اليوم السابع للحرب: سقوط خيرسون وإنزال في خاركييف

اليوم السابع للحرب: سقوط خيرسون وإنزال في خاركييف

السؤال الآن ــــ وكالات 

في اليوم السابع للحرب الروسية في أوكرانيا، تصاعدت العمليات العسكرية على الأرض رغم الضغوط الدولية على موسكو، من خلال فرض العقوبات إقتصاديا وإغلاق المجالات الجوية أمام الطيران الروسي. ميدانياً، أعلن الجيش الأوكراني أن قوات روسية مجوقلة نفذت إنزالاً في خاركيف. وأكد ذلك شاهد عيان أن الإنزال تم بالقرب من قاعدة عسكرية ومستشفى، فيما أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها تسيطر بالكامل على المركز الإقليمي لمدينة خيرسون جنوب أوكرانيا. 

ووقعت إشتباكات في مدينة سومي شمال شرقي أوكرانيا، كما أفادت منظمة الأمن والتعاون بسماع دوي انفجارات وإطلاق نار في خاركيف وخيرسون ودونيتسك. وإستهدفت “مسيرة” لرتل عسكري روسي جنوب أوكرانيا، وأظهرت صور من أوكرانيا جانبا من آثار القصف في محيط كييف، حيث ظهر حجم الدمار الهائل والحرائق جراء القصف. 

وقال رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو: “ان روسيا تحشد قوات بالقرب من كييف ونحن نستعد وسندافع عنها وكييف صامدة وستواصل الصمود”. وقال الجيش الأوكراني في بيان على تطبيق “تلغرام” إنّ “قوات روسية مجوقلة هبطت في خاركيف (…) وهاجمت مستشفى محلياً”، مضيفاً “هناك قتال يدور الآن بين القوات الروسية والأوكرانيين”. وخاركيف مدينة تقع في شرق أوكرانيا قرب الحدود مع روسيا، ويبلغ عدد سكّانها 1.4 مليون نسمة، غالبيتهم ينطقون بالروسية. 

ومنذ اليوم الأول لبدء الغزو تحاول القوات الروسية السيطرة على هذه المدينة وقد استهدفتها الثلاثاء بقصف عنيف، خلّف قتلى وجرحى، بحسب السلطات المحلية. أمّا خيرسون التي كانت القوات الروسية تسيطر على مداخلها، فقد شهدت خلال الليل تقدّماً للقوات المهاجمة التي أصبحت تسيطر على محطة السكة الحديد وميناء المدينة، بحسب رئيس بلدية المدينة إيغور كوليخاييف. 

وامس قُتل 5 أشخاص وأصيب 5 آخرون في قصف روسي استهدف برج التلفزيون في كييف. ويقع هذا البرج في الحيّ نفسه الذي يوجد فيه موقع “بابي يار”، الذي يعتبر موقعاً تذكارياً مهماً. وفي الجنوب، زعمت روسيا أنها طوقت بالكامل ساحل بحر آزوف الأوكراني. وإذا تم تأكيد ذلك، فإنه يعني أن القوات الروسية التي تغزو من شبه جزيرة القرم اتحدت مع الانفصاليين في الشرق وعزلت ميناء ماريوبول الشرقي الرئيسي في أوكرانيا. 

وقال مستشار بوزارة الداخلية، إن القوات الروسية دخلت الثلاثاء مدينة خيرسون في جنوب غرب أوكرانيا، لكن مبنى إدارة المدينة لا يزال في أيدي الأوكرانيين. وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية عن وصول دفعة جديدة من طائرات بيراقدار تي بي 2 إلى أوكرانيا جاهزة للقتال. 

وسجلت الأمم المتحدة مقتل أكثر من 130 مدنيا، بينهم 13 طفلا، منذ بداية القتال الأسبوع الماضي. وقالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن الحصيلة الفعلية ربما تكون أعلى بكثير. وقال مسؤولون أن موسكو دفعت الآن بأكثر من 80 في المئة من قوتها القتالية داخل المناطق الحدودية الروسية وفي بيلاروسيا المجاورة، إلى أوكرانيا، في الأشهر الأخيرة. ويشير ذلك على تصميم بوتين على شل الحكومة المدعومة من الغرب والتي يؤكد أنها قوضت الأمن الروسي، حسبما تقول صحيفة واشنطن بوست. ولا يزال لدى روسيا المزيد من القوات التي يمكن أن تدخل المعركة على الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واجه إدانة عالمية وعقوبات دولية بسبب إجراءاته التي بددت سلام أوروبا في فترة ما بعد الحرب الباردة. 

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن “العملية العسكرية الخاصة” ستستمر حتى تحقق أهدافها التي حددها بوتين على أنها نزع سلاح أوكرانيا والقبض على “النازيين الجدد” الذين يقول إنهم يديرون البلاد. وفي المقابل رفضت أوكرانيا التخلي عن حقها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو اقتراح يصفه بوتين بـ”خط أحمر”.

 وقد أسفرت الحرب عن جولات متتالية من العقوبات الدولية ضد روسيا، وكانت أكثر العقوبات فاعلية حتى الآن هي تلك المفروضة على البنك المركزي الروسي والتي تمنعه من استخدام صندوق الحرب البالغ حجمه 630 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي لدعم الروبل.  وارتفع عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة مجددا، ووصل إلى 836 ألف شخص حتى الأول من آذار، بحسب إحصاء أعدته مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين صدر اليوم الأربعاء. وبذلك، ارتفع العدد ب160 ألف لاجئ بعدما كان 677 ألفا امس، فيما وجه المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي نداءا عاجلا لتمويل مساعدات إنسانية للبلاد وللأشخاص الذين فروا من المعارك. 

في المفاوضات، نقلت وكالة “سبوتنيك” عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف قوله اليوم: “أن الوفد الروسي سينتظر المفاوضين الأوكرانيين في مكان المفاوضات بعد ظهر الأربعاء”. وردا على سؤال حول مدى احتمالية تحقيق الحد الأدنى من النجاح في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، قال بيسكوف: “لن أقدم مثل هذه التوقعات، فأنا لا أمتلك موهبة التنبؤ. أولا يمكنك على الأرجح محاولة التنبؤ بما إذا كان المفاوضون الأوكرانيون سيأتون أم لا. دعونا نأمل أن يحدث ذلك. سيكون وفدنا على استعداد للجلوس على طاولة المفاوضات في المساء”. بينما نقلت وكالة “رويترز” عن مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك قوله: “إن إجراء مزيد من المحادثات مع روسيا قيد المناقشة وإن هناك حاجة إلى جدول أعمال يتناول قضايا جوهرية”. وردا على سؤال حول موعد الجولة الثانية من المحادثات قال:”إنها قيد المناقشة في الوقت الحالي. هناك حاجة إلى جدول أعمال يتناول قضايا جوهرية”.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة