اليوم الــ 199 للحرب كييف تتقدم في الشرق وتحرر 20 بلدة وروسيا تحذر الغرب من امدادات السلاح
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 199 للحرب، جاء إعلان أوكرانيا عن اختراق الدفاعات الروسية واستعادة أراض في مناطق مختلفة، وقال الجيش الأوكراني، مساء أمس الخميس، إنه اخترق دفاعات روسية واستعاد أراضي في مناطق عدة، أبرزها مدينة في الشرق.
وفي وقت تشنّ القوات الأوكرانية منذ الأسبوع الماضي هجومًا مضادًا واسعًا، خصوصًا لاستعادة منطقة خيرسون جنوب البلاد، أعلنت رئاسة الأركان سلسلة نجاحات على جبهات عدة في أنحاء أوكرانيا.
وأٌحرز التقدم الأكبر بمنطقة خاركيف الحدودية مع روسيا شمال شرق البلاد، حيث تؤكد القوات الأوكرانية أنها اخترقت الدفاعات الروسية بعمق 50 كيلومترا واستعادت أكثر من 20 بلدة من القوات الروسية.
وأكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء امس الخميس أنّ قواته استعادت السيطرة على مدينة بالاكليا في منطقة خاركيف (شرق) من القوات الروسية.
وقال: “الأمور كما ينبغي أن تكون. العلم الأوكراني يرفرف فوق مدينة تم تحريرها، تحت سماء أوكرانيا”. وأرفق رسالته بمقطع مصوّر يظهر جنوداً أوكرانيين يسيرون بهذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 27 ألف نسمة واحتلها الجيش الروسي بداية مارس ـــــ آذار.
وفي الجنوب، أكّد الضابط بقيادة الأركان الأوكرانية أوليكسي غروموف أنّه “في بعض الاتجاهات” حقّق الجيش “اختراقا عميقا في الدفاعات العدوة (ضمن مساحة تتراوح) بين كيلومترين وعشرات الكيلومترات”. وأضاف “تم تحرير عدد من البلدات”.
وفي دونباس، سيطر الجنود الأوكرانيون على ما بين كيلومترين و3 كيلومترات في محيط مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك اللتين لا تزالان تحت السيطرة الأوكرانية، واستعادوا من الروس بلدة أوزيرن، بحسب غروموف.
ولم يتسنَّ في الوقت الراهن التحقّق من مصدر مستقلّ من هذه الإنجازات العسكرية، وهي الأكبر لأوكرانيا منذ انسحاب القوات الروسية من محيط كييف أواخر مارس ـــ آذار الماضي.
من جانبها، حذرت روسيا من استمرار الحرب في أوكرانيا جراء إمدادات السلاح الغربية إلى كييف. جاء ذلك في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي، مساء امس الخميس، بناءً على طلب من موسكو، لبحث إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا .
وقال مندوب روسيا الدائم لدى المجلس فاسيلي نيبيزيا “شن زملاؤنا الغربيون، منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أكبر حرب بالوكالة في التاريخ ضد روسيا، وقرروا القتال حتى آخر جندي أوكراني”.
وأضاف: “أنفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها نحو 20 مليار دولار على الدعم العسكري لأوكرانيا في الأشهر الأخيرة من هذا العام وحده، وتعتزم إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن طلب تمويل طارئ بقيمة 20 مليارا أخرى للربع الأول من عام 2023”.
وشدد على أن “هذه الأسلحة لن تحدث فرقا بساحة المعركة، لكنها ستكون قادرة فقط على إطالة أمد معاناة نظام زيلينسكي لتأخير النهاية “المزعجة” له، وأيضا إطالة أمد معاناة الشعب الأوكراني”. وقال إن “قادة الدول الغربية يعملون على تحويل أوكرانيا إلى مركز عالمي لإمدادات الأسلحة غير المشروعة، والتي يمكن أن يستخدمها “الإرهابيون” قريبًا في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا”.
وأضاف نيبيزيا أن “شركات السلاح بالولايات المتحدة وبريطانيا تحقق أرباحًا مذهلة”.
وردا على هذه الاتهامات، قال ريتشارد ميلز نائب المندوبة الأميركية الأممية إن بلاده وبريطانيا، ومعهما أكثر من 50 دولة، يفخرون بتقديم المساعدة الأمنية الحيوية لدعم أوكرانيا في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها في مواجهة العدوان الروسي.
يشار إلى أن وزراء دفاع مجموعة من الدول اجتمعوا أمس في ألمانيا لبحث مواصلة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا. وعلى هامش هذا الاجتماع، أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم أسلحة جديدة لأوكرانيا تتجاوز قيمتها 600 مليون دولار.
واليوم أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن القوات الأوكرانية حققت نجاحات في جبهتي خيرسون وخاركيف. وقال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التشيكي في براغ “نرى نجاحاً في خيرسون الآن، ونرى بعض النجاح في خاركيف وهذا أمر مشجع للغاية”.
هذا وتقترب القوات الأوكرانية، التي تحرز تقدماً سريعاً على الأرض، اليوم الجمعة، من خط السكك الحديدية الرئيسي الذي يزود القوات الروسية في شرق البلاد بالإمدادات، بعد أن أحدث انهيار جزء من الخط الأمامي الروسي أكبر تحول في زخم الحرب منذ أسابيعها الأولى.
من جهته، قال “معهد دراسات الحرب” البحثي، إن الأوكرانيين أصبحوا الآن على بعد 15 كيلومتراً فقط من كوبيانسك التي تضم تقاطعاً مهماً لخطوط السكك الحديدية الرئيسية التي تستخدمها موسكو منذ شهور لتزويد قواتها بالإمدادات في ساحات القتال بالشرق.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، إن قوات روسية منسحبة تحاول إجلاء الجرحى، وإنها أتلفت معدات عسكرية. وأضافت “بفضل الإجراءات الماهرة والمنسقة تقدمت القوات المسلحة الأوكرانية، بدعم من السكان المحليين، ما يقرب من 50 كيلومترا في ثلاثة أيام”.
وجاء تقدم أوكرانيا المفاجئ في الشرق بعد أسبوع من إعلانها عن بدء هجوم مضاد على بعد مئات الكيلومترات في الطرف المقابل للجبهة في إقليم خيرسون جنوب البلاد. ويقول مسؤولون أوكرانيون إن روسيا حركت آلاف الجنود جنوباً للرد على تقدم أوكرانيا في خيرسون، تاركةً مناطق أخرى من خط المواجهة مكشوفة وضعيفة الدفاع.
وقال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش في فيديو على يوتيوب “وجدنا نقطة ضعف لم يكن العدو فيها متأهباً”.
ولم يرد الكثير من المعلومات حتى الآن حول الحملة في الجنوب، حيث أبقت أوكرانيا الصحافيين بعيدا ولم تعلن سوى القليل من التفاصيل للحفاظ على سرية خططها الكاملة. واعترف أريستوفيتش بأن التقدم في الجنوب لم يصل بعد إلى السرعة التي حققها التقدم المفاجئ في الشرق.
من جهتها، نقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن سلطات عينتها روسيا في خيرسون القول إنه تم أسر بعض الجنود الأوكرانيين خلال الهجوم المضاد، وتدمير عدد غير معلوم من الدبابات البولندية التي كانوا يستخدمونها.
من جهة ثانية، أعلن محقّقو الأمم المتحدة، الجمعة، أنّهم وثّقوا أكثر من 400 عملية اعتقال تعسّفي واختفاء قسري على يد القوات الروسية في أوكرانيا، وعشرات الحالات المماثلة من قبل القوات الأوكرانية.
وأشارت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان الموجودة في أوكرانيا منذ العام 2014، إلى ارتفاع حاد في انتهاكات حقوق الإنسان منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط ـــ فبراير.
وفي لقاء مع للصحافيين من أوديسا، تحدّثت بالتفصيل عن آلاف القتلى المدنيين ومئات الاعتقالات التعسّفية، كما وثّقت التعذيب وسوء معاملة أسرى الحرب. وأضافت أنه إذا ثبت أمام محكمة أنّ “أسير حرب تعرّض للتعذيب وسوء المعاملة أثناء الاحتجاز، فإنّ ذلك سيكون جريمة حرب”. وقالت إن فريقها تحقّق من أنّ القوات الروسية والمجموعات التابعة لها احتجزت بشكل تعسّفي أو أخفت 416 شخصاً في المناطق التي تحتلّها أو تسيطر عليها. وأشارت إلى أنه “من بين هؤلاء، وُجد 16 شخصاً ميتاً وأُطلق سراح 166”.
وأضافت بوغنر أن الفريق وثق أيضاً 51 حالة اعتقال تعسّفي و30 حالة أخرى قد ترقى إلى مستوى الاختفاء القسري، قامت به هيئات إنفاذ القانون الأوكرانية. وقالت إنّ البعثة تمكّنت من “الوصول بدون عوائق” إلى أماكن الاحتجاز في المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا، لكنّ روسيا لم تسمح بالوصول إلى أسرى الحرب المحتجزين في أراضيها أو المناطق التي تسيطر عليها.
وتابعت: “يعدّ ذلك الأكثر إثارة للقلق منذ أن وثّقنا أنّ أسرى الحرب الخاضعين لسلطة الاتحاد الروسي… عانوا من التعذيب وسوء المعاملة، وافتقروا في بعض الأماكن إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية والصرف الصحي”. ووصفت “عملية ترحيب” يخضع لها المعتقلون الجدد، حيث يُجبرون على السير في ممر يصطف على طوله حرّاس مسلّحون يضربونهم بقوة أثناء مرورهم. وأعربت بوغنر عن قلقها الكبير بشأن الوضع الصحي في معتقل أوليفنيفكا، حيث قالت إن أسرى الحرب يعانون من أمراض معدية، بما في ذلك التهاب الكبد أو السل.
كذلك وثّقت البعثة بعض حالات التعذيب وسوء المعاملة للأسرى الروس الذين يحتجزهم الأوكرانيون، خصوصاً خلال القبض عليهم ونقلهم إلى معسكرات الاعتقال.
من ناحية اخرى، أظهر تقرير صادر عن البنك الدولي والحكومة الأوكرانية والمفوضية الأوروبية أن الغزو الروسي تسبب في أضرار مباشرة بأكثر من 97 مليار دولار لأوكرانيا حتى الأول من يونيو، لكن إعادة إعمار البلاد قد تكلف قرابة 350 مليار دولار.
الى ذلك، أيدت محكمة روسية اليوم الجمعة غرامة مالية قدرها 21.7 مليار روبل (357 مليون دولار)، ضد وحدة “غوغل” في روسيا، بسبب الإخفاق المتكرر في حذف معلومات تتعلق بما تسميه موسكو “عمليتها العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، وفق ما ذكرته وكالة أنباء إنترفاكس الروسية.
<
p style=”text-align: justify;”>