اليوم الـ 131 للحرب: أميركا تدعم كييف بصواريخ “ناسامز” وروسيا تسيطرعلى لوغانسك
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 131 للحرب، أعلن وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، أن الولايات المتحدة قررت دعم الجيش الأوكراني بمنظومات “ناسامز” الصاروخية المتقدمة. وقال ريزنيكوف على حسابه في تويتر، اليوم الأحد، إن “منظومات “ناسامز” ستزيد من قدراتنا لحماية أرضنا وسمائنا”.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، دعا مواطنيه على دعم الجيش والحفاظ على عزيمتهم، على وقع اشتداد المعارك في شرق البلاد ضد القوات الروسية. وأكد زيلينسكي في خطابه الليلي الذي أذاعه التلفزيون الرسمي ليل السبت ـــ الأحد أن الطريق نحو تحقيق النصر سيكون “صعباً للغاية”.
وشدد على أهمية أن “يحافظ الأوكرانيون على قوة عزيمتهم ويلحقوا الخسائر بالمعتدي، حتى يتذكر كل روسي أن أوكرانيا لا يمكن أن تنكسر”، موضحا “في مناطق كثيرة من الجبهة هناك شعور بأن حدة الوضع قد خفت، لكن الحرب لم تنتهِ بعد لسوء الحظ، بل إن القتال يزداد حدة في أماكن مختلفة، ولا يجب أن ننسى ذلك، إنما يجب أن نساعد الجيش والمتطوعين وأولئك الذين تركوا بمفردهم في هذا الوقت العصيب”.
من جهتها، أعلنت روسيا سيطرتها الكاملة على منطقة لوغانسك، فيما كثفت ضرباتها الصاروخية على سلوفيانسك في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وأدى قصف براجمات صواريخ، اليوم الأحد، إلى سقوط “عدد كبير من القتلى والجرحى” في سلوفيانسك، كما أعلن رئيس بلدية هذه المدينة التي تتعرض لهجوم من الجيش الروسي. وأوضح فاديم لياخ، رئيس بلدية المدينة في تسجيل مصور على فيسبوك أن “قصفاً براجمات صواريخ على سلوفيانسك هو الأعنف منذ فترة طويلة. هناك خمسة عشر حريقا والعديد من القتلى والجرحى”.
أوضحت تيتيانا إغناتشنكو الناطقة باسم منطقة دونيتسك التي تقع فيها سلوفيانسك لموقع “سوسبيلني” الأوكراني أن القصف خلّف “ستة قتلى و15 جريحا”، مناشدة السلطات للسكان مغادرة المنطقة، فيما تقع خطوط المواجهة الآن على مسافة كيلومترات قليلة من سلوفيانسك.
وبحسب وسائل إعلام أوكرانية، اشتعلت النيران في إحدى أسواق المدينة عقب هذه الضربات الروسية.
في الجنوب، تعرضت مدينة كراماتورسك، المركز الإداري لمنطقة دونباس، للقصف لليوم الثاني على التوالي بصواريخ سميرتش، وفق رئيس بلدية المدينة أولكسندر غونتشارنكو، الذي أوضح أن الضربات استهدفت منطقة سكنية وفندقا غير مأهول، ولم تسفر عن إصابات.
وقد ابلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الرئيس فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، احكام السيطرة على لوغانسك بعد أكيد وزارة الدفاع الروسية إحكام الطوق والسيطرة على مدينة ليسيتشانسك.
وقالت الوزارة في بيان تناقلته وكالات الأنباء الروسية “أبلغ سيرغي شويغو القائد الأعلى للقوات المسلحة فلاديمير بوتين بتحرير لوغانسك”. كما أفاد البيان أن القوات الروسية والقوات الانفصالية المتحالفة معها “سيطرت بالكامل على ليسيتشانسك وبلدات أخرى قريبة من بينها بيلوغوروفكا ونوفودروجيسك ومالوريازيانتسيفي وبيلا هورا”.
وقبل دقائق على صدور الإعلان، قال ناطق باسم وزارة الدفاع الروسية أن المعارك جارية في ليسيتشانسك بينما باتت القوات الأوكرانية محاصرة “بالكامل”.
من جهته، قال حاكم لوغانسك، سيرغي غايداي، على تطبيق المراسلة “تلغرام”، إن الروس أرسلوا كل قواتهم إلى ليسيتشانسك”. وتابع “لقد هاجموا المدينة بتكتيكات قاسية بشكل غير مفهوم.. لقد تكبدوا خسائر كبيرة، لكنهم يتقدمون بعناد.. إنهم يكتسبون موطئ قدم في المدينة”.
من جهته، أفاد سفير أوكرانيا في تركيا، اليوم الأحد، بأن سلطات الجمارك التركية احتجزت سفينة شحن روسية تحمل حبوباً تقول أوكرانيا إنها مسروقة. وأضاف السفير الأوكراني فاسيل بودنار للتلفزيون الوطني الأوكراني “لدينا تعاون كامل. السفينة تقف حاليا عند مدخل الميناء وقد احتجزتها سلطات الجمارك التركية”.
وكانت روسيا قد أكدت مراراً أنها لا تحاصر الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، وذلك على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أكد أن بلاده لا تعارض خروج الحبوب من أوكرانيا. فيما اتهم السفير الأوكراني في وقت سابق من الشهر الماضي، بـ”سرقة” محاصيل حبوب أوكرانية وتصديرها إلى دول عدة بينها تركيا.
يذكر أنه منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، بدأت أسعار القمح وغيره من السلع ترتفع عالمياً، حتى تفاقمت أكثر مع سيطرة القوات الروسية على البحر الأسود وحصار الموانئ الأوكرانية المطلة عليه. ودأبت موسكو منذ أشهر على اتهام الغرب بالتسبب في تلك الأزمة عبر فرضه عقوبات قاسية عليها، قيدت صادراتها الغذائية.
كما وجهت أصابع الاتهام أيضاً إلى كييف، مؤكدة أنها زرعت الطرق البحرية بالألغام من أجل عرقلة تقدم القوات الروسية، وجمدت بالتالي سلسلة الإمدادات البحرية.
إلا أن أوكرانيا ألقت كرة المسؤولية على الروس، رافضة في الوقت عينه إزالة الألغام خوفا من تقدمهم نحو موانئها الجنوبية.
الى ذلك، كشف رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميغال، أن “بلاده تنفق شهريا نحو 4.4 مليار دولار على الجيش الأوكراني”، مشيرا إلى أن “أوكرانيا كانت تنفق على هذا الجيش حوالي 5.3 مليار دولار سنويا، قبل العملية العسكرية الروسية الخاصة”.
واوضح في مؤتمر صحافي، أنه “في السابق كان حجم الإنفاق على الجيش يبلغ حوالي 156 مليار هريفنيا (5.3 مليار دولار)، وكان ذلك يعادل ميزانية القوات المسلحة والجيش الأوكراني لمدة عام، واليوم يبلغ هذا المؤشر حوالي 130 مليار (4.4 مليار دولار) – وهذا هو حجم الإنفاق الشهري”.
من جهته، أشار رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في كييف أليكسي كوليبا، إلى أن “رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز قام بزيارة مقاطعة كييف، وهذه هي زيارته الأولى لأوكرانيا”، موضحًا أن “رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز، قام بزيارة منطقة كييف. وزار مع الوفد المرافق له بوتشا وغوستوميل وإيربين”.
ولفت كوليبا، في تصريح، إلى أن “هذه أول رحلة يقوم بها أنتوني ألبانيز إلى أوكرانيا. لقد صدم بما شاهده: منازل مدنية مدمرة، وآثار إنفجار الألغام، والدمار في مطار أنتونوف”.
ونقل التلفزيون التشيكي، عن رئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيغير، بأن “بلاده قد تزود أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز “ميغ-29″، وبدبابات”. وأشاد “بإستعداد جمهورية التشيك لمساعدة بلاده مؤقتًا في حماية مجالها الجوي”، موضحًا أن “سلوفاكيا، قد تورد مقاتلاتها من طراز ميغ-29 إلى أوكرانيا، وربما الدبابات كذلك”.
وشدد على أنه “لكني لا أريد أن أتحدث عن هذا بمزيد من التفصيل، لأن أوكرانيا طلبت منا أيضا عدم تقديم تفصيلات عن هذه الأسلحة والمعدات”.
في المواقف من المفاوضات، أعرب الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، عن “موقفه المعارض لإجبار الدول الغربية لأوكرانيا على التفاوض مع روسيا”، معتقداً أنه “يجب على أوكرانيا استعادة سيادتها مرة أخرى، ووحدة أراضيها واستقلالها”.
واكد في حديث تلفزيوني، أنه “يجب أن نخلق وضعا لأوكرانيا يكون لديها فيه شيء للتفاوض، وتعزيزه قبل بدء المفاوضات”، مشيراً إلى أن “كل شيء يبدو الآن بحيث يعتمد القرار على النتيجة في ساحة المعركة”.
واضاف: “لن نجبر أوكرانيا، قرار السير في طريق محادثات السلام متروك لأوكرانيا”، مشدداً على أنه “ربما لا يزال أمامنا بعض السنوات الصعبة، في إشارة إلى عواقب الأزمة في أوكرانيا على ألمانيا”.