بايدن يكرس نظام الملالي كشرطي جديد في المنطقة
كفاح فرحات
في الوقت التي تقول فيه الولايات المتحدة الاميركية، إنها تقف إلى جانب الشعب الإيراني في مواجهه النظام الظلامي في طهران، تقوم هذه الإدارة المنافقة المعادية للشعب العربي، بشن حملة واسعة ضد السعودية وتعقد صفقه قذره مع اسرائيل ونظام الولي الفقيه مستهدفة مصالح الشعب العربي في العراق ولبنان، وتسعى أيضا لضمان المصالح الإسرائيلية والأمن الإسرائيلي.
هذا ما شهدناه من خلال مسرحية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، فالواضح أن الأميركيين كرسوا النظام الديكتاتوري في طهران كلاعب أساسي في حمايه الأمن الإسرائيلي، وفي الحفاظ على المصالح الاميركية في لبنان والعراق، من خلال مسرحية انتخاب رئيس لجمهورية العراق هو عبد اللطيف رشيد المحسوب على تيار “الاتحاد الوطني الكردستان” و”الاتحاد الوطني” وهما كما يروج في العراق مجرد تنظيميين سياسيين لهما علاقات جيدة مع مع كلا العدويين الولايات المتحدة والنظام الإيراني.
على الفور بعيد انتخابه قام رشيد بتكليف محمد شياع السوداني تشكيل الحكومة والمعروف ان السوداني ينتمي إلى حزب الدعوة وله علاقات مباشرة مع المخابرات الايرانية لكنه أيضا مدعوم بقوه من الولايات المتحدة.
والواضح أن ذلك يحصل بهدف الحفاظ على المصالح المشتركة للنظام الايراني وأميركا، حتى يبقى العراق كما هو حاله الآن من الفوضى وضعف وهزال الدولة حتى تستمر عمليات النهب الممنهج من قبل وابقاء العراق خارج المنظومة العربية، وبهذا تكرس أميركا النظام الإيراني كحارس للمصالح الصهيوــــ أميركية وكشرطي للمنطقة، هذا اضافه الى اعتماد اميركا على هذا النظام في ضرب حركات التحرر في لبنان وسوريا والعراق واليمن والاعتماد على هذا النظام في سد الفراغ الذي حدث نتيجه الحصار الروسي على إمدادات النفط إلى أوروبا حيث يتهيأ هذا النظام لضخ ما يعادل مليوني برميل يوميا الى السوق النفطي بعد حصوله على الموافقه الأميركية.
لا شك أن العراق حفل خلال الأيام الماضية بتطورات وصفت بتحولات لافتة، بعد عام من التعطيل والمماطلة والخلافات بين أهل الحكم.
والسوداني الذي كلف بتشكيل الحكومة أمامه شهر من أجل تقديم حكومته، لكن الأنظار تتجه حالياً إلى زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي أعلن سابقا انسحابه من الحياة السياسية، بعد أن طلب من نوابه الـ 73 الانسحاب من البرلمان وتقديم استقالاتهم. إذ لا يزال موقف الزعيم الشيعي القوي بشأن التطورات الأخيرة غير معروف، بعد أن أثبت في الأسابيع الأخيرة قدرته على زعزعة المشهد السياسي عبر تعبئة عشرات الآلاف من مناصريه للنزول إلى الشارع.
وحسب التقديرات أن الصدر قد يوافق ضمنيا على المشاركة في الحكومة عبر الحصول على وزارتين سياديتين في إطار توزيع الحصص بين الأحزاب، مما يعني اللجوء الى التهدئة السياسية، وإلا سيكون الخيار الآخر التصعيد وتصاعد الخلافات والتحركات في الشارع.
وهذا كله لا يخفي ان الصراع الحقيقي والحاسم لا بد أن يكون في رفع الوصاية الإيرانية على العراق.