مليونية 25 أكتوبر في السودان: حكومية مدنية والعسكر إلى الثكنات
السؤال الآن ــــ وكالات
إحياءً للذكرى الأولى لما تصفه قوى المعارضة بـ”الانقلاب العسكري” الذي أوقف التحول الديمقراطي بالبلاد، وللمطالبة بحكومة مدنية قادرة على إخراج البلاد من المأزق السياسي. خرج السودانيون الى الشارع في تظاهرات ادت الى صدامات مع الأمن السوداني اليوم، الذي أطلق قنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين في الوقت الذي قُطع فيه الاتصال بالإنترنت.
وقالت وكالة رويترز إن السلطات السودانية قطعت خدمات الإنترنت في عموم السودان قبيل الاحتجاجات، وأكد صحافيون قطع الاتصال بالشبكة، في وقت انتشرت فيه قوات الأمن على الجسور التي تربط الخرطوم بضواحيها وعلى طرقها الرئيسية.
وكان قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان فرض إجراءات أنهت كل التعهدات التي اتخذها قبل ذلك بعامين بتقاسم السلطة مع المدنيين، منها حل مجلسي الوزراء والسيادة الانتقاليين، وإقالة ولاة، واعتقال مسؤولين وسياسيين، وإعلان حالة الطوارئ. وخرج مئات التلاميذ والطلاب في مدينة عطبره الواقعة على بعد 350 كيلومترا شمالي الخرطوم، وهتف المتظاهرون حاملين الأعلام “العسكر إلى الثكنات” و”سلطة مدنية”.
ومنذ الصباح الباكر، بدأ الجانبان في التحرك حيث أقام المتظاهرون متاريس لإبطاء تقدم قوات الأمن التي قامت من جهتها بإغلاق كل الجسور التي تربط بين ضفتي نهر النيل في العاصمة السودانية لمنع المحتجين من الوصول إلى القصر الجمهوري، مقر الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد انقلاب 25 أكتوبر 2021.
وكانت وزارة الداخلية السودانية قالت أنه “منذ انطلاق مواكب اليوم تبين أننا نتعامل مع قوات مدربة بتشكيلات عسكرية مسلحة”، مشيرة إلى وجود “جماعات منظمة بالمواكب ومسلحة بالدرق والغاز والخوازيق المصنعة والعبوات الحارقة”.
وأضاف البيان: “ما حدث اليوم هو تأكيد لمعلوماتنا بوجود جماعات منظمة ومتمردة ومتفلته وخلايا نائمة تستهدف أمن العاصمة”. وناشدت الداخلية السودانية، قادة الحراك “بتحديد موقفهم من هؤلاء الذين يدعمون التفلت والخراب وتدمير الممتلكات وزعزعة الأمن”.
وحثت وزارة العدل والجهاز التشريعي على “فرض إجراءات استثنائية تمكننا من مواجهة تلك الجماعات لحسم الفوضى”.
وامس خرجت مواكب (مسيرات) تدعو إلى التظاهر في الخرطوم وضواحيها ومدن عدّة. واستباقا لذلك، أعلنت ولاية الخرطوم يوم عطلة في جميع الإدارات والمدارس. ودعت لجان المقاومة وقوى سياسية سودانية في وقت سابق المواطنين إلى الخروج في “مليونية” الثلاثاء للمطالبة بالحكم المدني الكامل وإبعاد العسكر من السلطة.
وأعلنت السلطات إغلاق الجسور النيلية بالعاصمة الخرطوم سوى جسري سوبا والحلفايا، وأكدت حرصها على “حماية المشاركين في المواكب والمسيرات السلمية التي تعبر عن إرادة الشباب”، وفق تعبيرها.
وأضافت أن الأجهزة الأمنية تعمل من أجل حفظ أرواح وممتلكات المواطنين، وأمنت على حق كافة الشرائح المشاركة في المواكب بممارسة التعبير السلمي الذي كفله القانون.
وقد دعت 13 دولة والاتحاد الأوروبي والآلية الثلاثية -التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية لشرق أفريقيا (إيغاد)- إلى تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية في السودان، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للإجراءات الاستثنائية التي فرضها البرهان.
كما ناشدت سفارات غربية في الخرطوم السلطات “احترام حرية الرأي وحق التجمع السلمي”، كما طالبت بـ”عدم استخدام القوة”، في بيان دان أيضا مقتل متظاهر أول أمس الأحد. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء أمس الاثنين إن الوقت حان “لإنهاء الحكم العسكري” في السودان.
وأضاف في تغريدة على تويتر “تقريبا، قبل سنة من اليوم، انقلب الجيش السوداني على حكومة بقيادة مدنية، وقوض التطلعات الديمقراطية لشعبه. حان الوقت لإنهاء الحكم العسكري”.
وتأتي فعاليات تحت شعار “مليونية 25 أكتوبر” وذلك في الذكرى الأولى لما تسميه بعض القوى السياسية الإطاحة بالمرحلة الانتقالية في السودان التي كانت بدأت بعد إسقاط عمر البشير بهدف الوصول إلى حكم مدني.
وأعلنت السلطات السودانية، عشية التظاهرات، إغلاق الجسور بالعاصمة الخرطوم عدا جسري سوبا والحلفايا.