اليوم 228 للحرب: الجيش الأوكراني يستعيد مزيد من المناطق في خيرسون .. وألمانيا تستعد لحماية نفسها
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 228 للحرب، حاول الجيش الأوكراني استعادة مزيد من الأراضي في الجبهة الجنوبية، قبل وصول تعزيزات روسية متوقعة، بعد قرار الكرملين التعبئة الجزئية للقوات.
وأفاد مصدر عسكري أن رقعة المناطق التي استعادتها أوكرانيا في خيرسون اتسعت إلى 1170 كيلومترا مربعا. وقال إن القوات الأوكرانية سيطرت على قرية “نوفا كاميانكا” في مقاطعة خيرسون (جنوب)؛ حيث استهدفت جسورا في هذه المنطقة مرارا، من أجل تعطيل الإمدادات اللوجستية للقوات الروسية.
وفي إقليم دونباس (شرق)، اندلعت مواجهات بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية في أكثر من 40 نقطة على خط الجبهات في لوغانسك ودونيتسك.
وفي مقاطعة دونيتسك، قُتل 3 أشخاص، وأُصيب 6 بجروح، في قصف أوكراني استهدف أحياء سكنية في مناطق عدة بالمقاطعة .وكانت القوات الأوكرانية قصفت الليلة الماضية مركز مدينة دونيتسك بقذائف سقطت إحداها قرب مدرسة. وأشارت السلطات المحلية إلى أن القوات الأوكرانية استهدفت أكثر من 50 حيا سكنيا في مقاطعة دونيتسك، خلال الـ24 ساعة الماضية، بأكثر من 250 قذيفة، ما أوقع أضرارا مادية بأكثر من 20 بناية سكنية، وبالبنية التحتية في المقاطعة.
وفي الجبهة الشرقية، بثت وسائل إعلام أوكرانية صورا لإسقاط مقاتلة تابعة لسلاح الجو الروسي من طراز سوخوي-34، كانت تحلق على علو منخفض.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن طائرات روسية أسقطت 12 صاروخا على تجمع سكني وسط مدينة زاباروجيا فجر اليوم، ما أودى بحياة ما لا يقل عن 13 شخصا وأسفر عن إصابة 87 بينهم 10 أطفال، كما أسفر القصف عن تدمير 5 منازل، وإصابة 40 منزلا بأضرار متفاوتة.
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالهجوم ووصفه بأنه “شر مطلق” نفذه “متوحشون وإرهابيون”، وتعهد بتقديم المسؤولين عن ذلك إلى العدالة.
وأضاف زيلينسكي “زاباروجيا مرة أخرى. ضربات عديمة الرحمة على أناس مسالمين مرة أخرى. في مبان سكنية، في منتصف الليل تماما”.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إحباط محاولات القوات الأوكرانية شن هجوم على محاور كوبيانسك ولوغانسك وزاباروجيا وأندرييفكا.
وأشارت الوزارة الروسية إلى إسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز “سوخوي -24” في ميكولايف، ومروحية من طراز “ميل مي-24” في خيرسون، بالإضافة إلى تدمير محطتي رادار أميركيتين و4 مستودعات أسلحة أوكرانية في مقاطعات دونيتسك وزاباروجيا وخيرسون.
وبعد يوم من تعرض جسر كيرتش في القرن لتفجير، بدأ غواصون روس صباح اليوم تفقد الأضرار، تزامنا مع أعمال مسح أكثر تفصيلا فوق الماء. وقال الحاكم الروسي لشبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف للصحفيين “الوضع يمكن السيطرة عليه إنه مزعج ولكنه ليس كارثيا، وقد أثار بالطبع المشاعر وهناك رغبة كبيرة في الانتقام”.
وأعلنت وزارة النقل الروسية أن حركة قطارات الشحن وقطارات المسافات الطويلة المارة عبر الجسر انتظمت اليوم وفقا للجدول الزمني المحدد.
وقال كيريل ستريموسوف نائب الحاكم الروسي على خيرسون إن التفجير “لن يؤثر كثيرا على إمدادات الجيش”، إلا أنه سيتسبب في مشكلات لوجيستية للقرم.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم ا إنه على الرغم من استئناف حركة المرور جزئيا على الجسر، فإن “أي خلل في إمكانياته من المرجح أن يؤثر بصورة كبيرة على قدرة روسيا، المتعثرة بالفعل، للحفاظ على قواتها في جنوب أوكرانيا”.
من جهته، يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدا اجتماعا لمجلس الأمن الروسي، الذي يضم الوزراء الرئيسيين ومسؤولين سياسيين وممثلين عن أجهزة الأمن والجيش.
واليوم قال منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إنه لا يوجد مؤشر على أن بوتين اتخذ قرارا باستخدام أسلحة نووية .وأضاف كيربي “سنواصل تزويد أوكرانيا بالمساعدات الأمنية”.
من جهة أخرى، قال متحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو عبر موقع فيسبوك إن الخارجية البيلاروسية استدعت أمس إيهور كيزيم سفير أوكرانيا لدى مينسك، وسلمته مذكرة دبلوماسية، وهي “تحوي مزاعم بيلاروسية بشأن تخطيط أوكرانيا لشن هجمات على أراضيها”. وأضاف نيكولينكو “هذه المعلومات غير صحيحة. نرفض رفضا قاطعا أي تلميح من قبل النظام البيلاروسي”، معتبرا أن |تسليم المذكرة قد يكون جزءا من خطة الاتحاد الروسي للقيام باستفزاز ثم اتهام أوكرانيا”.
وأكد نيكولينكو أن بلاده “لم تتعد قط على أراض أجنبية”، وقال إنه يتعين على بيلاروسيا التوقف عن تلبية رغبات الكرملين، والتوقف الفوري عن تقديم الدعم لروسيا في تنفيذ عدوانها على بلاده، حسب وصفه.
بدورها، قالت المخابرات الأوكرانية إن “روسيا تتخذ تدابير لإجبار بيلاروسيا على الدخول في حرب مفتوحة معنا”. وأضافت أن 6 كتائب من القوات الخاصة في بيلاروسيا تتمركز قرب الحدود الأوكرانية.
ووسط تصاعد التوتر بين روسيا والدول الأوروبية الحرب في أوكرانيا، دعا مسؤولون ألمان إلى تعزيز حماية البنى التحتية الرئيسية في البلاد غداة عمليات تخريب كبيرة طالت سكك الحديد، مشيرين إلى احتمال وجود مسؤولية روسية عنها.
فيما نبه قائد في الجيش الألماني إلى أن الحرب في أوروبا ممكنة مرة أخرى. وقال الجنرال كاسترين بورير في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية، اليوم الأحد: “نستعد لمواجهة تهديدات هجينة على بنيتنا التحتية”. وأضاف أن “بنيتنا من محطات كهرباء وخطوط أنابيب يمكن أن تكون هدفاً لأي هجوم”.
بالتزامن، قال المسؤول في حزب الخضر الألماني وعضو الائتلاف الحكومي أنطون هوفرايتر: “لا يمكننا أن نستبعد وقوف روسيا أيضاً وراء الهجوم على شركة السكك الحديد”، معتبراً أن حوادث التسريب الأخيرة من خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 في بحر البلطيق تحمل أصلاً “بصمات الكرملين”.
كما أضاف رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الألماني في مقابلة مع مجموعة “فونكي” الإعلامية: “ربما في الحالتين يتعلق الأمر بتحذير لأننا ندعم أوكرانيا”. ودعا إلى الإفراج عن 20 مليار يورو لحماية البنية التحتية الحيوية بشكل أفضل، وتعزيز قدرات الشرطة وأمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
أتت تلك التصريحات بعد عملية “تخريب” طالت، أمس السبت، كابلات توصيل لاسلكية في موقعين، ما أدى إلى توقف حركة القطارات في شمال ألمانيا لمدة ثلاث ساعات تقريباً.