اليوم الــ 90 للحرب: تضييق الخناق على لوغانسك وكييف تدعو الى تسليحها
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 90 للحرب، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، أن الجيش الروسي يحاول جاهدا تضييق الخناق على منطقة لوغانسك في الدونباس بشرقي البلاد حيث كثف هجومه بهدف “تدمير كل شيء”.
وقال حاكم المنطقة، سيرغي غايداي، على “تيليغرام”، الأربعاء “في منطقة لوغانسك، الروس يتقدمون من كل الجهات في آن”.
وجاء قرار موسكو بتكثيف هجومها في منطقة الدونباس، التي تضم لوغانسك ودونيتسك، ليصعب مهمة الاوكرانيين في الدفاع عنها بعدما تمكنوا من إبعاد القوات الروسية من أكبر مدينتين في البلاد، كييف وخاركيف (شمالي شرق أوكرانيا.
وأكدت هيئة أركان الجيوش الأوكرانية أن موسكو تلجأ بشكل متزايد إلى الطيران لدعم قواتها على الأرض. وقالت “بسبب نقص الصواريخ الفائقة الدقة، يسعى العدو إلى تدمير البنى التحتية الأساسية والعسكرية في أوكرانيا عبر وسائل أخرى”.
وفي الدونباس، أشار الحاكم المحلي إلى قصف “يزداد حدة”، مشيرا الى أن “الجيش الروسي يريد أن يدمر بالكامل سيفيرودونيتسك” المدينة الإستراتيجية الواقعة في شمالي غرب لوغانسك. وقال سيرغي غايداي “نحن في موقع متقدم يوقف الهجوم وسنقوم بذلك. رغم تفوق جيش العدو، سننتصر لأننا نقاتل من أجل أرضنا”، مقارنا الوضع في منطقة لوغانسك بالوضع في ماريوبول.
وكانت هذه المدينة الساحلية الكبرى الواقعة في جنوبي شرق البلاد دمرت بشكل شبه تام بعد قصف وحصار استمرا لأسابيع. ويطوق الروس مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، اللتين يفصل بينهما نهر وتشكلان آخر جيوب المقاومة الأوكرانية.
كما تجري معارك أيضا من أجل السيطرة على مدينة ليمان التي سيشكل الاستيلاء عليها تقدما مهما في محاولات التطويق كما قال رئيس الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك، دنيس بوشيلين. وقال في برنامج مؤيد للكرملين يبث على يوتيوب “وحدات روسية ومن الميليشيا الشعبية (الجيش الانفصالي الموالي لروسيا) دخلت إلى المدينة”. لكن، لم يتسن التأكد من هذه المعلومات على الفور.
وتحدث وزير الدفاع الأوكراني أيضا عن معارك كثيفة في محيط مدينتي بوباسنا وباخموت اللتين سيؤدي سقوطهما إلى سيطرة الروس على محور طرق مهم في جهود الحرب.
في هذا الإطار، دعت كييف الغربيين إلى تسليمها المزيد من الأسلحة. وقال وزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا، الثلاثاء، إن الهجوم الروسي في دونباس “معركة شرسة وهي الأكبر على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. أحض شركاءنا على الإسراع في تسليم الأسلحة والذخيرة”.
من جهته طالب الرئيس زيلينسكي أيضا “بأسلحة ثقيلة من قذائف صاروخية ودبابات وأسلحة مضادة للسفن وأسلحة أخرى”.
لا يزال الوضع على الجبهة الجنوبية مستقرا، رغم أن الأوكرانيين أعلنوا تسجيل مكاسب على الأرض فيها.
من جانب آخر، في خاركيف (شمالي شرق) بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها واستأنفت محطات المترو التي استخدمت ملجأ من القنابل، العمل منذ يوم امس الثلاثاء.
وفي تصعيد للضغط على روسيا، قررت الولايات المتحدة أن تنهي إعفاء يتيح لموسكو دفع ديونها بالدولار كما أعلنت الخزانة الأميركية الثلاثاء. هذا القرار يمكن أن يؤدي بروسيا التي لديها حوالي 12 دينا لتسديده بحلول نهاية السنة، إلى تخلف عن السداد.
وفي منتدى دافوس، أعلن الرئيس السويسري، إيغناسيو كاسيس أن بلاده ستنظم في 4 و 5 تموز/ يوليو “مؤتمرا لإعادة إعمار أوكرانيا” سيتطرق خصوصا إلى مسألة المساهمات التي تم الإعلان وتلك التي سترصد لاحقا من قبل البنك الدولي ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي والاتحاد الأوروبي.
من جهته وجه الملياردير الأميركي، جورج سوروس، إنذارا على هامش اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي. وقال في خطاب إن “غزو (أوكرانيا من قبل روسيا) قد يكون بداية الحرب العالمية الثالثة وحضارتنا قد لا تنجو منها”.
وأضاف “أفضل طريقة للحفاظ على حضارتنا، هي هزم (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في أسرع وقت ممكن”.
وخلال الحرب على أوكرانيا المستمر منذ ثلاثة أشهر، قتل 234 طفلا وأصيب 433 بحسب ما أعلن مكتب المدعية العامة في أوكرانيا، إيرينا فينيديكتوفا.
كذلك، قتل آلاف المدنيين والعسكريين بدون أن تكون هناك حصيلة مفصلة. في مدينة ماريوبول فقط، تحدثت السلطات الأوكرانية عن 20 ألف قتيل. ونزح أكثر من ثمانية ملايين أوكراني داخليا بحسب الأمم المتحدة. يضاف إليهم 6,5 ملايين شخص فروا إلى الخارج، أكثر من نصفهم أي 3,4 ملايين إلى بولندا.
هذا وطالب دبلوماسي روسي كبير، الأربعاء، برفع العقوبات عن بلاده كشرط لتجنب أزمة غذائية عالمية بفعل توقف صادرات الحبوب الأوكرانية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية إن “حل المشكلة الغذائية يمر عبر مقاربة جماعية تشمل خصوصا رفع العقوبات التي فرضت على الصادرات الروسية والتعاملات المالية”.
وطالب كذلك “بإزالة كييف للألغام” المزروعة في المرافئ المطلة على البحر الأسود حتى تتمكن السفن من تصدير الحبوب. وأكد الدبلوماسي في هذا الإطار أن روسيا “مستعدة لضمان ممر إنساني” للسفن.
اوقد أثر لنزاع كثيرا على الانتاج الأوكراني فيما تتهم كييف والدول الغربية موسكو بمنع صدارات الحبوب عبر البحر الأسود ما يثير احتمال وقوع أزمة غذائية عالمية كبرى.
من جهته، تفقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جنودا جرحى أصيبوا في الحملة العسكرية في أوكرانيا، على ما أظهرت مشاهد بثها التلفزيون، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ أن دفع بقواته إلى الجارة الموالية للغرب. وظهر بوتين برداء طبي أبيض وكان يتحدث إلى جندي يرتدي ملابس النوم عن طفله قائلا: “سيكون فخورا بوالده”، وذلك بحسب التلفزيون الروسي الرسمي. وقال الكرملين إن الرئيس زار مستشفى عسكريا في موسكو.
من جهة اخرى، لفت بويتن، الى أن “معدلات البطالة في روسيا لا ترتفع”، مشيرا الى أن “الصعوبات الاقتصادية الحالية ليست كلها مرتبطة بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا”.
ووقع بوتين على مرسوم بشأن تبسيط إجراءات منح الجنسية الروسية، لسكان منطقتي زابوروجيا وخيرسون في أوكرانيا.
من جهة ثانية، أعلنت مصادر مطلعة في مجال الصناعة العسكرية الروسية، بدء مرحلة اختبارات الحركة لسفينة ميركوري الصاروخية جديدة ستنضم لسلاح البحرية في البلاد، والتي من المفترض أن تسلم لسلاح البحرية في الجيش قبل نهاية 2022.
واكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، بحسب ما نقلت وكالة “تاس” الروسية، بأنّ “في 24 أيار، قام خبراء الألغام الروس بتطهير الميناء في ماريوبول. وقام المتخصصون في أسطول البحر الأسود بنقل سفينة حرس الحدود الأوكرانية التي غمرها ما يسمى آزوف، أي ممثلي الكتائب القومية، من الممر. ونتيجة لذلك، تمكنت خمس سفن أجنبية من مغادرة الميناء”.
واعتبرت أنه “لا يمكن الحديث عن خطط للسلام في الوقت الذي يتم فيه تزويد أوكرانيا بالأسلحة”.
وفي وقت سابق، ذكرت الخارجية الروسية، “نتوقع محادثات دولية لرفع الحصار عن موانئ أوكرانيا ونتواصل مع الأمم المتحدة بهذا الشأن”. بدوره لفت نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إلى أنّ “روسيا مستعدة لفتح ممر إنساني للسفن التي تحمّل مواد غذائية من أوكرانيا”.
من جهته، أعلن عضو المجلس الرئيسي للإدارة العسكرية المدنية لمنطقة زابوروجيا الموالي لروسيا، فلاديمير روغوف، أنه “لا يوجد لمنطقة زابوروجيا سوى مستقبل واحد، يجب أن تصبح جزءًا من روسيا ويجب أن تصبح منطقة كامل الأهلية للاتحاد الروسي”.
ولفت إلى أنه “حتى الآن تم تحرير ثلثي المنطقة من القوميين الأوكرانيين وتقع هذه المناطق حاليا تحت سيطرة الجيش الروسي. لكن المدينة المركزية – مدينة زابوروجيا، لا تزال خاضعة حتى الآن للإدارة الخارجية والرقابة لنظام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي. ونثق بتحرير المدينة”.
في المواقف، اشارت متحدثة باسم المفوضية الاوروبية دانا سبينانت، إلى أن التوصل إلى “حل وسط” بين الدول الأعضاء في الاتحاد بشأن الحزمة السادسة من العقوبات على روسيا والتي تتضمن حظرًا على واردات النفط، قد يستغرق “أيامًا وربما أسابيع، ومصلحتنا بالطبع، هي المساعدة في إيجاد حل وسط، ولكن من السابق لأوانه تحديد متى يمكن أن يحدث ذلك وفي أي سياق”.
الى ذلك، قالت رئيسة وزراء مولدوفا، ناتاليا غافريليتسا، “أننا استقبلنا أكبر موجة من اللاجئين الأوكرانيين وأكثر من نصف مليون أوكراني عبروا الحدود”. واعتبرت أن “هذه الحرب خلقت فرصة تاريخية لتوسيع الاتحاد الأوروبي، كما أنها مروعة ولها تداعيات اقتصادية واجتماعية علينا وعلى المنطقة”.
ولفتت الى أن “طريق انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي طويل ولكننا عازمون على السير قدما فيه، ونحن بحاجة إلى المجتمع الدولي لدعمنا في صيانة السلم والاستقرار”.
اما وزير الخارجية النمساوي، ألكسندر شالنبرغ، فراى أن احتمال انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي بعيد جدا، وبروكسل لا تعد بذلك. ودعا إلى الانضمام التدريجي لدول غرب البلقان وأوكرانيا ومولدوفا وجورجيا إلى الاتحاد الأوروبي.