اليوم الـــ143 للحرب: كييف تستعيد 44 بلدة في خيرسون ووفاة أسير يقلق بريطانيا
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 143 للحرب، سمعت اصوات انفجارات صباح اليوم الجمعة في مقاطعة ميكولايف جنوبي أوكرانيا. في حين أعلن مجلس مقاطعة خيرسون استعادة ما مجموعه 44 بلدة بالمقاطعة كانت في قبضة القوات الروسية.
وكانت هيئة الطوارئ الأوكرانية قد أعلنت في وقت سابق مقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة نحو 90، في قصف صاروخي استهدف مدينة فينيتسا التي تقع على بعد مئات الكيلومترات من الخطوط الأمامية للمعارك شرقي البلاد، وهو ما اعتبره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “عملا إرهابيا وغير إنساني”.
وأفيد أن دوي الانفجارات في ميكولايف سمع في عمق المدينة وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أكثر من مكان. وجاءت هذه الانفجارات بعد ساعات من قصف روسي ليلي استهدف المدينة، في وقت أكد فيه الجيش الأوكراني أن دفاعاته أسقطت صاروخا روسيا.
في المقابل، قالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن مقرات للقوات الروسية في سنيهيريفكا الواقعة على أطراف ميكولايف تعرضت هي أيضا للقصف ليلا. كما سمع في مدينة خاركيف شمال شرقي البلاد دوي 7 انفجارات قوية ناجمة عن قصف صاروخي خلال الليلة الماضية، سبقها سماع أصوات قذائف مدفعية في محيط المدينة عند القرى المجاورة لخط الجبهة الشرقية حيث تقع نقاط التماس بين مناطق سيطرة القوات الروسية والأوكرانية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قضت على ما يصل إلى 200 فرد من كتيبة “كراكن” للقوميين النازيين الأوكرانيين و50 من المرتزقة الأجانب في خاركوف بشمال شرق أوكرانيا.
وفي وقت سابق، أعلنت الدفاع الروسية، أن “قواتنا نجحت عبر ضربات دقيقة في مقاطعة دونيتسك ومنطقة نيكولايف في قتل ما يصل إلى 1000 مسلح أوكراني، وتدمير أكثر من 100 قطعة من الأسلحة والمعدات العسكرية”. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت في وقت سابق من اليوم، أن قواتها الجوية أسقطت طائرتين أوكرانيتين في أجواء دونيتسك.
وبخصوص هجوم فينيتسا، فقد أعلن الجيش الأوكراني أن غواصات في البحر الأسود أطلقت 3 صواريخ استهدفت موقفا للسيارات ومبنى تجاريا وسط المدينة يحتوي على مكاتب وشركات صغيرة.
وتعليقا على القصف، توعد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة على تويتر بمحاكمة من وصفهم بمجرمي الحرب الروس عن كل قطرة دم ودمعة أوكرانية، واصفا ما وقع في المدينة بأنه “جريمة حرب روسية أخرى”.
كما نشر الرئيس الأوكراني مقطع فيديو يظهر لحظة استهداف وسط فينيتسا، في حين تداول ناشطون عبر مواقع التواصل لقطات تظهر حجم الدمار الذي أصاب المباني والسيارات جراء القصف. وقال إنه “لم يعد هناك أدنى شك في الحاجة إلى محكمة خاصة بشأن العدوان الروسي على أوكرانيا”.
كما قال ممثل أوكرانيا لدى محكمة العدل الدولية إن بلاده دعت الشركاء الدوليين لتأسيس محكمة جنايات خاصة بجرائم روسيا.
على صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الجمعة إن القوات الروسية تتقدم ببطء غربا في أعقاب قصف وهجمات لجمع المعلومات باتجاه بلدة سيفيرسك بمنطقة دونيتسك الأوكرانية انطلاقا من ليسيتشانسك.
وذكرت الوزارة في نشرة دورية على تويتر أنه “من المرجح أن تكون باخموت الهدف التالي بمجرد السيطرة على سيفيرسك”.
في المقابل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الولايات المتحدة تقدم معلومات استخباراتية لأوكرانيا لقصف دونباس باستخدام منظومات “هيمارس” الصاروخية.
وأضافت المتحدثة أن بحر البلطيق لن يصبح بحرا داخليا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف، ووجهت تحذيرا لمولدوفا من الانضمام إلى العقوبات الغربية على روسيا.
واعربت الحكومة البريطانية، الجمعة، عن قلقها إزاء إعلان السلطات الانفصالية الموالية لموسكو في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وفاة البريطاني بول يوري المعتقل لديها. وقال متحدث باسم دوانينغ ستريت عقب إعلان وفاة يوري “إنها بالطبع تقارير مقلقة وأفكارنا مع عائلته وأصدقائه”. وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت السلطات الانفصالية الموالية لموسكو في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا وفاة البريطاني بول يوري المعتقل لديها في 10 تموز ــــ يوليو.
وكتبت ممثلة عن “جمهورية دونيتسك الشعبية” المعلنة من جانب واحد، داريا موروزوفا، على موقع تلغرام إن يوري “توفي في العاشر من تموزـــ يوليو”، مضيفة أنه كان مصابا بداء السكري.
وتقول منظمات غير حكومية إن يوري كان يعمل في المجال الإنساني كمتطوع لتقديم المساعدات في أوكرانيا، غير أن الانفصاليين يشددون على أنه كان جنديا “محترفا”، وخاض نزاعات في أفغانستان والعراق وليبيا وأوكرانيا. وقالت موروزوفا إن البريطاني شارك في معارك في أوكرانيا، كما جنّد ودرب مرتزقة قبل اعتقاله.
وكان يوري، المولود عام 1977، مصابا بداء السكري من النوع الأول وبحاجة لجرعات إنسولين منتظمة، بحسب والدته ليندا يوري.
وذكرت موروزوفا أن يوري كان يعاني من أمراض مزمنة، وكان أيضا يعاني من “كآبة نفسية”. وقالت إنه “على الرغم من فداحة الجريمة المفترضة (المنسوبة إليه)، أُعطي بول يوري المساعدة الطبية المناسبة”. وأضافت “لكن مع الأخذ بعين الاعتبار تشخيص أمراضه والتوتر، مات في 10 تموزـــ يوليو”. واتهمت موروزوفا أيضا اللجنة الدولية للصليب الأحمر برفض توفير الدواء الضروري ليوري.
وبحسب شبكة بريزيديوم الإنسانية، كان يوري ناشطا في المجال الإنساني عمل لثماني سنوات في أفغانستان.
واعتقل الانفصاليون الموالون لروسيا عددا من المواطنين الأجانب الذين اعتبروهم مرتزقة. ومن بينهم البريطانيان آيدن أسلين وشون بينر، اللذان حكمت عليهما السلطات الانفصالية في دونيتسك في حزيران ــــ يونيو بالإعدام. وعبرت بريطانيا عن الغضب إزاء عقوبة الإعدام الصادرة بحقهما.
الى ذلك، كشف تقييم أميركي عسكري أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للدفاع عن نفسها من أنواع صواريخ كروز التي تستخدمها روسيا لمهاجمة أوكرانيا، وفقاً لتقييم جديد من مركز أبحاث بارز في واشنطن.
واشار التقرير الصادر عن المركز غير الحزبي للدراسات الاستراتيجية والدولية بأن القادة العسكريين وصانعي السياسات قد تجاهلوا حماية الولايات المتحدة من هذه الأسلحة منخفضة التحليق، والتي يمكن المناورة بها. وبدلاً من ذلك، قاموا بضخ مليارات الدولارات في صواريخ اعتراضية معزولة تحمي البلاد من الصواريخ عالية التحليق وفي أنظمة متحركة للدفاع عن القوات المنتشرة في مناطق أخرى من العالم. وجاء في التقرير أن “الافتقار شبه الكامل للدفاع الصاروخي المحلي وأشكال الدفاع الجوي ذات الصلة على نطاق أوسع قد خلق مشكلة ردع.
وأوصى مؤلفو التقرير بربط الرادارات الأرضية وطائرات المراقبة وطائرات بدون طيار عالية التحليق وصواريخ اعتراضية كخطوة أولى في مواجهة التهديد المتزايد.
من جهة ثانية، كشف تحليل صور الأقمار الصناعية ووسائل التواصل الاجتماعي، زيادة حادة في عدد عمليات الدفن في المناطق التي تحتلها روسيا في أوكرانيا بما في ذلك في ماريوبول، حسب تقرير نشرته منظمة غير حكومية، الجمعة.
وتحدث “مركز مرونة المعلومات”، وهو منظمة غير حكومية تكافح المعلومات المضللة، عن ست مناطق كانت أو لا تزال في أيدي روسيا في أوكرانيا.
وفي مقبرة ستاروكريمسكي في ماريوبول بجنوب شرق أوكرانيا، قدر معدو التقدير بألف عدد القبور الجديدة التي سجلت بين 21 تشرين الأول 2021 و28 آذار ــــ مارس 2022، أي بعد شهر على اندلاع الحرب.
وارتفع عدد المقابر الجديدة 1141 على صور الأقمار الصناعية بين 28 آذار ــــ مارس و12 أيار ــــ مايو، وأكثر من 1700 مقبرة أخرى بين 12 أيار ــــ مايو و29 حزيران ــــ يونيو، وفقًا لمعدّي التقرير.
وقال بنجامين ستريك إن “تقريرنا يكشف الضغط الشديد والمستمر على الحياة المدنية في أوكرانيا”، معتبرا “المدافن المرتجلة والعدد المتزايد من القبور لا سيما في المناطق المحتلة وحولها مثالاً صارخًا على عدد وفيات المدنيين”.
وتفيد تقديرات أوكرانيا أن 22 ألف مدني قتلوا في ماريوبول التي كانت مسرحًا لأعنف قتال في الحرب حتى الآن.
وفي خيرسون، المدينة الجنوبية التي احتلها الروس أيضا يقدر المركز الدولي للعلاقات الدولية أنه تم حفر 824 قبرًا بين اندلاع الحرب وبداية نيسان ــــ أبريل.
ويقدر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عدد المدنيين الذين قتلوا في أوكرانيا بخمسة آلاف لكنه يقر بأن العدد الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير.