مذكرات كوشنر.. تطبيع العرب مع إسرائيل ومقتل خاشقجي

مذكرات كوشنر.. تطبيع العرب مع إسرائيل ومقتل خاشقجي

السؤال الآن

انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات من مذكرات بعنوان “breaking History“، “كسر التاريخ: مذكرات البيت الأبيض”، في 500 صفحة من توقيع جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

في المذكرات حديث عن تجارب كوشنر في البيت الأبيض، ودوره في التفاوض على اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية. وهي الأجزاء التي نالت أكثر اهتمام القراء العرب، لما تضمنته من تفاصيل حول ما يسمى بـ”اتفاق أبراهام” بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب. وقد نشرت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر تشيد بـ”نجاح” كتاب زوجها، مشيرة إلى أنه الكتاب “الأكثر مبيعا على موقع أمازون” حتى الآن.

وحصلت صحيفة “وول ستريت جورنال” على نسخة من المذكرات التي صدرت يوم 23 غشت الحالي، ونشرت صفحات منها، أما “جون أفريك” فكانت سباقة بين الصحف والمواقع الإلكترونية إلى تعميم مقتطفات من هذه المذكرات على موقعها الإلكتروني، حيث تضمن الكتاب العديد من المواضيع التي تتحدث عن التطبيع المغربي مع الدولة العبرية في ديسمبر 2020 برعاية الولايات المتحدة وإسرائيل. في إطار ما يعرف بـ “إتفاق أبراهام” الذي يعد “كوشنر” من أبرز المساهمين فيه، بل هنك من يعتبر ه “المهندس” الأساسي للتطبيع العربي الإسرائيلي.

مقتطفات من مذكرات جاريد كوشنير:

كانت في ذلك الوقت فكرة جديدة ومثيرة للجدل أن تكون رحلة الرئيس الأولى إلى المملكة العربية السعودية.. كتبت في الكتاب عن الحجج التي كانت لدينا مع ريكس تيلرسون، الذي كان وزيرًا للخارجية الأمريكية، وماتيس (وزير الدفاع الأمريكي من يناير 2017 إلى يناير 2019)، الذي كان يقول بشكل أساسي أنه يجب علينا الذهاب إلى كندا ونقطع الشريط..لكن ترامب قال: أريد أن أذهب إلى العمل“.

“كانت المشكلة الأكبر في ذلك الوقت هي أن داعش كان لديه خلافة في الشرق الأوسط بحجم ولاية أوهايو، وكانت إيران مليئة بالمال، وكان لديك كل المتطرفين الذين يقومون بالتطرف تجاه الناس في أمريكا، وذهب ترامب إلى المملكة العربية السعودية في الرحلة وقال بشكل أساسي: “كما تعلم، يا جاريد، أولاً وقبل كل شيء، إذا فشل هذا، فلن يكون هذا جيدا بالنسبة لك”، لكن السعوديين قاموا بعمل رائع في جمع القادة معا، وتمكنا حقا من محاربة التطرف، وأدى ذلك إلى الكثير من النجاح الكبير في الشرق الأوسط، بما في ذلك اتفاقيات إبراهام واتفاقات السلام هناك”.

“كانت الرحلة الأولى بين إسرائيل والإمارات بداية لتقدير جديد ومتبادل بين الإسرائيليين والإماراتيين. بعد فترة وجيزة، أكد بيبي (بنيامين نتنياهو) حضوره حدثًا بالبيت الأبيض كنا قد خططنا له في 15 سبتمبر، والتزم محمد بن زايد بإرسال شقيقه، وزير الخارجية عبد الله بن زايد، ممثلاً عنه.. مع هذه التفاصيل الرئيسية، ركزنا على إنهاء اتفاقية التطبيع مع البحرين. لقد استعرضت بتكتم اهتمام البحرين بالإسرائيليين والإماراتيين، وكان كلا البلدين حريصين على إدراج الدولة الخليجية الغنية في التوقيع في سبتمبر.. إن إضافة دولة عربية ثانية سيكون بمثابة عامل مضاعف للقوة في تغيير النموذج الإقليمي.”

“وجهت فريقي إلى صياغة إعلان الاتفاق الإبراهيمي، وهو وثيقة شاملة تضم جميع الأطراف الثلاثة والولايات المتحدة.. تصورت إطارًا لا يتعارض مع المواد المحددة والحساسة في اتفاقيات الدول الفردية.. ستسمح مبادئها الأوسع للموقعين الإضافيين بالانضمام لاحقًا، حيث واصلنا تغيير النموذج في جميع أنحاء الشرق الأوسط..”

“قبل الساعة الواحدة بعد الظهر بقليل، اجتمع القادة الأربعة في المكتب البيضاوي ثم توجهوا إلى الغرفة الزرقاء. كان في انتظارهم في الحديقة الجنوبية أكثر من سبعمائة ضيف، بما في ذلك الشخصيات الأجنبية البارزة وأعضاء مجلس الوزراء والمشرعون وقادة الأعمال وخبراء السياسة الخارجية. شغل الوزير بومبيو وآفي وروبرت أوبراين وديفيد فريدمان وبقية فريقي مقاعد في الصف الأول. الأهم بالنسبة لي، كانت إيفانكا هناك، مع والديّ وشقيقتيّ، دارا ونيكي، الذين أتوا لمساعدتي في الاحتفال بهذا الإنجاز..”

“أعلن ترامب من جنوب الرواق: ’نحن هنا بعد ظهر اليوم لتغيير مجرى التاريخ‘. بعد عقود من الانقسام والصراع، نحتفل ببزوغ فجر شرق أوسط جديد. بفضل الشجاعة العظيمة لقادة هذه البلدان الثلاثة، نتخذ خطوة كبيرة نحو مستقبل يعيش فيه الناس من جميع الأديان والخلفيات معًا في سلام ورخاء.. في غضون لحظات قليلة، سيوقع هؤلاء القادة أصحاب الرؤى على أول اتفاقيتي سلام بين إسرائيل و[دولة] عربية منذ أكثر من ربع قرن. في تاريخ إسرائيل بأكمله، لم يكن هناك في السابق سوى اتفاقيتين من هذا القبيل. الآن حققنا اثنين في شهر واحد، وهناك المزيد في المستقبل‘.. بدأ القادة الأربعة بالاطلاع على الوثائق التي أعددناها لهم. لقد زودنا كل قائد بنسخ من وثائق التوقيع الخاصة بهم باللغات العربية والعبرية والإنجليزية.. في فورة النشاط للتحضير للحدث، لم يقم أحد بتمييز خطوط التوقيع بوضوح حتى يعرف القادة مكان التوقيع على المستندات.. التي لم تكن في لغتهم الأم. بحث القادة عن مساعديهم ولكن دون جدوى.. في الفترة التي سبقت الحدث، كان الجميع يتطلعون إلى الظهور في الصور التاريخية، لذلك صممت الحدث لإبعاد جميع الموظفين عن القادة وبعيدًا عن الكاميرا.. استحق القادة أن يكونوا النقطة المحورية للحدث. كانوا هم الذين خلقوا الظروف – وخاطروا – لصنع السلام. سرعان ما بدأ القادة في مساعدة بعضهم البعض في معرفة مكان التوقيع، والتقط المصورون تفاعلاتهم بسلسلة من الصور التي لا تنسى والتي سلطت الضوء على شخصياتهم المميزة. عندما أنهى ترامب الحفل، وقفنا جميعًا وهللنا..”

“في غرفة الطعام الرسمية، حاولت أن أستمتع باللحظة. شاهدت بيبي وهو يتناول وجبة طعام ويتفاعل بشكل جماعي مع وزيري خارجية البحرين والإمارات. بدأ هؤلاء الخصوم السابقون في تكوين صداقة عميقة ودائمة. كنت آمل وأعتقد أن هذا اليوم يمثل بداية تغيير دائم من شأنه أن يحسن حياة الملايين“.

المغرب “دولة مستقرة تضمن أمن المنطقة وتمنع انتشار الجماعات الإرهابية مثل داعش أو بوكو حرام. والملك محمد السادس “رجل أعمال ماهر جدا، والرجل الذي يحظى بتقدير كبير من شعبه.

لقد حظيت في المغرب بـ”استقبال حار لم يكن يتوقعه خلال الإقامة الملكية بالرباط، إذ كان متخوفا من رد بارد بسبب الضغط العنيف الذي مارسه ترامب في مواجهة الرباط للظفر باستضافة مونديال 2026.

“ركزت المناقشات على “التطورات والتقدم الذي شهدته منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

فيما يخص الاعتراف الأمريكي بسيادة الرباط على الصحراء، فإن “العائق الرئيسي جاء من السناتور الجمهوري “جيمس إينهو”، الرئيس السابق للجنة القوات المسلحة، ذي المواقف المؤيدة للانفصالية. لكنه “تم التّوصل إلى حلّ وسط، بين البيت الأبيض والمسؤول المنتخب (جيمس إينهو)، حول أمور تخص السياسة الداخلية الأمريكية، مما سمح بحل الوضع.

من الجانب الإسرائيلي “لم يكن رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو يرغب بمكتب اتصال، بل بفتح سفارة إسرائيلية في المغرب. وهو الاقتراح الذي رفضه بوريطة (وزير خارجية المغرب) تماما، لدرجة “التهديد بالإلغاء التام للاتفاق”.

 وتفصل مذكرات كوشنر كيف وقف إلى جانب ولي العهد السعودي بعد اتهامه بإصدار الأمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي، وخلاف كوشنر مع مسؤولين آخرين في إدارة ترامب اتهموه بأنه كان “دافئا” للغاية مع الحاكم السعودي، واستفاد من العلاقة لإقامة علاقات جديدة بين إسرائيل والعالم العربي.

وأثبتت علاقات كوشنر الوثيقة مع محمد بن سلمان أنها واحدة من أكثر العلاقات المثمرة والمستقطبة للبيت الأبيض في عهد ترامب.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة