريخ وليومنا هذا، وقد تناسى سعادته بأنه يقبض على مقاليد السلطة التي توزع كل ليرةٍ لبنانية أو دولار في مناطق الجنوب، وبالطبع يجب مساءلته عن مؤسسات زوجته من أين لها هذا؟؟؟ وتلك الممتلكات والأراضي التي تملكتها منذ أن اصبح رئيسا لمجلس النواب، ونفوذه السياسي وغيره من وسائل وأساليب، وأيضا هل يُخبرنا عن الأموال الطائلة التي يتسلمها ابنه عبدالله، وخبرية المُجمع الذي يبنيه بالقرب من تول – كفرجوز؟، ونُذكر سعادته عن مشروع الساحلي القريب من نهر الليطاني، ولماذا بعد بنائه وتجهيزه أغلقه ونقل معداته إلى أبيدجان؟ وهنا علينا تذكير سعادته بأن السيدة 51 % طلبت أن تكون شريكةً مضاربة بواحد وخمسين بالمئة وفرض أعداداً من العمال التابعين لها؟ هل يعرف حضرته لو هذا المعمل قُدر له أن يعمل ماهي قدرة هذا المعمل على خلق دورة اقتصادية كاملة يستفيد منها أهل الجنوب ولبنان، ولم يكن ليُصبح موسم حمضيات الجنوب تحت رحمة تُجار وسماسرة التسويق والتصدير؟؟ 

هل يتذكر سيادته “مشروع اسكندرونة” لإقامة منتجع سياحي،  لماذا توقف؟؟ وهل يعلم سعادته كم كان لهذا المشروع من فائدة على الجنوب عموماً ومنطقتي صور الزهراني خصوصاً؟؟ ولنذكر سعادته أن المشروع  توقف  لأن عقيلته المصون تُريد أن تكون شريكةً مُضاربة بواحد وخمسبن بالمئة فقط، هذا غيض من فيض المشاريع التي لم يتم تنفيذها فقط لأن إحداهن تُريد المشاركة بواحد وخمسين بالمئة، وكل أهل الجنوب ولبنان يعرفون هذه التسمية لمن تعود.

 وهل يتذكر سعادته أموال تعويضات خرب العام 2006 أين ذهبت ولجيوب من وكيف صُرفت؟؟؟

وهنا السؤال لجانبه العزيز على مدى ثلاثون عاماً ما هي المشاريع التنموية المنفذة من قِبلكم غير بناء المدارس وهي غير مستعملة لتاريخه بالنظر لعدم وجود طلاب فيها ولها وكم يُصرف سنوياً على ترميمها ومن حساب من، وكيف تم تلزيمها ومن هم المقاولين المحظيين الملتزمين ومن يقف خلفهم ويُشاركهم  بالعائدات والارباح الخيالية، وهل نُذكر سعادته عن المستشفى القطري والذي وهبته دولة قطر لمدينة صور ومنطقتها ولكي يحسم الخلاف مع شريكه في الثنائية حزب الله قرر نقلها إلى بيروت ولليوم لا أحد يعرف أين هي؟

 هذا من جانب الرئيس بري.

أما من جانب الشريك في الثنائية “حزب الله”، هل يتذكر الرئيس بري بما أنه شريكٌ في الثنائية، ماهي المشاريع التنموية التي أقامها شريكه “حزب الله” في مناطق الجنوب، على الرغم من كمية الأموال الضخمة التي أتت من إيران بعد حرب 2006 كتعويضات لأهل الجنوب أين صُرفت، وبجيوب من دخلت وماهي المشاريع التي تم إقامتها؟؟؟  

وهل يتذكر الرئيس بري كونه شريك في تلك الثنائية، والتي تتخذ من أهل الجنوب رهينة حصرية لصالحهم عن تعويضات كل الحروب منذ العام 1993، مروراً بحرب 1996 وصولا إلى حرب العام 2006، لو راجع سعادته كشوفات مجلس الجنوب لاكتشف كمية الغش والخداع التي طالت أهل الجنوب عموما ومنطقتي صور الزهراني خصوصاً. حضرة الرئيس نبيه بري وشريكه في الثنائية “حزب الله”، نعم تخوفكم من عدم وجود رغبة عند الجنوبيين في المشاركة في الاقتراع في الخامس عشر من أيار- ماي 2022 في محله، ولكن بدل توجيه التهم للاخرين وتلفيق أخبار ودعايات ليست صحيحة بل تُجافي الحقيقة كاملة، وبدل توزيع شهادات بالوطنية والعمالة، على الذين يُعارضوكم، حبذا لو تقوموا بعملية مراجعة لممارساتكم طيلة الثلاثون عاماً الماضية ولاسيما أنك أنت رأس السلطة التشريعية في لُبنان وتملكون الأكثرية أنتم وحليفكم في الثنائية وتوابعكم من باقي القوة الملحقة بكم، لو تُقدمون جردة حساب للبنانيين عموماً والجنوبيين، خصوصاً لعرفتم مدى تقصيركم بحق أهلكم الجنوبيين، والذين سبقوكم بعشرات السنين في سلوك النضال والمقاومة، وهم الذين يحق لهم إعطاء شهادات بالوطنية ويوزعون تهم العمالة على الخونة الحقيقيين، وللتذكير فقط بأن العمالة على عدكم اصبحت وجهة نظر. أهل الجنوب كما باقي مناطق لُبنان أهل نخوة وعزة وكرامة سابقة عهودكم كلها،   وأهل الجنوب تحديداً علموا العالم كيفية الصمود وأساليب المقاومة، وأكثرية الجنوبيين لازالت ذاكرتهم عامرة بمآثر أبطال جبهة المقاومة الوطنية “جمول” ويحفظون أسماء المقاومين والشهداء والأسرى، لأن أهل الجنوب، وباقي المناطق اللبنانية، يحفظون الجميل للأبطال المناضلين، ولا يتذكرون أبداً الخونة والعملاء والإرهابيين. إن غداً لناظره قريب، وسيحاسبكم أهل الجنوب في هذه الانتخابات، وسيُكملون حسابهم في العام 2026. إن غداً لناظره لقريب.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني