“نظرة من الداخل” لعلي غازي.. دعوة للنّقاش والتساؤل والتّأمّل في أحوال القصة القصيرة جدا

“نظرة من الداخل” لعلي غازي.. دعوة للنّقاش والتساؤل والتّأمّل في أحوال القصة القصيرة جدا

علي بنساعود

 عبر القاص والباحث العراقي علي غازي عن شعوره وجمهرة من النقاد ووسائل الإعلام العراقيين بمزيج من الفخر والمرارة… فهم يشعرون بالفخر لأن القصة القصيرة جدا بالعراق حصلت، حسبه، على “حق الأسبقية والتأسيس”، أما استشعارهم المرارة فناتج عن أن العراق، حسبه أيضا، “يمتلك أضخم ماكنة إعلامية في الشرق الأوسط والعالم العربي” ومع ذلك، فإن “الصوت الذي يعتني بالمشهد الثقافي خافت” أما دور وزارة الثقافة، فضئيل “لا يناسب ما عليه التفجر المعرفي الضخم الذي أفرزته المتغيرات السياسية والاجتماعية منذ عام 2003.” مضيفا أن بعض الكتاب حققوا عدة نجاحات، “إلا أن هناك قصورا ملحوظا من جانب النقاد الذين ظلت نظرتهم انطباعية بحتة، واهتمامهم متعلقا بالشكل، ومقتصرا على نماذج ليست مكتملة ولا ناضجة فنيا، فضلا عن عزوف كثير منهم، ونأيهم عن الخوض في هذا المعترك، بسبب ما يشاع حول طبيعة القصة القصيرة جدا، وأنها مفرغة من القيم الجمالية للسرد، وأن العديد ممن لا خبرة لهم ولا موهبة قد استسهلوا كتابتها واسترسلوا في عرض بضاعتهم دون رادع ولا وازع”. ص162

كما أكدا الأستاذ غازي على أن “النقد جزء من عملية الإبداع، ولا يمكن تجاهل دوره في الارتقاء بالمشروع الأدبي، كما أن وجود القاعدة النقدية الرصينة أمر ضروري، وتجاوز هذه الحقيقة يعني الضياع في مجاهيل بعيدة وبالتالي إنتاج نصوص هزيلة لا تمت للنوع بأي صلة”. ص170

جاء هذا في كتابه “نظرة من الداخل: دراسة تحليلية حول نصوص القصة القصيرة جدا”* وهو كتاب يعتبره مؤلفه “حديثا عن تجربة شخصية، وليس محاولة لفرض تنظير جديد“. يتناول فيه مجموعة من المحاور أهمها: “نخبوية القصة القصيرة جداً، التكثيف، الأسلوب، الحداثة والخطاب السردي، أنماط القصة القصيرة جدا، الطول وإشكاليّة التصنيف، فعليّة الجملة، الوصف، التجريد، الرمز، الثلاثيّات والتجريب، النقد وكتّاب القصة القصيرة جدا…”.

فبعد تناوله لمحور “النخبوية”، انتهى الباحث إلى أن السبب الذي يجعل “نصوصنا لا تخاطب إلا نفسها” هو “التضارب الذي نشهده في التجاذبات الفكرية الخاصة بالتنظير للقصة القصيرة جدا، والفهم المغلوط الذي صنع إرباكا يصعب تجاوزه (…) ولأن كتاب الققج يرزحون بين عبئين، تغافل النقاد وتجاهل دون النشر والصحافة من جهة، وقلة القراء من جهة أخرى”. ص30

وبخصوص التكثيف، ذهب علي غازي إلى أنه “لا مناص من القول إن التكثيف عمليّة صياغة معقّدة، تشمل المفردة اللّغويّة، والاستنباط الفكريّ، والرؤية العميقة للأحداث ونفسيّة الشخصيات، ومساحة واسعة من الهوامش والتناصات، والإسقاطات العلميّة والفلسفيّة والتاريخيّة والاجتماعيّة، ولا نجاح للتكثيف في نصّ ما دون أن يمتلك كاتبه ناصية اللّغة الّتي تمكنه من اختيار أجزل العبارات وأدق الأوصاف، ببلاغة معبّرة، وشاعريّة شفافة، تأخذ بعين الاعتبار الطرح المثالي المنضبط، والتناسق التام بين الدال والمدلول“. ص40

أما عن “الأسلوب” فيقول الأستاذ غازي أن “ما يجعل من القصّة القصيرة جدا فنا مدهشا ليس سرعتها، ولا قصرها الشديد، بل قدرتها الفريدة على طرح الأفكار وصياغتها وفق أساليب متعدّدة، إذ تكون اللّغة وسيلة إنتاج ناجحة، وأداة تعبير مثالية تلتزم بغاياتها دون إسفاف“. ص59

و”مما لا شكّ فيه، حسب الباحث، أن إدهاش القارئ وإمتاعه، يحتاج إلى جهد فائق وإيمان عميق بأن الكتابة مبدأ، وليست تسلية، وأن المهمّ في القصّة القصيرة جدّاً هو أن تكون معبّرة، تماما مثل لوحة (فان غوخ(، الّتي وصفها في رسالته الأخيرة لأخيه بالقول: )اليوم، قمت بتشكيل وجهي من جديد، لا كما أرادته الطبيعة، بل كما أريده أن يكون). ص59

وبخصوص “الحداثة والخطاب السردي” يرى غازي أنها تعني الإبداع الذي هو نقيض الاتباع، والعقل الذي هو نقيض النقل“. وأن النموذج الحداثوي، في عالمنا العربي، يواجه اليوم تحديات عدّة، أوّلها غياب الوعي لدى بعض الكتّاب الذين يعتنون بتحديث مبنى النص دون معناه، فتبرز تلك القطيعة والفارق الشاسع، بين نوعيّة ما ينتج من نصوص، وبين ما تملكه القصّة القصيرة جدّاً من إمكانيات هائلة في الطرح والتعبير، فالحداثة لا تعني القطيعة مع النموذج الكلاسيكي، كما أنها ليست قفزا على قوانين السرد وجمالياته، وعلى الكاتب أن يكون على وعي تام بهذا التطور الذي فرض مغايرة ملحوظة حتّى في الأساليب الكتابيّة. ومع هذا التّركيز غير المتقن على التكثيف الشكلي، وفعلية الجملة وقصرها الشديد، واعتماد أسلوب الومضة في المتون _الفعل/ ردّ الفعل_ سنجد أن نصوصنا، صارت نوعا آخر، وتحتاج تجنيسا مغايرا للقصّة القصيرة جدا، وهو ما حصل بالفعل، وشخّصناه في نصوص كثيرة ما كانت إلا فكرة بموضوع بسيط، أو مجرّد مفارقة، أو جملة خبريّة من سبب ونتيجة“. ص75/76

وعن أنماط القصة القصيرة جدا، وبعد إبرازه لتجليات القصور في التقسيمات التي يقترحها النقاد (جاسم خلف إلياس وجميل حمداوي وعباس عجاج) يقترح علي غازي تقسيما يراه “أصلح” يرتكز على “معايير أوضح، وأكثر ثباتا في القصة القصيرة جدا” ص80، تقسيما يوائم النماذج المطروحة أمامه، “الّتي يعرفها ويداوم على كتابتها اليوم أغلب كتّاب القصّة القصيرة جدّا”، والتي يمكن، حسبه، التأسيس عليها وقياس النصوص وفقها، باعتبارها مادّة كتابيّة تامّة من حيث المبنى. ونقسّمها )بناء على شكلها) إلى خمسة أنماط: تفصيلي وتفعيلي وإدغامي وإدراجي ومتواليات.

1 النمط التفصيلي: وهو نمط يعتمد، حسب الباحث، على كلّ ما للسرد من آليّات وجماليّة، كالوصف والاستطراد والحوار والجمل الطويلة اسمية كانت أو فعليّة أو سواهما.

ويعتبر غازي هذا النمط “أقرب إلى النموذج الكلاسيكيّ، وأكثر إمتاعا للقارئ، ويغلب فيه الطول النسبيّ”، واستدل عليه بنصوص قصصية لكل من المبدعين محمد قاسمية واعتدال الشوفي وعمر حبيب وريم الشعار.

2 النمط التفعيلي: وهو الّذي يعتمد، حسبه، تقسيم النصّ إلى جمل فعليّة، والتركيز على الحركيّة، واعتماد المفردة اللغويّة الدالّة والمعبّرة، مع العزوف عن الوصف والاستطراد.

وهو قسمان:

الأول/ استرسالي: غالبا ما يكون الاستهلال فيه بجملة فعليّة، ثم يتواصل السّرد بأفعال متعدّدة تصل إلى أكثر من ثلاثة قبل الوصول إلى الأزمة أو العقدة، واستشهد على هذا النمط بنصوص لكل من القاصين أياد السلمان ومثنّى حسّاف وعبد الوهاب ميا

الثاني/ محوريّ: وهو، حسبه، أقرب الأنماط إلى فلسفة وروح القصّة القصيرة جدّاً، ويتميّز بقصره وتمحور السرد فيه على الحدث والموضوع بدون زيادات، وصولاً إلى الخاتمة، واستعمال جمل فعليّة لا تزيد على ثلاث قبل حصول الذروة، ومن نماذجه، قدم نصوصا للمبدعين: غسان هندي وصبحي الحمود وليلى أحمد.

3 النمط الإدغامي: وهو نمط يعتمد اقترانه بالقصة القصيرة جدا على إدغام القصصيّة بالسرد الإخباري، وغالباً ما نرى السرد هنا غير مرتب، فالأزمة تارة في المستهلّ وتارة في الخاتمة، والحلّ يَسبق الأزمة أو النّتيجَة تسبق السبب، وبطريقة إخباريّة بحتة وقريبة من أسلوب الخاطرة وأدب الرّسائل. ومن نماذجه قدم الباحث نصوصا لمحمد غازي النعيمي

وعزيز الشعباني وحسام عبد الأمير وعمار طاهر صالح.

4 النمط الإدراجيّ :ويتّصف، حسبه، بإدراج المفارقة أو العقدة في حوار، وقد ينوب ذلك الحوار عن الحدث وتصاعده، كما في نصوص لكل من: عبد الكاظم الغليمي وهدى الغراوي وإبراهيم عدنان وإحسان أبو شكاك…

5 نمط المتواليات: وهو تجزئة النصّ إلى قصّتين أو ثلاث أو أكثر، يجمعها عنوان رئيس، وقد يكون الرابط بين تلك النصوص واحداً، كأن يكون نفس الموضوع، أو نفس الشخصيّات، أو متعدداً برؤى ومعالجات من زوايا مختلفة.

ويعقب الباحث على تصنيفه هذا بالقول إنه لا يدعي أنه تصنيف نموذجي، قادر على الصمود أمام مرونة القصّة القصيرة جدا وقابليتها المستمرّة للتطوّر، وأنه محاولة لتبسيط أكثر الأمور تعقيدا لدى الكتّاب الهواة، وسيفتح الطريق أمامهم نحو معرفة واسعة وشموليّة بهذا النوع. ص89

 

وبخصوص مبحث “الطول وإشكاليّة التصنيف”، خلص الأستاذ علي غازي إلى القول “إن الطول في القصّة القصيرة جدّاً فضاء مفتوح، ولن يستقرّ إلّا بعد أن تحدد المسافة بينها وبين )القصّة القصيرة(، وأن على الكاتب أن لا ينظر إلى المعيار الكمّيّ للنصّ إلّا في الحدود الّتي تضمن اكتفاء ذلك النصّ فنيا، فالطول لا يعيبه، كما  أنّه ليس العنصر الوحيد الذي يخرجه عن جنس القصّة القصيرة جدا. ص104

وفي مبحث “فعلية الجملة”، أكد علي غازي على أن “النظرة إلى القصة القصيرة جدا، يجب أن تغادر السطحيّة والتعجل، وأن تكون منطقية ومن صميم واقعها، وإلا صارت مجرد آراء ارتجالية، تفقد بريقها في أول منعطف، كما توقف عند ما سماه “تقييد الخيال تحت مسمى )فعلية الجملة)؟” وأرجع إياه في إلى سببين:

الأوّل: (هو) سوء فهم للتنظيرات المتعلقة بالقصة القصيرة جدا، ومحاولة تسويقها دون مقاربة عملية.

الثاني: إيجاد نظام لضبط النصوص وفق إيقاع يحقق تفردها، شبيه بالتفعيلة في الشعر.

وهذا المعطى في نظره “يؤشر على ضعف الخطاب النقدي وقصوره في تخليق القاعدة الرصينة، الّتي تضمن مسارا متزنا للقصة القصيرة جدا.”

خصوصا، حسبه، أننا لا نجد عند النقاد اللاتينيين أيّة إشارة تعتبر أن )فعليّة الجملة( ركن من أركان القصّة القصيرة جدا، أو حتى صفة قابلة للإلزام في أقلّ تقدير.

من ثمة، حسبه، فإن “إيجاد فرضية )فعلية الجملة( وابتداعها من فراغ، أمر يخلخل النظريّة السرديّة، بل يفرغها من محتواها الجمالي كلّيا إن لم يتعارض معها.” إضافة إلى “كونه قيدا يجعل الأفق حول الكاتب محدودا وضيّقا، كما يجعل كل خياراته الإبداعية أشبه بممارسة لعبة مملة، سيضطرّ فيها لتكرار نفسه، وهو ما نراه واضحا وبصورة مقلقة في أغلب ما ينشر اليوم من نصوص رديئة ومملة، تسيطر على كتابها نزعة انفلاتية مقولبة وفق ضابطين لا أكثر: فعليّة الجملة، والقصر الشديد.

ليختم بتساؤل مؤداه: لماذا نختار التقوقع في حصون نقد تجاوزته التجارب، ونقيّد أقلامنا بنمط نكرّره في كلّ خطوة؟

 وختم علي غازي مبحث “الوصف في القصة القصيرة جدا” بالقول إن “الشيء الذي لا تتحمّله (القصّة القصيرة جدا) ليس الوصف بل التقريريّة، واللّف والدوران، وافتعال متاهات بعيدة عن مضمون القص، ومَطّ الحدث أو ضغطه إلى الحد الذي يبعثر المادّة الكتابيّة، ويشعر القارئ بالملل التام.” ص124 وأضاف “علينا أن نقر في النهاية، أن كل الغايات المتعلّقة بالوصف، إنما تأتي لكي تنهض بالسرد، وتجعله مادّة محسوسة، تماما مثل حكاية ذلك الإمبراطور الصيني الذي استدعى الرسام، ليغير له الشلّال في اللّوحة الّتي تتوسط غرفة نومه، لأنه يصدر صوتا مزعجا! ص124

وبخصوص التجريب في القصة القصيرة جدا يرى الباحث أنّ التجريب وجد أصلا لإغناء التجربة الكتابيّة، وليس لتحويلها إلى عمليّة تجريد ينزع منها هويتها، ومبرّرات وجوده محكومة هي الأخرى بجوهر المادة الفنية الّتي أسست وفق منظور أكاديمي معروف.

وبالمناسبة دعا إلى وجوب “الإقرار قبل كلّ شيء، أن الإبداع هو عمليّة وعي ممنهج، وليس انفلاتا يقلب الضوابط وفق شروطه. لذلك، لا يمكن الحكم لصالح هذا النصّ، إلّا في حالة نسف تام لكلّ الأنظمة الّتي أسست عليها العمليّة السرديّة.

ويضيف: “لا نستطيع أن نلغي طموح الكاتب في كسر القيود، والتّحليق في أفق الابتكار والإبداع، فهو حقّ من حقوقه على كلّ حال. لكنّنا أيضا نملك حقّ التساؤل، فيما إذا كانت القصّة القصيرة جدّاً، حقل تجارب مفتوح بلا حدود أو قيود، وبطريقة تشعر المتابع أن الأمر قد انتهى، ولم يعد بالإمكان التوقف عند أنموذج ما، وهنا يعترضنا سؤال ملح:

إذا كانت صناعة نصّ قصّة قصيرة جدّاً بحاجة إلى قوانين، فهل يمكن عكس الفرضيّة، بإنتاج نصوص بلا قوانين؟! ص129

 وفي محور “الرمزية والخطوط الحمر” أكد الباحث على أن “القصّة القصيرة جدا رسالة، ولكي تؤدّي الرسالة دورها يفترض أن تكون دقيقة وواضحة. فبناء النصّ الظاهريّ لا يكفي وحده لإقناع القارئ بجماليّة ما يقرأ. وإغراق المتون في الغموض والضبابيّة، في ظلّ غياب مرجعيّة المعنى واللّغة المتوازنة، يخرجها من دورها ويفرغها كلّيّا من محتواها.” ص138

وتحت عنوان “الثلاثيات ومحنة التجريب” أشار الباحث إلى أن كثيرا من الكتاب فشلوا في كتابة الثلاثيّات، فـ”بدت نصوصهم مبتورة شكلا ومضمونا، يعوزها الكثير لتصل إلى ما يتوخاه القارئ، فالثلاثيّة تستلزم رؤية واسعة، وإذا أرادت أن تحوز على الشرعيّة المطلقة، عليها أن تجد رابطا بين نصوصها أعمّ من وحدة الموضوع، وعلى النصّ أن يحمل أكثر من سلاح ليعبّر في النهاية عن نمط مقبول شكلا ومعنى.

على أن التجريب في هذا الحقل بالذات يواجه رفضا، بل حتّى استهجانا من قبل الكثيرين، لاعتبارات شتى، حيث يعتقد بعض النقاد والدارسينٌ، أن تجزئة القصة تعني مطا في الحدث، وما يستتبعه من احتمال توارد التكرار والزيادات، وبالتالي تهاوي النصّ في فخاخ التقريريّة والتشظي.

فالقصّة القصيرة جدا: )محكومة ومقيدة بالقصر، وبكلمة )جدا) فحين نجعلها في حكم الشّذرة، نعمد من حيث ندري أو لا ندري إلى التّشظي، والتّشظي يتطلب مساحة للانتشار، وحجم القصّة القصيرة جدا لا يسمح بذلك... فالذين غامروا وأقحموا التشذير في القصة القصيرة جدا، كان دافعهم التّجريب، فوقعوا في المحظور، إذ وجدوا أنفسهم يلبسون  فنهم الضئيل القصير لباسا فضفاضا لا يناسب الحجم المراد(. كما يعتقد الدكتور مسلك ميمون.

لذلك، على الكتاب، حسب علي غازي، “أن يكونوا على وعي شديد، فإقناع القارئ هنا بحاجة إلى آليات ونظرة محكمة قد يفتقر إليها الكثير منهم. فالثلاثيّة أساسا هي كالمسرحيّة، قصّة في ثلاثة فصول، قد تحتاج نفس الموضوع ونفس الشخوص أو بمواضيع مختلفة لشخوص متّحدين، أو شخوص متعدّدين تجمعهم وحدة المكان أو الحدث نفسه. ويفترض أن تكون تكاملية مع ما للقصة القصيرة جدا من ميزات، وليست بابا يفتح إشكالية جديدة. ص152

للإشارة، فإن هذا الكتاب، وكما قال عنه الدكتور مسلك ميمون “يغري بالقراءة، ويدعو للنّقاش، ويحمل على التساؤل والتّأمّل، كإطلالة هي نتيجة تجربة ذاتية في مضمار القصّة القصيرة جدّاً، الّتي ما زالت تنتظر الكثير من التنظير والنقد، لتتضح معالمها مكتملة، تميزا وتفردا عن غيرها، كفن سردي له خصائصه ومقوماته، ما فتئ يشق طريقه بعسر وسط الزحام، قد يتقاطع وأجناس أخرى، لكن، دون أن ينصهر فيها أو يستنسخها”. ص11

Ÿعلي غازي: “نظرة من الداخل: دراسة تحليلية حول نصوص القصة القصيرة جدا” إصدارات منظمة إدراك للتنمية، الطبعة 3 عام 2022

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

علي بنساعود

كاتب مغربي