اليوم الــ 87 للحرب: الدونباس على وشك السقوط
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 87 للحرب، كثفت القوات الروسية ضرباتها على مناطق في إقليم دونباس، التي لا تزال في قبضة القوات الأوكرانية، فيما أكد العديد من سكان لوغانسك أن آخر جسر يربط البلاد بالشرق الأوكراني في تلك المنطقة دمر.
وأعلن سيرهي جايداي، حاكم منطقة لوغانسك، أن القوات الروسية دمرت جسراً على نهر سيفيرسكي دونتس بين سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، اللتين تشكلان عبر النهر الجزء الشرقي من جيب يسيطر عليه الأوكرانيون، فيما تحاول القوات الروسية اقتحامه منذ منتصف أبريل الماضي بعد فشلها في السيطرة على كييف.
فقد تحولت الطريق الوعرة التي تعبر حقولا مليئة بزهور عباد الشمس وقرى صغيرة في هاتين المدينتين، إلى واحدة من أبرز جبهات القتال.
وتجهد القوات الأوكرانية التي يفوقها الجيش الروسي قوة لمنع الروس من محاصرة ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك اللتين كانتا في يوم من الأيام تعجان بالحركة عند الطرف الشمالي الشرقي من الطريق.
إشارة إلى أن تلك المنطقة المدمرة التي كانت في السابق مركزاً لتصنيع الفحم والمواد الكيميائية، تشكل الجيب الأخير للمقاومة الأوكرانية في جبهة حرب دونباس. في حين تسعى القوات الروسية في الوقت الحالي إلى قطع آخر الطرق، على بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب غربي ليسيتشانسك، عبر قصفها أولاً بالمدفعية ثم التحرك نحوها بقوة، بهدف منع إرسال تعزيزات إلى تلك المناطق.
من جهة ثانية، أعلنت أوكرانيا العمل بالأحكام العرفية والتعبئة العامة الأحد لمدة ثلاثة أشهر، الإجراءان اللذان فُرضا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في نهاية شباط. وفي السياق، وافق البرلمان الأوكراني الأحد بالأغلبية المطلقة على المرسومين الرئاسيين بشأن تمديد الأحكام العرفية والتعبئة العامة حتى 23 غشت.
هذا وافاد مصدر في هيئات حماية القانون في مدينة إنيرغودار، لمراسل “تاس”، أن “اليوم ونتيجة انفجار في مدخل منزل، أصيب عمدة مدينة إنيرغودار أندريه شيفتشيك، مع اثنين من حراسه. وكان سبب الانفجار زرع عبوة ناسفة يدوية الصنع في الخزانة الكهربائية لمدخل المنزل”. ووفقا له، تلقى شيفتشيك مؤخرا تهديدات متكررة من الجانب الأوكراني.
ولفت إلى أنه “لقد تلقى تهديدات متكررة. دوى انفجار في مدخل مبنى سكني عندما دخل العمدة إلى البناية”. ويشار إلى أن إنيرغودار، هي مدينة في مقاطعة زابوروجيه في أوكرانيا، ووقعت تحت سيطرة القوات الروسية اعتبارا من مارس عام 2022، بعد بدء العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس.
وافادت وزارة الدفاع الروسية، عن “إصابة 3 مراكز قيادة و4 مستودعات للذخيرة و13 منطقة تجمع للقوات الأوكرانية بصواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو، في دونباس خلال الـ24 ساعة الماضية”. ولفت المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، الى “أنه نتيجة الغارات الجوية تم القضاء على أكثر من 210 عناصر للفصائل القومية الأوكرانية، وتعطيل 38 قطعة من المعدات العسكرية”.
وذكر المتحدث أنه، خلال اليوم الماضي، أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 11 طائرة مسيرة أوكرانية في الجو في دونيتسك، ولوغانسك، ومقاطعتي خيرسون (جنوب) وخاركوف (شمال شرق). وأشار الى أن “القوات الصاروخية والمدفعية الروسية أصابت 583 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية المعادية، و41 موقع قيادة، و76 وحدة مدفعية وهاون في مواقع إطلاق النار، بما في ذلك 3 بطاريات راجمات صواريخ من طراز “غراد”، بالإضافة إلى محطة “بوكوفيل” للحرب الإلكترونية في مقاطعة نيكولايف (جنوب).
من جهته، أشار قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، سيرغي كاراكاييف، الى أن “الصاروخ الباليستي الثقيل الجديد العابر للقارات (سارمات) ، هو سيف القصاص والانتقام الروسي”. وأشار إلى أن هذا الصاروخ الروسي الجديد يستطيع التحليق عبر القطبين الشمالي والجنوبي، وكذلك وفق مسارات أخرى ويستطيع بسهولة تخطي الدرع الصاروخي المعادي.
من جهتها، أعلنت الإدارة العسكرية والمدنية لمنطقة خيرسون، مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة عشرة، في قرية بيلوزيركا بمنطقة خيرسون، جراء قصف من الجانب الأوكراني. وأشارت الإدارة، في بيان، الى أنه “بسبب الهزيمة في ماريوبول وعلى الجبهات، تحاول كييف الانتقام من المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرنها”.
إلى ذلك، لم يستبعد زعيم دونيتسك الانفصالية عن أوكرانيا، والمعلنة جمهورية مستقلة من روسيا، دينيس بوشيلين، اختباء عدد من المسلحين الأوكرانيين، داخل مصنع “آزوفستال” في مدينة ماريوبول، بعد استسلام آخر مجموعة من القوات الأوكرانية المتمركزة داخله أمام الجيش الروسي.
ولفت إلى أنه “كان لديهم كمية كافية من الطعام والماء، والذخيرة بالطبع”، مشيرًا إلى أنه “من الواضح أن المشكلة التي واجهوها في الأيام الأخيرة هي الأدوية. كانوا في عداد المفقودين، وإذا قرر شخص ما البقاء داخل المصنع، فنحن لا نستبعد ذلك”. وأكد أنه “يجرى فحص دقيق لكل ركن وكل زاوية، إذا كان شخص ما هناك، فسيتم تحديد هويته. لا شك لدي في ذلك”.
من جهته، قال رئيس جمهورية الشيشان الروسية، رمضان قديروف، أن “مقاتلي القوات الخاصة الشيشانية، بدأوا في تدمير مواقع وتحصينات “النازيين الأوكرانيين” في منطقة قرية كاميشيفاخا (في لوغانسك)، وفي وقت سابق، بدأ رجالنا بقيادة قائد كتيبة الشرطة الخاصة التي سميت على اسم بطل روسيا أحمد خادجي قديروف زميد شولايف، بالهجوم على المنطقة عقب التحرير الناجح لماريوبول”.
ولفت، في تصريح على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنّ “اقتحام كاميشيفاخا مرتبط ببعض المخاطر على السكان المدنيين، حيث يواصل الجيش الأوكراني استخدام المدنيين كدروع بشرية”، موضحًا أنّ “هذه المرة، تم تحديد نقاط إطلاق النار، ومن الضروري أيضا مراعاة حزام الغابة الشاسع خلف البلدة حيث توجد مواقع مدفعية العدو، ومع ذلك، لا شك أن المهام المحددة ستكون على أكمل وجه من السرعة والدقة”.
في المواقف، اعتبر وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون، أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي “سيستغرق على الأرجح 15 أو 20 عاما”، مقترحا أن تنخرط كييف في الأثناء في المنظمة السياسية الأوروبية التي اقترح الرئيس إيمانويل ماكرون إنشاءها.
وأضاف “في غضون ذلك، نحن مدينون للأوكرانيين بمشروع سياسي يمكنهم الانخراط فيه”.
أما وزير مالية ألمانيا كريستيان ليندنر، فقال أن بلاده منفتحة على مقترحات من الاتحاد الأوروبي بخصوص مصادرة أصول الدولة الروسية لصالح أوكرانيا، مشددًا على أن ” ألمانيا تعتبر الصعوبات التي تواجه مصادرة ممتلكات الروس الخاضعين للعقوبات الغربية خطيرة للغاية وستكون لها عواقب جدية”. وأكد في مقابلة نشرتها صحيفة فايننشال تايمز اليوم، أن “الدول التي تقوم على سيادة القانون، تضمن حرمة الملكية الخاصة. الصعوبات المرتبطة بالمصادرة عالية للغاية”. ونوه بأنه ينبغي إقناع رجال الأعمال الروس، “بالمساهمة في دفع تعويضات لأوكرانيا على أساس طوعي. ويجب إجراء مناقشة سياسية، أود أن أشارك فيها”.