الانتخابات اللبنانية .. مواجهة جديدة في صناديق الاقتراع

الانتخابات اللبنانية .. مواجهة جديدة في صناديق الاقتراع

أحمد مطر

في لبنان اليوم معركة انتخابية بين عنوانين، الأول مخادع بأدوات انتخابية فاعلة، والثاني حقيقي بأدوات يشوبها التفكك. والعامل الحاسم سيكون مدى إقبال الناخبين على الإدلاء بأصواتهم الثمينة جداً في لحظة لبنانية تاريخية، حيث ما زالت فئة واسعة من اللبنانيين تحلم بالتغيير عبر الانتخابات النيابية المرتقبة في منتصف ايار المقبل، رغم سوداوية المشهد وعزم كثيرين على مقاطعتها، لاعتقادهم بأنها ستفرز نفس المنظومة السياسية. 

وزاد الحديث مؤخرا عن لجوء العديد من الناخبين المعترضين على السلطة، إلى خيار المقاطعة  أو الورقة البيضاء، كتعبير عن اعتراضاتهم على القوى السياسية التقليدية، وفي هذا السياق تنشط القوى الحزبية التقليدية على تشجع الناخبين المعترضين على خيار الورقة البيضاء بدلا من مقاطعة الانتخابات، وبحسب القانون ان الورقة البيضاء تُحتسب ضمن الاوراق، وتحظى بالقيمة الانتخابية، لأنها تُعتبر مشاركة بالاستحقاق، وهي تختلف عن الأوراق الملغاة، مما يتيح للقوى السياسية الحزبية التقليدية الاستفادة من وجودها لرفع الحاصل الانتخابي الأول، عبر جمع الأوراق البيضاء مع باقي الاوراق الانتخابية الصحيحة وقسمة المجموع على عدد المقاعد في الدائرة الكبرى، ويمكن للقوى الحزبية التقليدية التي تملك الحاصل الانتخابي الأول أن تستفيد من رفعه لمنع القوى المعارضة والتغيير من الوصول إليه، خصوصا أن لوائح المجتمع المدني تعدّدت، مما يشتت الأصوات في أكثر من لائحة.  السؤال الأبرز كيف ستؤثر الاوضاع العامة على النتائج الانتخابية عموماً في غالبية الدوائر، بما في ذلك دائرة بعلبك الهرمل حيث ترتفع في هذه الايام وتيرة المعركة في بعلبك ـــ الهرمل؟.

 يجمع الخبراء الانتخابيون على أن الأضرار الناجمة عن كثرة عدد اللوائح الانتخابية الضعيفة غير القادرة على تحقيق أي خروقات جدية، لا تعدو كونها جانبية طفيفة كأن تحصد مئات أو آلاف قليلة من الأصوات التي لا تؤثر عملياً على مسار توزع النسبة الوازنة من أعداد المقترعين في الدوائر. لكن الخسائر ستكون مرتبطة بعدد الأصوات التي ستنالها اللوائح القريبة من الوصول إلى العتبة الانتخابية من دون القدرة على بلوغها. وبذلك، ينعكس تشتّت الأصوات بشكلٍ سلبي على اللوائح المحسوبة على النهج السيادي وليس على القوى الممانعة التي تبدو لوائحها أقلّ عدداً بعد فرض حزب الله انضواء حلفائه في لوائح واحدة في غالبية الدوائر. كما تأكل اللوائح الصغيرة المشكلة من مجموعات الانتفاضة من عدد الأصوات التي يفترض ان تنالها اللائحة الأكثر حظوظاً المحسوبة على قوى الانتفاضة. 

وفي هذا السياق، “الثنائي حزب الله ـــ أمل” يعتبر ان المعركة شبه محسومة لجهة فوزه بالمقاعد العشرة، فبعد ان تخلخلت اللائحة المدعومة من القوات اللبنانية ،يعتبر الثنائي بانه سيسجل فوزاً مبكراً على مرشح القوات النائب انطوان حبشي ، حيث تلقت لائحة انقاذ الدولة المدعومة من القوات اللبنانية ضربة قوية بالنظر الى انسحاب بعض المرشحون الشيعة من اللائحة وربما حسب بعض المتابعين ان تكر سبحة الانسحابات على الرغم من ان حبشي نجح الى حد ما بصياغة تحالفات مع بعض الشخصيات الشيعية الا انها لا تحظى بالتمثيل الشعبي المقبول شيعياً .

اما بالنسبة للائحة ائتلاف قوى التغيير فلا تبدو معركتها مستحيلة فهذه اللائحة تبدو الاكثر جدية والاكثر قدرة على نيل الحاصل لانها تعتمد على عدة عناصر قوة ابرزها ان المرشحين الشيعية  على اللائحة لا يمكن توجيه الاتهامات لهم بانهم مرتبطون بجهات سياسية خارجية او يتلقون الدعم والتمويل مثل المرشحين الشيعة الباقين على لوائح اخرى ، بالاضافة الى المرشحين الاخرين ضمن اللائحة.

وعلى الرغم من غياب التمويل للائحة الا ان واقع تحركها على الارض في كافة المدن والقرى على مستوى الدائرة يتمدد ما يجعلها اقرب الى الحاصل الانتخابي من لائحة القوات التي تحظى بتاييد مسيحي في دير الاحمر والجوار لكنها تفتقر الى الى التاييد الشيعي والسني. 

ختاماً يفصل لبنان اقل من ثلاثة اسابيع عن موعد الانتخابات النيابية الاولى بعد انتفاضة 17 تشرين .

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

أحمد مطر

صحفي وكاتب لبناني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *