اليوم الــ 142 للحرب: سقوط قتلى بقصف فينيتسا وبريطانيا تتوقع تراجع الزخم الروسي في دونباس
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الـــ 142 للحرب، أعلنت الداخلية الأوكرانية عن سقوط 21 قتيلا في القصف الروسي في مدينة فينيتسا بوسط أوكرانيا أليوم، وكانت خدمة الإسعاف نشرت على “فيسبوك” قبل ذلك، أنها أحصت ظهرًا “12 قتيلًا و25 جريحًا” فيما كافح رجال الإطفاء حريقًا تسبب به القصف. ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضربات بأنها “عمل إرهابي”.
وتزامنا، قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الأوكرانية قصفت نقطتي تفتيش عسكريتين ومنصة إنزال، اليوم الخميس، في ثاني هجوم هذا الأسبوع على منطقة تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا. ونقل المتحدث باسم إدارة إقليم أوديسا عن قيادة العمليات في الجنوب قولها إن الهجوم الجديد على نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون أسفر عن مقتل 13 من القوات الروسية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الروسية لم تحرز تقدما في دونباس خلال 72 ساعة ماضية، مشيرة إلى أن القوات الروسية معرضة لفقدان الزخم في دونباس بعد سيطرتهم على ليسيتشانسك. وأضافت أن القوات الروسية استخدمت معدات وتكتيكات عسكرية تعود للحقبة السوفيتية.
وفي آخر التطورات أيضا، اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقصف مدرسة في دونباس، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الحادث الذي وقع في منطقة كوستيان تينيفكا، فيما نفت روسيا أنها تستهدف المدنيين خلال عملياتها العسكرية.
وبعد تعزيز سيطرتها الكاملة على منطقة لوغانسك، تواصل القوات الروسية في شرق أوكرانيا الضغط على القوات الأوكرانية التي تحاول الحفاظ على خط يمتد على الحدود الشمالية لمنطقة دونيتسك. وأظهر مقطع مصور تعزيزات عسكرية روسية سعيا لتطويق المدن التي يسيطر عليها الجيش الأوكراني في مقاطعة دونيتسك.
من جهته، أعلن رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف، في تصريح على مواقع التواصل الإجتماعي، أن مجموعة جديدة من المتطوعين غادرت اليوم لتلتحق بجبهات القتال في جمهورية دونيتسك، موضحاً أنهم “غادروا من مطار من مطار غروزني إلى منطقة العملية العسكرية الروسية الخاصة، مسلحين بترسانة كاملة من المهارات القتالية المكتسبة في الجامعة الروسية للقوات الخاصة، وسيبدأ هؤلاء مهامهم القتالية لتحرير جمهورية دونيتسك الشعبية.
وكان قد نفى قديروف، تزييف وسائل الإعلام الأوكرانية حول تدمير الوحدات الشيشانية مسجد في سيفيرودونيتسك شرق أوكرانيا، مشيراً إلى أن “صاحب هذا التزييف، هو إمام يدعى تيمور بيريدزي”.
من جهة ثانية، كشف مصدر في المكتب الصحفي للحرس الوطني الروسي، أن “قوات الحرس اكتشفت ورشة سرية لتصنيع السلاح في مقاطعة زابوروجيه، وتمت خلال ذلك مصادرة كمية كبيرة من السلاح”، مضيفاً: “في أحد المراكز السكنية بمقاطعة زابوروجيه، عثر رجال الحرس الوطني في دار تعود ملكيتها لعسكري عامل بالجيش الأوكراني، على ورشة سرية مموهة لتصنيع وتعديل السلاح وإنتاج الذخيرة“.
وتم خلال العملية العثور ومصادرة قاذفين يدويين للقذائف المضادة للدبابات، وصاروخين موجهين مضادين للدروع، وقذائف من عيارات مختلفة، وثلاث بنادق صيد، و 23 قنبلة يدوية، وأكثر من 12.5 ألف طلقة للأسلحة النارية الفردية وخمسة كيلوغرامات من البارود وملابس عسكرية للقوات الأوكرانية.
وتزامنا، أفادت وكالة “تاس” الروسية، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن قوات لوغانسك والجيش الروسي دخلا مدينك سيفيرسك ويعملان على تمشيطها لبسط السيطرة عليها.
وقال المصدر: “لقد دخلت قوات الحلفاء إلى سيفيرسك، ويمكننا القول إن المدينة تحت سيطرتنا العملياتية، وعمليات التمشيط جارية الآن”. وأضاف: “قريبا سيفيرسك ستكون خالية تماما من القوات الأوكرانية “. وقبلها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إسقاط المقاتلات الروسية 3 مقاتلات أوكرانية في الجو من طراز “سو-24″ و”سو-25” و”ميغ-29″، بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الروسية.
جاء ذلك في التقرير اليومي للمتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسي، حيث أشار إلى أن القوات المسلحة الروسية تواصل عمليتها الخاصة بينما يتكبد الجيش الأوكراني خسائر فادحة على كل الجبهات.
كما أضاف أنه تم تحييد أكثر من 350 جنديا من القوات المسلحة الأوكرانية بصواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو على أراضي حوض بناء السفن في مدينة نيكولاييف، و20 وحدة من المعدات العسكرية من احتياطي مجموعة كاخوفكا العملياتية والتكتيكية.
وكانت موسكو حذرت مؤخرا من أن حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا يمكن أن تمتد إلى بولندا إذا استمرت الولايات المتحدة في تسليح قوات كييف.
وبحسب ما أوردته صحيفة “نيويورك بوست” New York Post الأميركية، التحذير جاء خلال برنامج “60 دقيقة” على القناة الأولى الروسية، حيث جاء التحذير الروسي على لسان مقدمة البرامج التي قالت إنه “إذا استمر الغرب في إرسال المساعدات لأوكرانيا، فقد يشتد الصراع“.
وتابعت: “الأميركيون يرسلون صواريخ يمكنها الوصول لمسافة 186 ميلاً”. وأضافت: “سنذهب على طول الطريق إلى وارسو“.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أن قواتها الجوية دمرت بصواريخ عالية الدقة راجمتي صواريخ من طراز “هيمارس” HIMARS أميركية الصنع في أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية.
وتقصف القوات الروسية، التي أتمت هذا الشهر سيطرتها على منطقة لوغانسك في دونباس، أجزاء من دونيتسك المجاورة منذ أسابيع.
من جهة أخرى، إنتقدت وزارة الخارجية الروسية، الولايات المتحدة وبريطانيا، اليوم الخميس، لمساعدتهما في تدريب القوات المسلحة الأوكرانية، وهو ما وصفته بأنه يأتي في إطار “الحرب الهجينة” التي تشنها الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي على روسيا.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في إفادة صحافية، إن واشنطن زودت أوكرانيا بمدربين يساعدون قواتها على استخدام أنظمة هيمارس الصاروخية.
وأشارت إلى أن الصواريخ، التي تتمتع بمدى أطول ودقة أعلى من أسلحة المدفعية الأخرى، تُستخدم “على نطاق واسع” من قبل القوات الأوكرانية.
وأضافت زاخاروفا: “القوات الأوكرانية تستخدم صواريخ هيمارس التي حصلت عليها من الولايات المتحدة في كل مكان”. وتابعت قائلة إن واشنطن “أرسلت سرا مدربين” إلى أوكرانيا لمساعدة قواتها في تعلم كيفية استخدام الأسلحة الجديدة وتوجيهها، مما أدى إلى قصف أهداف مدنية في المناطق التي تسيطر عليها روسيا.
وأعلنت الولايات المتحدة أنه سيتم نشر 8 من أنظمة هيمارس في أوكرانيا بحلول منتصف يوليو.
ويعتقد محللون عسكريون أن الأسلحة الجديدة يمكن أن تغير دفة الأوضاع، وكشفت كييف أنها استخدمت الصواريخ بالفعل لتدمير العديد من مستودعات الذخيرة الروسية في شرق أوكرانيا. كما انتقدت زاخاروفا قرار بريطانيا استقدام مئات من العسكريين الأوكرانيين إلى أراضيها للتدريب على الأسلحة.
وذكرت أن المبادرة البريطانية الجديدة لتدريب ما يصل إلى 10 آلاف جندي أوكراني خلال الأشهر المقبلة جزء من “الحرب الهجينة” التي يشنها الغرب على موسكو.
وبشان أزمة الحبوب العالمية، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الاتصالات بين روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية، ستستمر بعد محادثات أمس الأربعاء في إسطنبول، التي أسفرت عن بعض عناصر اتفاق محتمل.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أمس، بعد المحادثات، إن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة من المقرر أن توقع اتفاقاً في الأسبوع المقبل يهدف إلى استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، بحسب ما ذكرته “رويترز”.
من جهتها، صرحت زاخاروفا اليوم قائلة: “جرت بالفعل مشاورات مهمة بشأن هذا الأمر. “وأضافت: “صيغت بعض عناصر اتفاق محتمل تبحثها روسيا وأوكرانيا وتركيا الآن في عواصمها من خلال إدارات الجيش“.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الخميس، نقلاً عن مصدر مطلع أن الموعد الأولي للاجتماع الرباعي المقبل تحدد في 20 أو 21 يوليو. فيما قالت وزارة الدفاع التركية إن الموعد لم يتحدد بعد.
في المواقف، أشار وزير الدفاع المجري، كريستوف سالاي بروبروفنيكي، إلى أنه “حتى الآن، نفذ الجيش أعمالا أقل كثافة، ومهام عادية في أوقات السلم، إلا ان ذلك يتغير الآن.. من أجل حماية السلام، أمرت قائد القوات المسلحة المجرية، رومولوس روسين سيندي، بالإستعداد لرفع الجاهزية القتالية للقوات المسلحة، وهو ما يعني تدريب الجنود، خلال الأسابيع والأشهر القادمة، بشكل مكثف في وحدات أكبر بعدة أجزاء من البلاد. على أن يتسارع التدريب، ويستمر استدعاء مزيد من جنود الاحتياط، حيث تواجه البلاد تحديات أمنية غير مسبوقة، بسبب الصراع المستمر في أوكرانيا المجاورة، وكذلك المهاجرين غير الشرعيين الذين يلجؤون للعنف، ويحاصرون الحدود الجنوبية للبلاد”.
ولفت في تصريح له، إلى أن “الجميع في أوروبا يردون على هذا: بريطانيا أعلنت تعبئة قواتها، وسلوفاكيا أعلنت حالة الطوارئ، وبولندا تزيد من استعدادها”، لهذا فعلى المجر أن “تسلح نفسها”، حيث قال سالاي بوبروفنيكي: إن الدفاع الوطني الحديث، الذي يستجيب بشكل فوري وفعال للتحديات، يضمن أن تكون أيامنا هادئة وليالينا سلمية”.
اما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقال في حديث تلفزيوني، أن روسيا تستخدم الغاز “سلاح حرب” وعلينا الإستعداد “للتخلي عنه” وأن تستعد أوروبا لإنقطاع كامل إمدادات الغاز الروسي.