هذه هي مهمة المغربي مراد صبري في حرب أوكرانيا
السؤال الآن- خاص
في وقت انتشرت فيه فيديوهات وتسجيلات صوتية لطلاب من جنسيات عربية يستغيثون ويناشدون سفارات بلدانهم إنقاذهم وتسهيل ترحيلهم من أوكرانيا، التي تحولت جغرافيتها إلى ساحة حرب مدمرة، ومرمى لقذائف الصواريخ والمدافع، هناك طلاب عرب آخرين اندمجوا في المعارك منذ الساعة الأولى لاندلاع الحرب بشرق أوروبا، كمجندين ضمن الجيش الأوكراني، خصوصا منهم من يتحدرون من أمهات أوكرانيات، أو من يحملون الجنسية الأوكرانية. ناهيك عن متطوعين شباب من بلدان عربية مختلفة، أعلنوا استعدادهم للالتحاق بجبهة القتال، بعد أن أعلنت السلطات الأوكرانية فتح الباب أمام المتطوعين من أجل الدفاع عن ترابها والمحافظة على استقلالها.
بالأمس أوردنا حكاية الشاب المغربي مراد صبري، وهو من أب مغربي وأم روسية، لكنه يحمل جنسية أوكرانيا، وطبقا لقوانينها سبق له أداء الخدمة العسكرية بقواتها، لذلك وجد اسمه مسجلا ضمن القوات الاحتياطية، فلبى النداء.
بمجرد ما وصل خبر التحاق الابن مراد بالقتال إلى والده عز الدين صبري، أستاذ اللغة الروسية المتقاعد، المقيم بمدينة المحمدية (ولاية الدار البيضاء الكبرى)، سارع بواسطة علاقاته الإنسانية التي نسجها قبل عقود خلال دراسته بجامعة كييف، فأسفرت النتيجة فجر هذا اليوم عن تلقي عز الدين خبرا من صحفية أوكرانية، هدأت عباراتها القليلة والمتقطعة عبر الهاتف، من روعه قليلا وزرعت في صدره بعض الأمل.
تقول الصحفية الأوكرانية أن الشاب المغربي – الأوكراني مراد صبري موجود الآن على إحدى الجبهات العسكرية، (سمتها لكننا نتحفظ هنا على ذكر اسم المنطقة ورمزها).
وبما أن مراد يجيد اللغتين الروسية والأوكرانية، إلى جانب إتقانه اللغتين الفرنسية والانجليزية، (وطبعا اللغة العربية)، فقد تم تكليفه بمهمة الترجمة للأجانب العالقين هناك، والقيام بتحديد هوياتهم وجنسياتهم، مع السهر على ضمان سلامتهم البدنية، وتسهيل ترحيلهم خارج منطقة الخطر، أو نقلهم خارج تراب اوكرانيا. وهي كما يبدو مهمة إنسانية وضرورية.
لم يكن سهلا الحصول على مثل هذه المعلومة في زمن قياسي، اعتبارا لشح الأخبار وندرتها، خاصة المتصلة بالمجندين، لظروف يفرضها التعامل بالحذر والاحتياط وحفظ السر العسكري.