مباريات كأس العالم مباشرة من غرفة السجن
باريس- المعطي قبال
أفيون كرة القدم لعنة تلاحق عددا لا يستهان به من المسؤولين، اللاعبين والأندية. ولما يكون النادي مثخنا بمال النفط والغاز، كما هو حال باري سان جيرمان، فإن الفضائح لا تنبعث منها روائح طيبة. باقتنائها للنادي عام 2011 بمبلغ 70 مليون أورو، رغبت قطر في امتلاك سلطة لينة تضعها في واجهة صدارة رياضة كرة القدم وتلعب فيها قنوات باين سبورت دور بوق إعلامي شبيه بقناة الجزيرة. أنيطت بناصر الخليفي مهمة القيام بدور الرئيس-السفير والماناجير في نفس الوقت. قامت استراتيجيته بمباركة من الأمير الشيخ تميم بن حمد بن خليفة على تلميع وبيع صورة قطر كدولة قادرة على منافسة كبريات الدول الرياضية العالمية مع جلب، بأثمنة خيالية، أفضل ما يتوفر في الملاعب من نجوم الكرة. ويندرج تنظيم مونديال كرة القدم ضمن هذه الاستراتيجية. لكن حملات التنديد والدعوة إلى مقاطعة كأس العالم لكرة القدم كانت بمثابة هزة قوية خلخلت دعائم الصرح الذي يقوم عليه الفريق بل مجموع الاستراتيجية الرياضية التي شيدتها المشيخة. ولم يسلم من مفعول هذه الهزة لا الفريق ولا المسير العام الخليفي ولا سمعة قطر،إلى درجة أنه لا حديث الآن في فرنسا إلا عن الأزمات التي يجتازها الفريق: أزمة الاستقالة المحتملة لنجم الفريق، كيليان مبابي الذي كشفت صحيفة ميديابارت الالكترونية أنه ضحية «جيش الكتروني» جند من داخل الفريق وحاشيته للنيل من سمعته، أزمة الخليفي المورط في فضيحة المحتال الجزائري، وهو عميل سابق، عمل مستشارا واعتقل وعذب لمدة 9 اشهر قبل أن يطلق سراحه بعد أن سلم الوثائق المسروقة وتعهد بعدم إفشائه لأسرار، سربها في الأخير بعد تسريحه. ازمة الغداء السري بقصر الاليزيه والذي جمع عام 2010 الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي بالأمير تميم، ميشال بلاتيني وسيب بلاتير الرئيس الأسبق للفيفا، والذي بموجبه باع ساركوزي المونديال لقطر مقابل اقتناء المشيخة لطائرات رافال الفرنسية! ولم تقل العدالة بعد كلمتها الفصل في هذا الملف.
أزمة الفريق النسوي لباري سان جيرمان الذي وقع تخانق بين لاعباته وصل إلى حد الهجوم وتعنيف إحداهن، خيرة الحمراوي. انعكست هذه الأزمات وغيرها على معنويات اللاعبين وعلى ميزانية الفريق الذي تصاعدت خساراته سنة بعد أخرى حيث بلغت هذا العام 300 مليون أورو. برر هذا الوضع إرسال الدوحة لفريق تحقيق مهمته النظر في حيثيات هذا الوضع المعقد.
اقتنت قطر فريق باري سان جيرمان ذكور وإناث وطبقت بل فرضت عليهما نفس المعايير اللاديمقراطية الجاري به العمل في جميع المرافق بالمشيخة من حجر ورقابة وتستر الشيء الذي يجعل الكثير من المراقبين والخبراء الرياضيين يشكون في شفافية التحقيق المرتقب. في انتظار تاريخ 20 نوفمبر، حيث انطلاقة اولى مباريات المونديال، لسنا بمنأى عن وقوع مفاجئات قضائية قد يتابع فيها المتهمون المباريات على قناة باين سبورت من غرفهم بالسجن!