اليوم الـــ 146 للحرب: سقوط سيفيرسك وروسيا تستعين بــ “فاغنر”

اليوم الـــ 146 للحرب: سقوط سيفيرسك وروسيا تستعين بــ “فاغنر”

السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير

في اليوم الـــ 146 للحرب، أعلن مساعد وزير الداخلية في جمهورية لوغانسك الانفصالية فيتالي كيسيليوفف، أن القوات الروسية وقوات لوغانسك سيطرت على مدينة سيفيرسك في إقليم دونباس شرق أوكرانيا.

وتقع سيفيرسك على بعد 30 كيلومترا إلى الغرب من ليسيتشانسك، ويبلغ عدد سكانها حوالي 11 ألف نسمة وتقع على مفترق طرق يؤدي جنوبا إلى باخموت، وهي مركز نقل مهم، وإلى الغرب، إلى كراماتورسك.

وواصلت القوات الروسية في شرق أوكرانيا الضغط على القوات الأوكرانية التي تحاول الحفاظ على خط يمتد على الحدود الشمالية لمنطقة دونيتسك، بعد تعزيز سيطرتها الكاملة على منطقة لوغانسك الأوكرانية.

وبينما تحتدم المعارك، أمر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قواته بإعطاء الأولوية لتدمير الصواريخ والمدفعية بعيدة المدى للجيش الأوكراني، والتي تستخدم لقصف أراضي دونباس.

جاء ذلك خلال تفقد شويغو مجموعة قوات “فوستوك” الروسية، التي تنفذ مهام العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، اليوم الاثنين. وذكر بيان لوزارة الدفاع الروسية أن شويغو أشار إلى تعزيز القدرات الهجومية لمجموعة “فوستوك”، وأصدر تعليمات لقائدها بإعطاء الأولوية للقضاء بأسلحة عالية الدقة على الصواريخ والمدفعية بعيدة المدى للجيش الأوكراني.

وكانت كييف قالت إنها نفذت سلسلة من الضربات الناجحة على 30 من المراكز اللوجيستية ومستودعات الذخيرة الروسية باستخدام قاذفات متعددة الفوهات تلقتها في الفترة الأخيرة من الغرب.

يأتي ذلك فيما تعرضت خاركيف الواقعة في شمال شرقي البلاد والتي تعد ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، لهجوم صاروخي روسي ليل السبت – الأحد، وفق ما ذكر الحاكم أوليغ سينيغوبوف.

وأوضح أن “نحو الساعة الثالثة صباحاً، في حي كييفسكي، اشتعلت النيران في أحد طوابق مبنى صناعي مكون من خمسة طوابق نتيجة تعرضه لضربتين صاروخيتين. أصيبت امرأة تبلغ من العمر 59 عاماً وتم نقلها إلى المستشفى”.

من جانبه، ندد حاكم منطقة ميكولايف فيتالي كيم، أمس الأحد، بضربات نفذت في اليوم السابق على المنطقة وعلى المدينة نفسها في الصباح. وقال: “نحو الساعة 03.05 صباحاً، تعرضت ميكولايف لقصف عنيف. علمنا بنشوب حريق في منشأتين صناعيتين حتى الآن”.

وأضاف أن بلدات شيفتشينكوف وزوريا ونوفوروسكي تعرضت للقصف في اليوم السابق، مشيراً إلى أن “ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون في شيفتشينكوف” وقتلت امرأة السبت في قصف على شيروكيف حيث “دمر مبنى سكني”.

من جهتها، اتهمت الاستخبارات البريطانية موسكو بالاستعانة بشركة فاغنر العسكرية الخاصة، لتعزيز قوات الخطوط الأمامية وتخفيف النقص في عدد الأفراد والضحايا. وأوضحت في بيان عبر تويتر أن “فاغنر لعبت دوراً مركزياً شبه مؤكد في القتال الأخير، بما في ذلك السيطرة على منطقتي بوباسنا ليسيتشانسك”.

كما زعمت أن “فاغنر توظف المدانين والأفراد المدرجين سابقاً في القائمة السوداء”، مشيرة إلى أن “المجندين الجدد تلقوا تدريبا محدودا للغاية”.

وقالت إن ذلك “سيؤثر هذا على الأرجح على الفعالية التشغيلية المستقبلية للمجموعة وسيقلل من قيمتها كدعم للقوات الروسية النظامية”.

وأضافت أن رئيس فاغنر، يفغيني بريغوزين، أصبح مؤخراً بطلاً في داخل روسيا على خلفية أداء فاغنر في لوغانسك بأوكرانيا. وأشارت إلى أن ذلك من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم المظالم بين الجيش وفاغنر في الوقت الذي يتم فيه استبدال عدد من كبار القادة العسكريين الروس. كذلك رأت أنه “من المحتمل أيضا أن تؤثر سلباً على الروح المعنوية العسكرية الروسية”.

كما أعلنت موسكو أن قواتها نفذت ضربات عسكرية عالية الدقة شرق أوكرانيا مكّنتها من تدمير راجمات صواريخ أميركية وطائرات حربية والقضاء على 200 جندي أوكراني. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية إن القوات الروسية دمرت بأسلحة برية عالية الدقة في منطقة كراسنو أرمييسك في دونيتسك، منصة إطلاق وعربة نقل وشحن لراجمة صواريخ من طراز “هيمارس” (HIMARS) أميركية الصنع.

وأضاف كوناشينكوف أن “صواريخ بعيدة المدى عالية الدقة أطلقت من الجو دمرت في أحد مباني مؤسسة صناعية في مدينة أوديسا مستودعا لتخزين صواريخ “هاربون” (HARPOON) المضادة للسفن التي سلمتها دول لأوكرانيا”، في إشارة إلى دول حلف شمال الأطلسي “ناتو”.

وذكر المتحدث أن ضربات عالية الدقة شنتها القوات الجوية الروسية على نقطة الانتشار المؤقتة للواء الآلي 92 في منطقة خاركيف (شمال شرق)، أدت إلى مقتل ما يصل إلى 200 فرد، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 10 مدرعات.

وفي كييف، قالت خدمة الطوارئ الحكومية إن ستة أشخاص قتلوا في قصف روسي على بلدة توريتسك بمنطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا. وذكرت خدمة الطوارئ على صفحتها بفيسبوك أن فرق الإنقاذ انتشلت خمس جثث من تحت أنقاض منزل من طابقين وتوفي شخص آخر في المستشفى.

وتزامنا مع هذا التصعيد، قال المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية إن كييف رصدت استعداد روسيا للمرحلة التالية من هجومها، الذي لن يقتصر على ضربات صاروخية من الجو والبحر فحسب، بل سيمتد على طول خطوط التماس.

من جهته، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن الأسلحة الحديثة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) لا تزال موجهة نحو روسيا، وأكد أنها لن تتجاهل ذلك التهديد.

وتحدثت كييف أمس عن سلسلة من الضربات الناجحة نفذتها قواتها على 30 مركزا لوجستيا ومراكز الذخيرة الروسية، باستخدام العديد من أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة التي قدمها لها الغرب مؤخرا.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية إن الضربات تسببت في فوضى بخطوط الإمداد الروسية وقللت بشكل كبير من القدرة الهجومية لروسيا

ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن استئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا هو “مسألة حياة أو موت” وهناك “أمل” في التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع لفتح ميناء أوديسا. وأضاف بوريل لدى وصوله إلى بروكسل، اليوم الاثنين، لحضور اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مخصص للبحث في الحرب على أوكرانيا، أن “حياة عشرات آلاف الأشخاص تعتمد على هذا الاتفاق” الذي يتمّ التفاوض بشأنه بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والولايات المتحدة.

وتأتي تصريحات المسؤول الأوروبي، بعدما استضافت إسطنبول الأربعاء الماضي مباحثات بين موسكو وكييف لكسر الجمود في تصدير الحبوب من أوكرانيا، الذي تسبب بارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا، لاسيما في ظل ارتفاع أسعار الطاقة بسبب العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا ردا على العملية العسكرية.

وما زال أكثر من 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية عالقة في صوامع في ميناء أوديسا على البحر الأسود، وتقطعت السبل بعشرات السفن بسبب الحصار الروسي، وهو جزء مما تسميه موسكو “عمليتها العسكرية الخاصة” في أوكرانيا ولكن كييف والغرب تعتبرانها حرباً عدوانية غير مبررة.

 

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة