اليوم الــ 89 للحرب: روسيا تنشط عسكريا وكييف تؤكد اهدافها لن تتحقق
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ89 للحرب، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن “خبراء المتفجرات الروس أكملوا إزالة الألغام من ميناء ماريوبول، وأنه تم فحص 134 مبنى من مباني الميناء والمنشآت التابعة، والعثور على أكثر من 12 ألف قطعة متفجرة وأسلحة تركها المسلحون الأوكرانيون وتم التخلص منها”.
وكشفت في بيان، أن “خبراء المتفجرات، حرروا قنوات الاقتراب والمياه الداخلية من السفن الغارقة والعقبات الملاحية الأخرى، وفي المجموع، فحص الخبراء أكثر من 1.5 مليون متر مربع من مساحة المياه و18 مرسى و32 سفينة”.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك، اليوم الثلاثاء، إن الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا دخلت أكثر مراحلها نشاطا. وقال موتوزيانيك إن القوات الروسية لم تتوقف عن محاولة عبور النهر.
يأتي ذلك فيما كان وزير الدفاع الروسي ورئيس مجلس الأمن القومي النافذ، ألمح الثلاثاء، إلى أنه قد يتعين على موسكو القتال لفترة أطول في أوكرانيا لتحقيق أهداف هجومها الذي دخل شهره الرابع.
وقال الوزير سيرغي شويغو، خلال اجتماع عبر الفيديو مع نظرائه في دول كانت منضوية في الاتحاد السوفييتي السابق وبث التلفزيون مقاطع منه: “سنواصل العملية العسكرية الخاصة حتى تتحقق جميع الأهداف، بغض النظر عن المساعدات الغربية الضخمة لنظام كييف وضغط العقوبات غير المسبوق”.
وأكد أن الجهود الروسية لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين “تؤدي بالطبع إلى إبطاء وتيرة الهجوم، لكن هذا الأمر متعمد”.
ويأتي التصريح بعيد نشر مقابلة نادرة أجرتها صحيفة “أرغومينتي أي فاكتي” الأسبوعية مع رئيس مجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف، قال فيها إن العمليات العسكرية ستستمر طالما دعت الحاجة إلى ذلك. وأوضح: “نحن لا نهتم بالتفاصيل.. الأهداف التي حددها الرئيس (فلاديمير بوتين) ستتحقق”.
وأضاف: “لا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك، الحقيقة إلى جانبنا”.
من جهته، قال الرئيس فلاديمير زيلينسكي، في حديث مع موقع “أكسيوس” الأميركي، إلى أنّه “من الضروري وضع سابقة للانسحاب الكامل للشركات الأجنبية من السوق الروسية”. وأكّد “أنني أعتقد أنه سيكون من الصعب ترتيب أي نوع من اللقاءات على المستوى الرئاسي بين روسيا وأوكرانيا، الأمر صعب لأن هناك خط يصعب تجاوزه، بعد ما حدث في بوتشا وإيربين وماريوبول وغيرها من البلدات والمدن” الأوكرانية، موضحًا أنه “لن يجتمع مع روس من المستوى الأدنى ولن يجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما لم يكن بوتين مستعدًا بالفعل لإنهاء هذه الحرب”.
وذكر زيلينسكي، حول عدم مشاركة القوات الأميركية في الصراع في أوكرانيا، أنه “سيتعين على الجيش الأميركي الذهاب إلى ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا. حسب المادة الخامسة من الناتو، وعليهم محاربتهم والموت هناك”.
من جهتها، أشارت الإستخبارات العسكرية البريطانية، إلى أن “روسيا تكثف عملياتها في دونباس وتسعى لمحاصرة سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك وروبيجني”، موضحةً أن “روسيا حققت نجاحات في بعض المناطق بسبب تركيزها على وحدات المدفعية”.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ، إيغور كوناشينكوف، قد لفت أمس، الى أن “صواريخ بعيدة المدى عالية الدقة أطلقت من البحر، دمرت في منطقة إحدى محطات القطار في مقاطعة جيتومير، الأسلحة والمعدات العسكرية التابعة للواء الهجوم الجبلي العاشر للجيش الأوكراني والتي كانت تنقل من مدينة إيفانو-فرانكوفسك (غرب) إلى دونباس”.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير، تمكنت كييف بمساعدة من دول الغرب من التصدي لتقدم قوات جارتها في العديد من المناطق، ومنها العاصمة كييف. غير أن روسيا تركّز الآن على تأمين وتوسيع مكاسبها في دونباس والساحل الشرقي الأوكراني. ورغم القتال العنيف المستمر منذ ثلاثة أشهر ووقوع خسائر فادحة من الجانبين، لا يتقدم الجيش الروسي إلا بصعوبة بالغة، مما يشير إلى حرب استنزاف طويلة.
وتتمثل الأهداف المعلنة للكرملين في “اجتثاث النازية” من أوكرانيا وتأمين المناطق الشرقية التي يتحدث معظم سكانها اللغة الروسية. وتتهم موسكو السلطات الأوكرانية بارتكاب إبادة جماعية مزعومة هناك.
وتتم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، شهرها الثالث، فيما يواصل الجيش الروسي تدمير مواقع البنية التحتية العسكرية الأوكرانية وتصعيد الضغط على قوات حكومة كييف في دونباس بهدف تحرير المنطقة كاملة، في مقابل دعم غربي لكييف بالمال والعتاد العسكري، إضافة إلى فرض العقوبات الاقتصادية الخانقة على موسكو.
في المواقف، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ “في ظل الظروف الجديدة، سيكون الاقتصاد الروسي بالتأكيد مفتوحًا”، مشددًا على أنه “علاوة على ذلك، سوف نوسع التعاون مع تلك الدول المهتمة بشراكة متبادلة المنفعة”.
وأشار خلال اجتماع نقلته وكالة “تاس” الروسية، إلى ضرورة تنويع تدفقات النقل بسبب رغبة بعض الدول في “إغلاق الطريق إلى روسيا”.
وذكر أن “تصرفات بعض الدول، ورغبتهم في الإغلاق من أجل روسيا، ليس لإغلاق روسيا، ولكن بشكل خاص لإغلاق روسيا حتى في غير صالحهم، أظهرت مدى أهمية تنويع تدفقات النقل على الفور في الوقت الحاضر، لتوسيع الممرات نحو يمكن التنبؤ به ومسؤول شركاء”.
ولفت نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري ميدفيديف، بحسب ما نقلت وكالة “تاس” الروسية، إلى أنّ “دونباس لن تعود إلى أوكرانيا”.
وأشار إلى أنه “يجب القضاء على النازية بنسبة 100%، وإلا فسترفع رأسها بعد سنوات قليلة، لا سيما في شكل أكثر قبحا”.
واعلن وزير الخارجية النمساوي، ألكسندر شالنبرغ، أن “موقفنا واضح فنحن متضامنون مع الاتحاد الأوروبي في موقفه إزاء حرب روسيا على أوكرانيا، وعلينا أن ندعم أوكرانيا بقوة، وأن نبعث رسالة لروسيا بأن أوكرانيا جزء من أوروبا”، لافتاً إلى اننا “ننظر إلى حرب روسيا على أوكرانيا باعتبارها تهديدا للأمن الجماعي الأوروبي”.
وأوضح في مؤتمر صحافي، “اننا نناقش الآن مع شركائنا الأوروبيين، فرض حزمة سادسة من العقوبات على روسيا، والخروج من التبعية للطاقة الروسية يتطلب زمنا طويلا وتكلفة كبيرة”، مشيراً إلى أنه “لا نية لدنيا للانضمام إلى الناتو حاليا وسنبقى دولة محايدة، وهدفنا السياسي واضح جدا وهو التخلص من الاعتماد على الغاز الروسي”.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، فون دير لاين، أنه “لا يمكن أن يكون من مصلحة روسيا أن يموت الناس حول العالم جوعا بسببها”، مشددة أنه “على الدول الأوروبية البحث عن فرصة لإقامة حوار مع روسيا حول مسألة استئناف تصدير الحبوب وغيرها من المنتجات الغذائية من أوكرانيا لتجنب أزمة الغذاء العالمية”.
وأكدت في حديث لـ “رويترز”، أنه “يجب أولا وقبل كل شيء أن ننظر إلى الحوار مع روسيا، وما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن تصدير الحبوب من أوكرانيا”.
الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، عن “منع 154 عضوًا في مجلس اللوردات البريطاني، من دخول روسيا”.
كما أعلنت “فرض عقوبات على 26 شخصية كندية بينهم زوجة رئيس الوزراء جاستن ترودو، ردا على عقوبات مرتقبة مناهضة لروسيا”.