اليوم الــ81 للحرب: كييف تستعيد السيطرة على جزء من خاركيف والسويد الى “الناتو”
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الـــ 81 للحرب، قررت السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، فيما أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن انضمامها وفنلندا إلى الحلف، لن يشكل “تهديدا” في حد ذاته، لكن موسكو سترد على عمليات الانتشار العسكري.
من جهتها، قالت السلطات الأوكرانية اليوم، الإثنين، أن قواتها صدّت القوات الروسية واستعادت السيطرة على جزء من الحدود مع روسيا في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية. وأضافت أن أربعة أشخاص قتلوا في قصف صاروخي في الساعات الأربع والعشرين الماضية، اثنان في قصف مستشفى في سيفيرودونيتسك بمنطقة لوغانسك في الشرق، واثنان في ميكولايف في الجنوب.
وفي بيان نشرته على فيسبوك مرفق بشريط فيديو، يظهر فيه جنود أمام شارة حدودية ملونة بالأصفر والأزرق وهما لونا علم أوكرانيا، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن “الكتيبة 227 من لواء الدفاع الإقليمي 127 التابع لقوات خاركيف المسلحة طردت الروس وتمركزت على الحدود“.
وكتب حاكم منطقة خاركيف، أوليغ سينيغوبوف، في تلغرام: “نحن فخورون بجنودنا الذين أعادوا الشارة الحدودية. نشكر كل من يناضلون لتحرير أوكرانيا من الغزاة الروس، مخاطرين بحياتهم“.
من جانبه أكد مستشار الرئاسة الأوكرانية، أوليكسي أريستوفيتش، مساء أمس، أن الروس ينقلون القوات من منطقة خاركيف إلى منطقة لوغانسك في إقليم دونباس الانفصالي بهدف السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك.
وقال حاكم منطقة لوغانسك، سيرغي غايداي، في تلغرام، إن “للادعاء بتحقيق ما يشبه النصر، يركز العدو على هدفين: إما التقدم نحو حدود منطقة لوغانسك (التي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على جزء منها منذ عام 2014) أو الاستيلاء على سيفيرودونيتسك” العاصمة الإقليمية الخاضعة لسيطرة كييف.
وأفاد الحاكم، أمس، بأن قصف مستشفى في سيفيرودونيتسك خلّف قتيلين وتسعة جرحى. كما تعرضت مدينة ميكولايف لسلسلة من الضربات الصاروخية أسفرت عن مقتل شخصين، وفق ما أفادت الرئاسة الأوكرانية صباح اليوم.
وفي لفيف، أبلغ نائب رئيس البلدية، أندريي موسكالينكو، عن عواقب هجوم إلكتروني روسي في 13 أيار/مايو سمح بالوصول إلى “ملفات معينة للمدينة سُرقت ونشرت على قنوات معادية على تلغرام”.
من جهةثانية، أعلنت رئيسة الوزراء السويدية، ماغدالينا أندرسن، اليوم الإثنين، أن بلادها ستطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي متحدثة عن “حقبة” جديدة لهذا البلد الإسكندينافي. وقالت أندرسن خلال مؤتمر صحافي، إن “الحكومة قررت إبلاغ حلف شمال الأطلسي برغبة السويد في أن تصبح عضوا في الحلف“.
وأضافت: “نخرج من حقبة لندخل حقبة جديدة”، مشيرة إلى أن السفير السويدي لدى حلف الأطلسي سيقدم “بعد قليل” ترشيح ستوكهولم.
وسبق أن أعلنت السويد وفنلندا رغبتهما في تقديم ترشيحيهما في الوقت نفسه. وقالت رئيسة الحكومة السويدية الاشتراكية – الديمقراطية: “نتوقع ألا يستغرق (الانضمام) أكثر من سنة” مع المصادقة اللازمة من قبل الأعضاء الـ30 في الحلف.
من جانبه، أفاد بوتين خلال قمة نقلها التلفزيون لـ”منظمة معاهدة الأمن الجماعي” بأن توسيع الناتو ليشمل فنلندا والسويد “لا يشكّل تهديدا مباشرا لنا.. لكن توسيع البنى التحتية العسكرية في أراضي هذه الدول سيدفعنا بالتأكيد إلى الرد”.
و”منظمة معاهدة الأمن الجماعي” التي تقودها موسكو هي تحالف عسكري يضم ست دول كانت في الاتحاد السوفياتي هي روسيا وبيلاروس وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان. وقال بوتين: “هذه مشكلة تم اختلاقها بشكل زائف تماما، لأنها تصب في مصلحة السياسة الخارجية للولايات المتحدة”، مضيفا أن الناتو بات “أداة للسياسة الخارجية لبلد واحد“. وأضاف أنّ “كل ذلك يفاقم البيئة الأمنية الدولية الصعبة أساسا“.
جاء ذلك فيما يبحث البرلمان الفنلندي والسويدى ترشح الدولتين الإسكندنافيتين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مع ضمان أغلبية كبيرة فى كلا المجلسين.
إذ بدأ البرلمان الفنلندي جلسة ماراتونية صباح اليوم، لدراسة الترشح الذي قدمته السلطة التنفيذية، رسميًا، أمس الأحد، قبل التصويت الذي سيجرى صباح الثلاثاء.
ووفقًا لآخر تقارير وسائل الإعلام الفنلندية، فإن 85% على الأقل من 200 نائب سيصوتون لصالح الانضمام الى الناتو. كما اجتمع البرلمان السويدي اليوم.
وأعلنت رئيسة الوزراء، ماغدالينا أندرسن، أمس، أنها تريد ضمان “دعم واسع” في البرلمان قبل إعلان القرار الرسمي للحكومة السويدية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن ترشح السويد وفنلندا لعضوية الناتو يشكل “خطأً فادحًا“.
وفي وقت سابق اليوم، قال الكرملين إن قرار فنلندا والسويد الانضمام إلى الناتو لن يؤدي إلى تحسين الأمن في أوروبا. واعتبر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في تصريح للصحافيين أنه “لسنا مقتنعين بأن انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي سيعزز بطريقة ما أو يحسن الهيكليات الأمنية في قارتنا“.
وأضاف أن “هذه قضية خطيرة وهي قضية تثير قلقنا، وسنتابع بعناية شديدة ما ستكون عليه نتائج انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو من الناحية العملية، في ما يتعلق بأمننا الذي يجب ضمانه بطريقة غير مشروطة على الاطلاق“.
إلا أن بيسكوف أشار إلى أنه بالمقارنة مع أوكرانيا، ليس بين روسيا وفنلندا أو السويد أي نزاع على الأراضي. وفي وقت سابق من اليوم، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إن مثل هذا القرار “خطأ جسيم ستكون لعواقبه أبعاد هائلة”