اليوم الــ 92 للحرب: حشود روسية حول زاباروجيا وزيلينسكي يطالب الأوروبيين حسم موقفهم
السؤال الآن ــــ تقارير ووكالات
في اليوم الــ 92 للحرب في اوكرانيا، حشد الجيش الروسي قواته بأعداد كبيرة باتجاه مدينة زاباروجيا، بينما واصلت القوات الروسية التقدم بإقليم دونباس في المقابل هاجم الرئيس الأوكراني الاتحاد الأوروبي واتهم موسكو بارتكاب “إبادة جماعية.
وذكرت وسائل أعلام أوكرانية نقلا عن الإدارة العسكرية في مدينة زاباروجيا أن الجيش الروسي ينقل أعدادا من القوات البرية والبحرية والجوية من القرم في اتجاه المدينة. وشوهدت قافلة من المعدات العسكرية والدبابات المصاحبة لها تمر في مدينة ميليتوبول.
وكانت نائبة وزير الدفاع الأوكراني قالت إن هناك مؤشرات على تصعيد روسيا للقتال، مؤكدة أن أوكرانيا الآن في مرحلة صعبة للغاية وطويلة من الصراع.
وفي دونيتسك (شرق) أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا اليوم الجمعة سيطرتهم الكاملة على مدينة كراسني ليمان في منطقة كراماتورسك. وقالت هيئة أركان الدفاع الإقليمية الانفصالية في دونيتسك إنها استولت بدعم من القوات المسلحة الروسية على منطقة ليمان بالكامل، وهي تقاطع مهم للسكك الحديد يفتح الطريق إلى مدن كبرى مثل سلوفيانسك وكراماتورسك.
في هذه الأثناء، واصلت القوات الروسية هجومها من محاور عدة على مدينة سيفيرودونيتسك، في ظل تكثيف موسكو جهودها للسيطرة الكاملة على منطقتي لوغانسك ودونيتسك. وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية شنت هجوما من 3 جهات في محاولة لتطويق القوات الأوكرانية في سيفيرودونتسك وليسيتشانسك أمس الخميس، وإذا سقطت المدينتان اللتان تقعان على ضفتي نهر سيفيرسكي دونيتس، فستكون منطقة لوغانسك في إقليم دونباس قد سقطت بالكامل تقريبا في أيدي الروس.
وقال حاكم مقاطعة لوغانسك الأوكراني سيرغي غايدي، إن القوات الأوكرانية التي تدافع عن مدينة سيفيرودونيتسك مستمرة في قتالها، ولم تتمكن القوات الروسية المهاجمة من اختراق دفاعاتها.
ووفقا لمستشار وزارة الداخلية الأوكرانية فاديم دنيسينكو فإن 25 كتيبة روسية تحاول محاصرة القوات الأوكرانية في سيفيرودونيتسك.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول عسكري أميركي رفيع قوله إن القوات الروسية تتقدم تدريجيا في دونباس وأن روسيا فقدت منذ بداية الحرب في أوكرانيا نحو ألف دبابة وعشرات من الطائرات الحربية.
وأضاف المسؤول الأميركي أن لدى روسيا 110 كتائب تكتيكية يتراوح قوام كل منها بين 800 إلى ألف جندي، لافتا إلى أن القوات المكلفة بالعمليات في أوكرانيا تمثل 80% من إجمالي قوة موسكو الضاربة.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بارتكاب “إبادة جماعية” في دونباس بشرق البلاد؛ حيث تتعرض مدينة سيفيرودونيتسك لسيل من القنابل.
وقال زيلينسكي في خطاب بثه التلفزيون مساء أمس الخميس إن “هجوم المحتلين الحاليين في دونباس قد يجعل المنطقة خالية من السكان”، متهما الروس بالسعي إلى تحويل سيفيرودونيتسك ومدن أخرى في المنطقة إلى رماد.
وأضاف زيلينسكي أن القوات الروسية تمارس عمليات “تهجير وقتل جماعي لمدنيين” في دونباس، مدينا ما وصفه بأنه “سياسة إبادة جماعية واضحة تنفذها روسيا”.
وكان البرلمان الأوكراني تبنى في أبريل/نيسان الماضي قرارا يصف تحركات الجيش الروسي بـ”الإبادة الجماعية”، وقد حث كل الدول الأجنبية والمنظمات الدولية على أن تحذو حذوه.
واستخدم الرئيس الأميركي جو بايدن التعبير بنفسه بينما يرفض نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون فعل ذلك.
وفي سياق متصل، حث الرئيس الأوكراني الغرب على التوقف عن العبث مع روسيا وفرض عقوبات أشد على موسكو لإنهاء “حربها العقيمة” في أوكرانيا، مضيفا أن بلاده ستظل مستقلة لكن السؤال الوحيد هو بأي ثمن.
وقال زيلينسكي “ما زال بالإمكان وقف الأحداث الكارثية التي تتكشف إذا تعامل العالم مع الوضع في أوكرانيا كما لو كان يواجه الموقف نفسه، إذا لم تعبث القوى الأوروبية مع روسيا وضغطت بالفعل لإنهاء الحرب”.
واشتكى زيلينسكي من الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي حول فرض المزيد من العقوبات على روسيا وتساءل عن سبب السماح لبعض الدول بعرقلة الخطة.
وتساءل زيلينسكي “كم أسبوعا آخر سيحاول الاتحاد الأوروبي فيه الاتفاق على حزمة سادسة؟، مشيرا إلى أن روسيا تتلقى مليار يورو يوميا من التكتل الذي يضم 27 دولة مقابل إمدادات الطاقة.
في غضون ذلك، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لتزويد أوكرانيا بأنظمة صاروخية بعيدة المدى، كجزء من حزمة مساعدات لأوكرانيا قد يتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل.
وأضافت الشبكة أنه تمت إثارة مخاوف داخل مجلس الأمن القومي الأميركي من أن أوكرانيا قد تستخدم الأنظمة الصاروخية بعيدة المدى لشن هجمات داخل روسيا.
ونقلت الشبكة عن مصادر أن إحدى الإشكالات الرئيسية كانت تتعلق بقدرة نظام “إم إل آر إس” (MLRS) الصاروخي على استهداف مدى يصل إلى 300 كيلومتر.
بدوره، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن أي إمدادات أسلحة يمكن أن تصل إلى الأراضي الروسية ستكون “خطوة خطيرة نحو تصعيد غير مقبول”.
واعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أن القوات الفضائية الجوية الروسية دمرت بصواريخ عالية الدقة قاذفة منظومة دفاع جوي أوكرانية من طراز “بوك-إم 1-2″، ورادار الإضاءة والتوجيه الخاص بنظام “إس-300”. ولفت إلى أن القوات الفضائية الجوية الروسية دمرت منظومة الدفاع الجوي الأوكراني من طراز “بوك-إم 1-2” ورادار منظومة “إس-300” تابعتين للدفاع الجوي الأوكراني بالقرب من “بارفينكوفو”، وتم تدمير رادار للدفاع الجوي بالقرب من “غوساروفكا” في منطقة خاركوف. كذلك فقد تم تنفيذ هجوم صاروخي على مواقع لواء الهجوم الجبلي العاشر الأوكراني المنفصل، وإصابة 7 مراكز قيادة ومراقبة، و13 مناطق لتمركز الأفراد والمعدات العسكرية
.وأوضح كوناشينكوف، أنه “كما قصف الطيران 44 منطقة لتمركز الأفراد والمعدات العسكرية، ومقتل أكثر من 250 عنصر من القوميين المتطرفين الأوكرانيين، وتعطيل 84 وحدة من بينها 9 دبابات و5 قاذفات “غراد”. وأسقط الدفاع الجوي الروسي فوق “بيلياري” بمنطقة أوديسا مقاتلة من طراز “ميغ-29″ تابعة لسلاح الجو الأوكراني”.
من جهته، اعلن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين، أنه “بالنسبة لعدد الأسرى، إذا تحدثنا عن آخر مسلحي كتيبة آزوف، والتي استسلمت في آزوفستال، على وجه الدقة يوجد 2439 شخصا. وقبل ذلك، كان هناك حوالي 3 آلاف شخص، وبذلك يكون إجمالي عدد الأسرى اكثر من 5 آلاف”.
كما أوضح بوشيلين، أن المعلومات الأولية تشير إلى وجود مرتزقة أجانب بين النازيين الذين استسلموا بعد محاصرة القوات الروسية لهم في مصنع آزوفستال بماريوبول، منوها بأن 6 مسلحين قتلوا في آزوفستال أثناء محاولتهم تفجير مستودعات للذخيرة قبل الاستيلاء عليها.