لبنان والعدو الاسرائيلي: مقارنة اقتصادية اجتماعية بالأرقام!
سمير سكاف
في نهاية حرب تموز- يوليو 2006، كان لبنان بحالة شبه “دمار شامل”. ولم يستفق من تدمير اقتصاده حتى اليوم. هذا في حين لم يبدُ التأثر على اقتصاد العدو! وهو قد عاش ويعيش في نعيم اقتصادي، واقتصاده يتمتع بأفضل البنيات في العالم.
ويتمّ تصنيف دولة العدو من بين الدول الأكثر تطوراً في العالم بمؤشر تنمية بشرية صادر عن الأمم المتحدة بمعدل 0.92 وبالمرتبة 19 دولياً. في حين يحتل لبنان المركز 92 دولياً بمؤشر يبلغ 0.744 (وذلك، في العام 2019! عندما كان سعر صرف الدولار 1.700 ليرة لبنانية. أي أنه في الواقع أدنى من ذلك بكثير). وذلك، خلف بلاد فقيرة مثل سيريلانكا بالمركز 72، ولكنه أمام سوريا بالمركز 151 بمؤشر يبلغ 0.567 واليمن بالمرتبة 179 بمؤشر يبلغ 0.47! (يُحتسب المؤشر بين 0 و 1 بين 189 دولة ويأخذ بالاعتبار الصحة والتعليم ومتوسط العمر والقدرة الشرائية).
يبلغ الحد الأدنى للأجور في لبنان حوالى 23 دولار. ويبلغ الحد الأدنى للأجور لدى العدو 1.619 دولار. أي أكثر بنسبة 46 ضعفا.
لا يوجد بطالة في إسرائيل ولا يوجد عمل في لبنان! فقد وصلت البطالة الى حدها الأدنى في اسرائيل الى نسبة 3.4% في شهر شباط 2020. وهي تصل في لبنان الى حوالى 75%
يبلغ احتياط النقد في اسرائيل حوالى 200 مليار دولار. وهو يبلغ في لبنان حوالى 10 مليار دولار.
يبلغ إنتاج الاقتصاد الاسرائيلي السنوي حوالى 500 مليار دولار، في حين تبلغ المديونية اللبنانية حوالى 150% من الإنتاج المحلي. وهي قد تكون الأعلى في العالم!
يبلغ انتاج الاقتصاد الاسرائيلي سنوياً حوالى 45.000 دولار للشخص الواحد مقابل 5.500 دولار في لبنان في العام 2020. وهو انخفض اليوم الى أدنى من ذلك بكثير.
في المواجهات الكبرى بين لبنان والعدو الاسرائيلي احتلت إسرائيل جنوب لبنان، ووصلت الى بيروت وقصر بعبدا الرئاسي في العام 1982. دمرت اسرائيل البنية التحتية للبنان في حرب تموز- يوليو 2006. انتصارات لبنان اعتُبرت بدفع العدو الى الانسحاب عام 2000، وبمنعه من الاحتلال في 2006. وما تزال اسرائيل تحتل قسماً كبيراً من أرض فلسطين وهضبة الجولان في سوريا ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا في لبنان.
في توازن الرعب، وبمعزل عن السلاح التقليدي وسلاح الطيران والمدرعات، يملك حزب الله عشرات آلاف الصواريخ بحسب مصادره، ويملك العدو الاسرائيلي العديد من الصواريخ برؤوس نووية بحسب مصادره، تقدرها الوكالات الدولية بحوالى 100 إلى 400 صاروخ، فهل ذلك كافٍ لتأمين توازن الرعب أم أنه يشكل حالة ردع محدودة؟
ويبقى السؤال الأبرز: كيف ينجح الاقتصاد الاسرائيلي على المحافظة على معدلاته المرتفعة، وهي بين الأعلى في العالم، على الرغم من شنه حروباً دائمة على لبنان وعلى قطاع غزة، وعلى الرغم من التوترات الأمنية التي يشهدها بين حين وآخر؟
وللقصة تتمة.