اليوم الثامن للحرب: كييف تقضي ليلة قاسية

اليوم الثامن للحرب: كييف تقضي ليلة قاسية

السؤال الآن ــ وكالات

 في اليوم الثامن للحرب الروسية على أوكرانيا، عاشت العاصمة كييف ليلة صعبة، وصفت بــ “الأعنف”، نتيجة الغارات الروسية عليها، وسط حصار من مختلف الجهات تقريبا، حيث تنتظرها أياما قاسية. 

أما جنوب شرقي البلاد، فقد أعلن ممثل قوات دونيتسك الانفصالية محاصرة مدينة ماريوبول، جنوب شرقي البلاد، على بحر آزوف، في حين أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن “ماريوبول” لا تزال صامدة تقاوم، نافية بشكل قاطع سيطرة القوات الروسية عليها.

 لكن التطور الميداني الأبرز، تمثل خلال الساعات القليلة الماضية بسقوط خيرسون، المدينة الكبيرة في الجنوب الأوكراني. فقد أكّد مسؤولون أوكرانيون ليل الأربعاء- الخميس أنّ الجيش الروسي سيطر على خيرسون، التي كانت موسكو أعلنت منذ صباح أمس سقوطها في قبضة قواتها في أعقاب معارك ضارية.

 وقال رئيس الإدارة الإقليمية غينادي لاخوتا في رسالة على تطبيق تلغرام إنّ “الروس موجودون في كلّ شوارع المدينة وهم خطيرون جداً”. 

وهذا يعني أن القوات الروسية بات بإمكانها الآن عبور نهر دنيبر، الذي يقسم أوكرانيا إلى قسمين، والاتجاه غربًا وشمالًا لمهاجمة كييف من الاتجاه الثاني.

 وكان إيغور كوليخاييف، رئيس بلدية المدينة البالغ عدد سكانها 290 ألف نسمة، كشف أنّه تحدث في مقرّ البلدية مع “مسلّحين”، في إشارة إلى عسكريين روس لم يسمّهم. كما قال في منشور على فيسبوك “لم تكن لدينا أسلحة ولم نكن عدوانيين. أظهرنا أنّنا نعمل لتأمين المدينة ونحاول التعامل مع عواقب الغزو”.

 إلى ذلك، أكد أن المدينة “تواجه صعوبات كبيرة في جمع الموتى ودفنهم، وتوصيل الطعام والأدوية، وجمع القمامة، وإدارة الحوادث، وما إلى ذلك”. وتابع قائلا “لم أقدّم أيّ وعود” للروس وطلبت ببساطة عدم إطلاق النار على الناس”.  

كما أعلن رئيس البلدية أنّ القوات الروسية فرضت حظر تجوّل ليلياً في المدينة وقيوداً على حركة السيارات. إلا أنه أوضح في الوقت عينه أن “كلّ شيء على ما يرام حتى الآن”، مضيفاً أن “العلم الذي يرفرف فوقنا هو علم أوكرانيا، ولكي يبقى كذلك يجب علينا أن نحترم المطالب التي فرضتها القوات الروسية”. 

أما في ماريوبول فقالت السلطات المحلية يوم أمس إن الوضع يتدهور “من ساعة إلى أخرى” في المدينة التي بها الميناء الأوكراني الرئيسي على بحر آزوف (جنوب شرق)، مع قصف الجيش الروسي وسط المدينة ومناطق سكنية. وقصفت المدفعية الروسية مناطق سكنية بينها مستشفى للولادة ومدرسة، ما أدى إلى إصابة 42 شخصا، وفق المجلس البلدي. وتعد السيطرة على ماريوبول، التي يبلغ عدد سكانها نحو 410 آلاف نسمة، أمرا استراتيجيا بالنسبة لروسيا لأنها ستسمح لها بالربط بين قواتها في شبه جزيرة القرم وتلك الموجودة في المناطق الانفصالية في دونباس.  

حسب رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشينكو، استمر إطلاق النار الروسي لمدة 14 ساعة وحاولت القوات الروسية منع المدنيين من الفرار من المنطقة. وقالت مارينا (24 عاما) إن “الوضع يتدهور من ساعة إلى أخرى”، مؤكدة أنه “خلال 8 سنوات من الحرب (منذ بدء النزاع في دونباس عام 2014)، لم يتم قصف وسط المدينة من قبل”. وتعطلت وسائل النقل العام في المدينة، وانقطعت الكهرباء عن بعض الأحياء منذ الجمعة الماضية، وتمتد طوابير طويلة أمام المحلات التجارية القليلة التي ظلت مفتوحة، بحسب سكان. وبحسب الجيش الأوكراني، سقط صاروخ من طراز توشكا على منطقة بوسط المدينة، يوم الثلاثاء وقتل صبي يبلغ 16 عاما وفق المجلس البلدي. 

هذا وأعلن الجيش الروسي، مساء الأربعاء، إنشاء ممرات إنسانية للسماح بخروج المدنيين من المدن الأوكرانية الأكثر تعرضاً للهجوم الروسي، ومن بينها ماريوبول. وقال المتحدث باسم الجيش الروسي إيغور كوناشينكوف في إفادة بثها التلفزيون العام الروسي، إن “جميع المدنيين الذين يرغبون في مغادرة ماريوبول يمكنهم الخروج – لأسباب أمنية – باتجاه الشرق” من خلال السير في الطريق إلى شيروكين. 

وصباح اليوم الخميس، خاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأمة في تسجيل مصور نشر صباح اليوم، تقييما متفائلا للحرب ودعا الأوكرانيين إلى مواصلة المقاومة. وقال: “نحن شعب دمر مخططات العدو خلال أسبوع. لن يحصلوا على سلام ولا طعام هنا. لن يكون لديهم هنا لحظة هدوء واحدة”، مضيفا “إذا ذهبوا (القوات الروسية) إلى مكان ما، فسيكون هذا بشكل موقت فقط. وسوف نطردهم”. وشدد على أن القتال يؤثر سلبا على معنويات الجنود الروس، الذين “يقتحمون متاجر البقالة ويحاولون العثور على شيء يأكلونه”. 

وتابع: “هؤلاء ليسوا محاربي قوة عظمى. هؤلاء أطفال لا يستطيعون التمييز يتم استغلالهم”، معلنا أن “عدد القتلى الروس وصل إلى نحو تسعة آلاف”. 

أردف قائلا: “أوكرانيا لا ترغب في أن تغطى شوارعها بجثث الجنود. اذهبوا إلى دياركم”. وشهدت مدن اخرى توترا مثل لفيف وأوديسا، وسط مناشدات من السلطات لسكان العاصمة العاصمة وهذه المدن بالتوجه إلى الملاجئ، فيما قالت موسكو إن سيناريو الضغط على الزر النووي أمر مُروّع، لكنه لن يحدث أبدا. وسمع دوي 4 انفجارات قرب إحدى محطات المترو في كييف، فجر اليوم، حسب ما أوردته وسائل إعلام أوكرانية، كما تم تفعيل صفارات الإنذار من الغارات الجوية، بينما أكدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا رسميا مقتل إحدى مراقباتها بقصف على خاركيف. الى ذلك، أعلن المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، فيليبو غراندي، الخميس، أنّ مليون لاجئ أوكراني فرّوا من بلدهم منذ بدأت القوات الروسية الهجوم قبل أسبوع. 

وقال غراندي في تغريدة على تويتر إنّه “في غضون سبعة أيام فقط شهدنا تدفق مليون لاجئ من أوكرانيا على الدول المجاورة لها”. وأضاف أنّه “بالنسبة لملايين آخرين داخل أوكرانيا، حان الوقت لأن تسكت المدافع حتى تتمكّن المساعدات الإنسانية من أن تصل وتنقذ أرواحاً”. وقال غراندي إنّه يعتزم التوجّه في الأيام القليلة المقبلة إلى رومانيا ومولدافيا وبولندا، الدول الثلاث التي تستضيف على أراضيها أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين. وكانت الجمعية العامة للأمم المتّحدة تبنت بأغلبية ساحقة، الأربعاء، قراراً غير ملزم “يطالب روسيا بالتوقّف فوراً عن استخدام القوة ضدّ أوكرانيا”.

من جهة ثانية، أعلنت الحكومة اليابانية اليوم، أنها ستجمد أصول أربعة بنوك روسية، بما في ذلك “في تي بي”، في إطار العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية العملية العسكرية في أوكرانيا. والبنوك الأربعة هي بنك VTB (ثاني أكبر بنك في روسيا)، بنك Otkritie Sovcombank، وNovikombank.

Visited 4 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة